كان في الثلاثين من عمره عندما دعاه أبو بكر الصديق إلي الإسلام قائلاً: ويحك يا عثمان بن عفان والله إنك لرجل حازم ما يخفي عليك الحق من الباطل، هذه الأوثان التي يعبدها قومك، أليست حجارة صماء، لا تسمع، ولا تبصر، ولا تضر، ولا تنفع؟.. فقال عثمان: بلي والله إنها كذلك.. قال أبوبكر هذا محمد » صلي الله عليه وسلم « قد بعثه الله برسالته إلي جميع خلقه، فهل لك أن تأتيه وتسمع منه؟ فقال عثمان: نعم.. وعندما قال رسول الله » صلي الله عليه وسلم « لعثمان: أجب الله إلي جنته فإني رسول الله إليك وإلي جميع خلقه.. أسلم عثمان. أطلقوا عليه ذو النورين لأنه تزوج بنتي الرسول »رقية« وبعد وفاتها تزوج أختها »أم كلثوم«.. ويتصل نسبه بنسب الرسول » صلي الله عليه وسلم «، وكان حيياً تستحي منه الملائكة.. وفي بيعة الحديبية، كان الرسول » صلي الله عليه وسلم « قد بعث بعثمان لمكة، وسرت شائعة أنه قُتل.. فبايع النبي » صلي الله عليه وسلم « عنه، ووضع يده اليمني علي يده اليسري وقال: اللهم هذه عن عثمان في حاجتك وحاجة رسولك. ذو النورين اختصه الرسول » صلي الله عليه وسلم « بكتابة الوحي أثناء نزوله، وكان يقول له الرسول الكريم: »اكتب يا عثيم، فوالله ما كان الله لينزل عبداً من نبيه تلك المنزلة إلا كان عليه كريماً«.. وجهز عثمان ثلث جيش المسلمين في غزوة تبوك »العُسرة«. أوصي عمر بن الخطاب باختيار خليفة من 6 صحابيين هم: علي بن أبي طالب، وعثمان بن عفان، وطلحة بن عبيد الله، والزبير بن العوام، سعد بن أبي وقاص، عبدالرحمن بن عوف، كما أوصي أن يكون الاختيار في مدة أقصاها 3 أيام من وفاته حرصاً علي وحدة المسلمين، فاختار الصحابة عثمان ليصبح ثالث الخلفاء واستمرت ولايته 21 عاماً شهدت انشاء أول اسطول بحري اسلامي وفتوحات عديدة، ونسخ القرآن لأول مرة، وتوزيعه علي كل المدن الإسلامية، وازدهر الاقتصاد وزادت الأموال إلي أن وصل بيع جارية بوزنها، وفرس ب001 ألف درهم ونخلة بألف درهم. ومع اتساع الفتوحات الإسلامية، ودخول عناصر جديدة حديثة العهد بالإسلام لم تتشرب روح النظام والطاعة، استغلهم بعض الحاقدين علي الإسلام وفي مقدمتهم اليهود فبدأوا في إثارة الفتنة، وإثارة الشبهات حول سياسة عثمان، وحرضوا الناس علي الثورة بحجة أن »عثمان« كان يولي أقاربه، وخرج جمع من مصر والكوفة والبصرة لبيت الخليفة، وطالبوه بالتنازل عن الولاية، فدعاهم إلي الاجتماع بالمسجد مع كبار الصحابة، وفند افتراءاتهم، وأجاب عن كل تساولاتهم وعفي عنهم، فرجعوا لبلادهم وهم يضمرون شراً وتواعدوا علي الحضور مرة أخري لتنفيذ مؤامرتهم التي زينها لهم الشيطان عبدالله بن سبأ اليهودي الذي تظاهر بالإسلام. وعادوا في شهر شوال سنة 53 هجرية ولكن هذه المرة بحجة أن عثمان أمر بقتل زعماء أهل مصر، وحاصروا بيت عثمان ومنعوا عنه المدد والماء، ومن الخروج للصلاة، ورفض عثمان قتالهم حتي لا يسال دم المسلمين، فأحرقوا باب بيته ودخلوا عليه وقتلوه وهو يقرأ القرآن، وسال دمه علي المصحف الشريف.. واستشهد عثمان وهو في التسعين من عمره.. رضي الله عنه