البراعم والناشئين ..بدايتهم في مراكز الشباب يستكمل الدكتور محمد عبدالعال رئيس قطاع الشباب السابق تقييمه للعمل الشبابي.. ويواصل كشف العيوب والأخطاء التي اضرت بالمكاسب الشبابية.. ويضع ملاحظاته امام الدكتور اسامة ياسين وزير الشباب الجديد لكي يسترشد بها في مهمته ومسئولياته لاصلاح العمل الشبابي. ألقي الدكتور محمد عبدالعال بنظرة فاحصة.. تناول التجاوزات في اللوائح.. وتطرق الي احتياجات الشباب في كل المحافظات.. وشمل بالتقييم ما فعله المهندس خالد عبدالعزيز ومن قبله صفي الدين خربوش في اللوائح والأنشطة والبرامج والمنشآت.. والي الجزء الثاني والأخير في حوار التقييم. دكتور محمد عبدالعال.. ما تقييمك القانوني للائحة الجديدة التي تشترط المؤهل العالي لرئاسة مركز الشباب؟ -هذا الشرط غير دستوري.. وسبق صدور حكم بهذا في القضية رقم 85 لسنة 28 قضائية التي حكمت لصالح السيدة زينب محمود زوجة الكابتن بوبو »يرحمه الله« في ترشيحها في نادي سموحة. واكتسب هذا الحكم وضعا قانونيا يساوي بين الأعضاء الذين يدفعون اشتراكا سنويا كما ان الأغلبية في مراكز الشباب خصوصا في القري من اصحاب المؤهلات المتوسطة. لا مكاسب ألا توجد مكاسب حصل عليها الشباب من التعديلات في اللوائح والبرامج مؤخرا؟ -اين هي هذه المكاسب خصوصا بعد ثورة 25 يناير وللأسف العديد من الأنشطة والبرامج اختفت.. ولا وجود لأندية التطوع ومعارض الفنون التشكيلية وحفلات ليالي الشباب التي كانت ترعي هوايات ومواهب الشباب.. وللأسف كل مسئول يأتي في هذه الوزارة المنكوبة يفعل ما يحلو له وليس لديه سياسة واضحة بدليل ان ايام د. عليّ الدين هلال كانت هناك خطة لتطوير مراكز الشباب وعلي مراحل وعندما جاء انس الفقي ادخل عليها تعديلات فشوهتها وكذلك فعل صفي الدين خربوش وقام بعمل منشآت وخراسانات علي حساب البرامج والأنشطة.. وجاء المهندس خالد عبدالعزيز وسار علي نهج خربوش. أفكار مكررة هل تقصد انه لاتوجد افكار جديدة في العمل الشبابي؟ -نم.. وللأسف لم يكلف احد نفسه من السادة المسئولين في الاطلاع علي البرامج والمشروعات التي كانت موجودة اصلا وكنت أتمني مثلا استكمال خطة تطوير مراكز الشباب بدلا من وضع تصور جديد بتكلفة 300 مليون جنيه ووافق عليها د. كمال الجنزوري. ألا تلاحظ يا دكتور ان الكلام عن تطوير مراكز الشباب يقتصر علي الدهانات والأسوار.. فأين الأنشطة؟ -وهذه حقيقة اخري.. وكان يجب علي المسئول ان يرجع الي البرامج والمسابقات والأنشطة التي كانت تتم من قبل وتشمل الثقافية مع مؤسسات اعلامية، ورياضية مثل دوري مراكز الشباب مع الاتحادات الرياضية.. وكان اشتراك قطار الشباب عشرة جنيهات والآن اصبح بمئات الجنيهات ولايستفيد منه احد.. وحتي اللوائح الشبابية كانت تسمح بفرص اكبر للشباب لدخول مجلس الادارة وبدأت بتخصيص مقعدين للشباب حتي وصلت الي خمسة اعضاء من الشباب وبعد الثورة تقلص العدد الي ثلاثة فقط. وكان يجب الحفاظ علي ميزة التخصيص للشباب حتي تكون لهم الأغلبية داخل المجلس وللأسف نقل المهندس خالد عبدالعزيز الاستثناء من الشباب الي الكبار في تعديلات القرار رقم 90 لسنة 2012. تعديلات عشوائية وماذا تقول عن تعديلات اللائحة الخاصة باجتماعات مجلس ادارة مركز الشباب؟ -كنت أتمني ان يقوم اخوتي وزملائي في المجلس بمراجعة اللائحة قبل اجراء اي تعديلات.. فالمادة 49: تقول لاتكون اجتماعات المجلس صحيحة إلا بحضور الأغلبية المطلقة فإذا لم يكتمل العدد القانوني يؤجل الاجتماع الي موعد آخر وتصدر القرارات بالأغليبة المطلقة.. وفي جميع الأحوال لايجوز ان تصدر القرارات بأقل من خمسة.. ولذلك أتعجب من تقليل الحضور الي اربعة اصوات في الاجتماع الثاني.. وهذا يسمح بثغرة كبيرة تجعل ثلاثة افراد فقط يصدرون القرارات ويتحكمون في مصير المركز انا فعلا حزين لما يحدث في العمل الشبابي. أليس من الأخطاء تحديد اجتماعات مراكز الشباب في الخميس الأول من كل شهر؟ وهذا ما حدث في عهدك؟ -لم اكن موجودا عندما اصدر صفي الدين خربوش اللائحة رقم 120.. واوافقك الرأي بان هذا التحديد خطأ ولايجب الزام مجالس الادارة بيوم محدد للاجتماع الشهري.. فلا يعقل ان يجتمع خمسة آلاف مركز في توقيت واحد علي مستوي الجمهورية.. وفي الواقع لايتم تطبيق ذلك.. ولاتوجد لائحة في الدنيا تحدد موعد الاجتماعات مسبقا. الإجراء الصحيح وما الاجراء الصحيح الذي كان يجب اتباعه في التعديلات الأخيرة للوائح؟ -كان يجب الغاء المادة 108.. وكان يجب تعديل بقية مواد اللائحة بعد حذف الباب الخامس الذي يتناول مراكز الشباب النموذجية والالغاء حولها الي مراكز شباب عادية.. وكان يجب منح هذه المراكز مهلة لترتيب اوضاعها قبل انعقاد الجمعيات العمومية. لكن هناك من يري ان هذه التعديلات تستجيب لرغبات الشباب؟ -انا لست ضد قرار تحويل مراكز الشباب النموذجية الي عادية.. لكنني أتحدث عن الأسلوب.. فلا يعقل العمل منذ سنوات بنظام وبعد شهرين يتم التحويل لنظام آخر وكان الاجدر التحويل بعد الجمعية العمومية القادمة.. لان مجالس المراكز النموذجية كانت تقوم بدور الجمعية العمومية وهذا التغيير المفاجيء يؤدي الي ارتباك في أشياء كثيرة تتعلق بالماليات والميزانيات والحسابات الختامية. وكيف تري دور ومهام المجلس في العمل الشبابي في الفترة الأخيرة؟ -التفكير والمفهوم اختلف حول العمل الشبابي.. فلم يتم استثمار الموارد والميزانية في الأنشطة بدليل ان المهندس خالد عبدالعزيز اعاد للحكومة اكثر من 50 مليون جنيه وهذا يؤدي الي تخفيض ميزانية الشباب في العام القادم.. وهذا يكون علي حساب الأنشطة والمنشآت. المفهوم الصحيح وماذا ينقص العمل الشبابي من وجهة نظرك؟ - يجب ان نعود الي مفهوم رعاية الشباب.. ونؤمن بأن الشباب استثمار.. فلا نقوم بعمل شيء من اجل المظاهر والاستهلاك المحلي.. ولانقوم بعمل منشآت صماء وتكون مثل المتاحف ولايتم استعمالها بالانشطة. ويحب علي كل مسئول ان يعرف ماذا يريد الشباب وماذا تريد الدولة من الشباب.. والرغبات تختلف باختلاف الأوقات والمراحل وهذا هو المفتاح الناجح للتعامل مع الشباب. هل القومي للشباب انحرف عن رسالته تجاه الشباب في السنوات الأخيرة؟ - لو انهم راجعوا القانون.. وراجعوا قرار انشاء المجلس اصلا ما كان هذا السؤال.. فالقانون وضع الاطار للعمل وبعد ذلك تأتي الخبرة والرؤية التي تتعامل مع الواقع والمستجدات.. فالجيل الذي نعيش معه الآن يختلف عن اجيال سابقة ولديه احتياجات وامكانات اكثر تطورا.. ولذلك اطلب من المسئولين عن الشباب والرياضة مراعاة الله في الشباب وتحكيم الضمير من اجل الوطن ويجب ان نتعاون جميعا لتحقيق اهداف ثورة 25 يناير التي قام بها هذا الشباب الرائع.