في قلب القاهرة المزدحمة غرفة شاغرة، غرفة كبيرة مكيفة وخمس نجوم هي استاد القاهرة الدولي، ملاعب وصالات وقاعات وحدائق وطرقات لا يعيش فيها أحد، بالكاد يسكنها الناس مرة في الشهر أو عدة شهور، يمكن نقيم عليها مباريات، ويزحف إليها عشرات الآلاف، وتقام عليها اللقاءات الدولية.. لكن هل هذا هو الاستغلال الأمثل لمثل هذا الصرح الكبير .. أشك. أجدني مضطرا للحديث في أمر استاد القاهرة، بعد زيارة لجنة مجلس الشعب للمكان، وما قالوه بأن كل شيء تمام.. أي تمام هذا الذي اقتنعوا به، وصدقوه وباركوه وشباب مدينة القاهرة لا يجد مكاناً يلعب فيه، مئات الآلاف من أطفال وشباب العباسية ومدينة نصر والوايلي ومصر الجديدة، والتجمع الخامس ومنشية ناصر لا يجدون مكاناً منظماً ونظيفاً ومعدا ومجهزاً لوضع أقدامهم علي الطريق الصحيح للحياة والنشاط والرياضة.في القاهرة العشرات من الأندية التي تمارس فيها الرياضة والترفيه عن الشباب، هدفها بناء الانسان وصحة الشباب وممارسة الرياضة وامتصاص طاقاتهم وتوجيهها الوجهة الصحيحة، لكن الانفجار السكاني، والاقبال الشديد علي العضوية فيها دفعها للمغالاة في اشتراكاتها المالية، تخيلوا أن أبسط وأصغر الأندية بات رسم الانضمام إليها عشرات الآلاف، وفي أندية النجوم الخمسة وصل إلي 100 ألف جنيه.. تزيد أو تنقص.. إذن فأين يذهب من لا يستطيع؟!استاد القاهرة.. هذا الصرح الكبير بعملية تنظيمية بسيطة ومنظمة يمكن أن يتحول من غرفة شاغرة إلي خلية نحل نافعة، يمارس الناس فيه نشاطهم، ويخلق مئات الوظائف الايجابية كقيمة مضافة.. ماذا سيحدث لو فتحنا أبوابه - بنظام - لاشتراكات رمزية معقولة ومقبولة ومنطقية للجميع.. ماذا سيحدث لو فتح حمام السباحة فيه أبوابه للناس أيام محددة ولساعات محددة، وبنظام محدد.. الأكيد أن الناس ستسعد به، واشتراكاته المالية ستسهم في مصاريف صيانته.. اللي هي في الأصل مدفوعة مدفوعة.القاعات والصالات الكبيرة لو فتحناها كصالات تدريب منظمة ومنتظمة ستعود بالخير الكثير، ستربي الأبناء، وتغير السلوك الذي بتنا جميعا نشكو من انحرافه.. وستخلق وظائف لشباب ومدربين ومدرسين معظمهم يقضي صيفه علي القهاوي والنواصي.. وكمان ستكسب الدولة فلوس اشتراكات تصرف منها علي صيانة المكان.. وتنتهي قصة الفندق اللي ملهوش زبون.