هو واحداً من النجوم الذين سطروا أسماءهم بحروف من نور سواء مع قلعة الشواكيش في الدوري أو المنتخب الوطني ويكفي أنه أحد أعضاء نادي المائة وهداف دورة طوكيو الاوليمبية عام 64، وطرف أفضل ثنائي في مصر وكرة القدم وصانع ألعاب قدير وهداف متميز. انه مصطفي رياض أحد جيل عمالقة الترسانة والمنتخب والذي فتح قلبه ل»أخبار الرياضة» وتحدث بأريحية ممزوجة بشجن عن رحلة البدايات في نادي الترسانة والعلاقة الخاصة التي جمعته بالراحل حسن الشاذلي، وعن رغبة المايسترو في اللعب للشواكيش عن جيل الوفاء والعطاء وكثير من الأمور في سياق الحوار التالي: اقرضت الترسانة 600 جنيه لمروره بضائقة مالية احرزت لقب هداف دورة طوكيو الاوليمبية ولم أنل مليماً واحداً وفاة الشاذلي قصمت ظهري وعلاقتنا تستحق الدراسة في البداية نعود إلي الوراء.. حدثنا عن بدايتك مع عالم كرة القدم؟ في حي بولاق أبوالعلا عام 1941 كانت النشئة ولعبت منذ الصغر الكرة »الشراب» في الشارع حتي نصحني والدي بضرورة الذهاب للنادي لكي أواصل لعب الكرة وكان شقيقي محمد رياض وقتها لاعباً في الترسانة وتحدث والدي مع محمد عن إمكانية الانضمام للنادي وبالفعل نجحت محاولات شقيقي وبدأت أذهب للنادي الذي كان مقره في ذلك الوقت مكان مسرح السيرك في العجوزة حاليا وتدربت في فرق الناشئين. متي صعدت إلي الفريق الأول للترسانة؟ - تم اختياري للفريق الأول موسم 58-59 وكان وقتها المدير الفني للفريق هو »عم الشيوي» وكان دائماً يحضر مباريات الناشئين لاختيار أفضل العناصر وتابعني أكثر من مرة وأشاد بمستواي الفني ليتخذ القرار بعدها بتصعيدي للتدريب مع الفريق الأول والمشاركة في المباريات بشكل تصاعدي، وأتذكر أول مباراة لعبتها مع الفريق الأول في الدوري العام موسم 59- 60 وكانت امام طنطا ولم يظهر الترسانة في هذه المباراة وعقب المباراة تحدث معي عم الشيوي وطالبني بنسيان الخسارة والتركيز مع الفريق في المباريات المقبلة. 25 هدفاً هل تتذكر أول اهدافك بقميص الشواكيش؟ - بالتأكيد أول أهدافي مع الفريق كان أمام فريق السكة ووقتها تألقت مع الفريق وقدمت أداء جيداً وأحرزت هدفين في مرمي عبدالستار حارس السكة ليفوز الترسانة بهدفين مقابل هدف وكونت ثنائياً رائعاً مع زميلي حسن الشاذلي سواء في النادي أو المنتخب الوطني وصنعت له الكثير من الأهداف التي أحرزها مما جعله ضمن نادي المائة ويحتل المركز الأول برصيد 169 هدف، أحرزت اهدافا كثيرة مع الترسانة وكانت مؤثرة وذلك خلال السنوات التي قضيتها مع الفريق وحصلت علي لقب هداف الدوري أكثر من مرة وكان أول موسم أحصل خلاله علي هذا اللقب 60- 61 وسجلت 25 هدفا وبعدها توالت الأهداف في السنوات التالية ليصل عدد أهدافي التي أحرزتها في المسابقة إلي 148 هدفا في المركز الثالث بعد حسن الشاذلي وحسام حسن صاحب المركز الثاني ألف حساب ما هو أفضل مواسمك الكروية؟ سيظل موسم 62- 63 عالقاً بذهني ولن أنساه لأن في هذا الموسم نجح الترسانة في تقديم عروض قوية وتحقيق نتائج إيجابية وكان منافساً قوياً حتي النهاية وبذلنا مجهوداً كبيراً طوال المباريات مما جعلنا نحتل المركز الأول ونفوز بلقب الدوري وهو الإنجاز الذي حققه الفريق، بالإضافة الي تتويجنا بلقب بطولة كأس مصر عامي 65-67 وكان وقتها الترسانة من ضمن الفرق التي تعمل لها جميع الأندية ألف حساب. وما حكايتك مع الأولماني كرامر؟ - الأولماني كرامر عشق مصر والمصريين، في إحدي المرات حضر المدرب الأولماني كرامر مع المشرف العام علي المنتخب الراحل حلمي زامورا فوجدنا نائمين تحت المدرجات، شعر بذهول كبير فقرر اصحطابنا لمطعم فخم. وشعرنا أننا في حلم حيث كانت الإمكانيات وقتها ضعيفة جداً عكس الآن. رهان ناجح ما حقيقة راهنك علي محمد أو تريكة؟ - من الوهلة الأولي راهنة علي مستوي أبوتريكة، وساهمت أنا وزميلي الراحل حسن الشاذلي في تأهيل محمد أبوتريكة نجم مصر والترسانة والأهلي المعتزل، وقمنا بمساعدة ابوتريكة كثيراً عندما كان لاعبا في صفوف الشواكيش وكانا نعلم تماما أن هذا اللاعب سيكون له شأن كبير في عالم الساحرة المستديرة رغم تأكيدات محسن صالح المدير الفني للمنتخب الوطني وقتها حول عدم صلاحية اللاعب لارتداء قميص المنتخب عندما كان لاعباً في الترسانة، وهو ما تحول تماماً عندما انتقل اللاعب للأهلي وبات احد أهم عناصره بعد أن وجد من يخدم عليه ويساعده في إحرازالأهداف. ما الفارق بين جيلكم والجيل الحالي من اللاعبين؟ الحب والوفاء كان يميز اللعبة. أتذكر في مباراة لعبناها في السويس اخبرني رئيس النادي أنه لاتوجد نقود من أجل أجرة الحافلة. الراحل حسن الشاذلي عرض أن يبيع سيارته لكنني رفضت. كان رأس مالي كله 600 جنيه، أقرضته للنادي. بعدها بفترة خضنا مباراة قوية مع الأهلي فجمعنا 14 ألف جنيه ومعها شهادة تقدير. وقال رياض مكافآت المبارايات في هذا التوقيت كانت ضئيلة جداً، حيث كانت مكافأة الفوز لاتتعدي مبلغ جنيه واحد فقط، في مباراة المحلة بنهائي بطولة الدوري عام 1962، تمت دعوة الفريق علي الغداء من قبل محمد حبيب رئيس نادي المحلة وفور استلام مكافأت البطولة التي كانت 15 جنيها تم خصم جنيه كامل ثمن الوجبة التي حصلنا عليها في المحلة. هل كان يرغب الراحل صالح سليم في اللعب للترسانة؟ - الراحل الكبير صالح سليم فكر في موسمه الأخير مع الأهلي أن يلعب عاما في الترسانة لوجودي أنا والشاذلي وكان الترسانة في القمة المسئولون في الأهلي اعترضوا وأقنعوه بصرف النظر عن ذلك من أجل إنهاء مسيرته في النادي. ماذا عن علاقتك بالمايسترو؟ - علاقتي به كانت ممتازة. تعلمت منه الكثير من خلال لعبنا معا في المنتخب. أتذكر مساندته لي عندما انتقدني الجمهور في إحدي المباريات ولم يكن قد مر علي وفاة والدتي سوي 40 يوما. طلب مني الهدوء وقام بوضع قطنة في أذني وبالفعل سجلت هدفا في الشوط الثاني وتألقت . ماحقيقك انضمامك لصفوف نادي الزمالك؟ - كانت هناك رغبة من حلمي زموارا في ضمي للزمالك للعب ضد ريال مدريد بعد تألقي اللافت مع الترسانة، لكن المشير عبدالحكيم عامر تدخل وقتها وطلب تكوين فريق مشترك من الناديين فخسرنا بسباعية. من المدرب الذي أثر في مسرتك الكروية؟ - هناك مدربون كان لهم دور كبير في ظهوري بمستوي جيد وبقائي في الملاعب طوال هذه السنوات وهم عم الشيوي وحمزة عبدالمولي ومحمد الجندي وعلي عثمان والكابتن رشديد واليوغسلافي فاندلر هداف الاوليمبياد متي جاء انضمامك الي صفوف الفراعنة؟ - جاء اختياري ضمن صفوف المنتخب الوطني خلال موسم 59-60 وشاركت في أول مباراة دولية ودية أمام منتخب النسما ولعبت الشوط الأول بعدها تم تغييري وشارك ميمي الشربيني وخسر المنتخب بهدف للاشيء، وأهم إنجازاتي مع المنتخب هي مشاركاتي في أوليمبياد طوكيو عام 1964 وقبلها كنت مصاباً ولن أسافر مع المنتخب لكن اليوغسلافي فاندلر المدير الفني للمنتخب الذي كان يدرب قبلها فريق الزمالك بذل محاولات كبيرة لكي يتم تجهيزي ومعه المدرب المساعد طه الطوخي وبالفعل شفيت من الإصابة وأصبحت جاهزاً للسفر. وقال رياض شاركت في المباريات ومن ضمنها مباراتنا أمام منتخب كوريا وفزنا بنتيجة كبيرة بعشرة أهداف للاشيء واحرزت منها ستة اهداف بمعدل ثلاثة أهداف في كل شوط وكانت حصيلة اهدافي خلال المنافسات تسعة أهداف أسهمت في حصولنا علي المركز الرابع بالأوليمبياد وأتذكر عدم حصولي علي تعريفة بعدما نلت لقب هداف الأوليمبياد. الغزال المفضل! ماهي أحب الألقاب إلي قلبك؟ - اعتز بالألقاب التي اطلقتها علي الجماهير وخاصة لقب الغزال الأسمر وهناك أيضاً إكسبريس والمجري بالاضافة الي النداء الشهير من جانب الجماهير وهو »مصطفي يامصطفي هز الشبكة يامصطفي» نذهب الي الترسانة.. حدثنا عن نهائي كأس مصر عام 1966 امام الأهلي؟ - أولاً »تخاريف» عادل هيكل عن رشوة لاعبي الترسانة لا أساس لها من الصحة، لكن علي قنديل حكم المباراة قام بإلغاء 4 أهداف صحيحة لصالحنا، وتم »تسييس» المباراة لصالح الأحمر بعد أن مهد الجميع الطريق للأهلي لحصد البطولة خاصة أنه كان يؤدي موسماً سيئاً ويحتل المركز السادس في بطولة الدوري ومن ثم ساعده الجميع لي خطف كأس مصر. كيف ساعد الجميع الأهلي علي الفوز بالكأس؟ - انهي بطولة الدوري بشكل سييء ونال مركز الأهلي في هذا الموسم متأخراً للغاية وخاض الأهلي منافسات كأس مصر في أجواء صعبة بعدما تدخل المشير عبدالحكيم عامر نائب رئيس الجمهورية ووزير الدفاع بعدة قرارات لإصلاح الكرة في النادي من بينها تعيين الفريق عبدالمحسن مرتجي رئيساً للنادي بخلاف تعيين العقيد ولاعب الكرة السابق علي زيوار مديرا للكرة. ما سبب تردي نتائج فريق الترسانة في دوري الدرجة الأولي من وجهة نظرك؟ - يصمت قليلاً، ويتحدث بنبرة حزن نادي الترسانة الذي يعيش فترة صعبة في تاريخه وكثرة تغيير الأجهزة الفنية أثر بالسلب علي نتائج، ونأمل أن تتحسن النتائج مع قدوم شاكر عبدالفتاح لتلي القيادة الفنية للفريق خاصة بعد أن صار الشواكيش في تحقيق الفوز في آخر مباراتين.