هو الخليفة الثالث بعد استشهاد عمر بن الخطاب. الذي أوصي بأن تكون الخلافة في ستة من أصحاب الرسول - صلي الله عليه وسلم - وهم عثمان بن عفان. وعلي بن أبي طالب. وسعد بن أبي وقاص. وعبدالرحمن بن عوف. وطلحة بن عبيد الله. والزبير بن العوام. فبايع الناس عثمان بن عفان. وسمي "ذوالنورين". لأنه تزوج من رقية بنت رسول الله. فلما ماتت تزوج أختها أم كلثوم. فلما ماتت قال له رسول الله - صلي الله عليه وسلم - "لو كان عندنا ثالثة لزوجناكها يا عثمان" وكان رجلا حييا. قال عنه الرسول: "ألا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة؟" وهو صاحب البئر. وكان من المهرة بالقرآن. وكان من كتبة الوحي. قُتل وهو يقرأ القرآن مظلوما. وأول قطرة من دمه سقطت علي قول الله تعالي: "فسيكفيكهم الله" فقد قتله الثوار بقيادة عبدالله بن سبأ اليهودي. وهو الذي جهز جيش العُسرة. قال بن هشام: "إن عثمان بن عفان أنفق في جيش العسرة في غزوة تبوك ألف دينار. نثرها في حجر الرسول - صلي الله عليه وسلم - فكان الرسول يقلبها ويقول: ما ضر عثمان ما عمل بعد اليوم" وظل يتصدق ويتصدق. حتي بلغ مقدار صدقته تعسمائة بعير ومائة فرس سوي النقود. وهو الذي جهز عيرا للشام. مئتا بعير بأقتابها وأحلاسها. ومئتا أوقية. ثم تصدق بمائة بعير أخري بأقتابها وأحلاسها. فقال الرسول - صلي الله عليه وسلم - "اللهم ارض عن عثمان" فلم يري أحد أنفق مثل عثمان في غزوة تبوك. ونزل فيه وفي أمثاله قول الله تعالي: "إن الله اشتري من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا في التوراة والإنجيل والقرآن ومن أوفي بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم". وقد قال الله عن المنافقين الذين سخروا ممن أنفقوا من الأغنياء والفقراء: "الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات والذين لا يجدون إلا جهدهم فيسخرون منهم سخر الله منهم ولهم عذاب أليم" فكان عثمان من أعظم المطوعين. وقد تم في خلافته فتوحات كثيرة. منها أفريقيا وقبرص وطبرستان.