فتح مسئولو مجلس الشوري قضية جديدة تزيد من الترابط بين الرياضة والقضايا السياسية عندما كشف محمد حافظ رئيس لجنة الشباب بمجلس الشوري عن تواجد عدد من المصريين الذين يلعبون في أندية اسرائيلية ولديهم الجنسية الصهونية، وبالتحديد هم ستة لاعبين في كرة القدم ولاعب في الملاكمة، وتسبب فتح هذا الملف في إثارة العديد من الأزمات بين مجلس الشوري ومسئولي الرياضة في مصر، والبعض يري أن الهدف الرئيسي هو الحصول علي "الشو الإعلامي" وهناك من يراها أزمة حقيقة وكارثة للرياضة المصرية. يتواجد ستة لاعبين مصريين في أندية اسرئيلية، وهم حسني توفيق "نادي إيلات"، وجرجس فوزي وميخائيل يونان وصفوت حليم "نادي سخنير"، ومحمود عباس «هبو علي تل أبيب» وجورج رمسيس " نادي مكابي هرتسيليا"، والملاكم محمد صبحي الحاصل علي بطولات أوروبية باسم اسرائيل، وهذا الأمر جعل أعضاء مجلس الشوري يبحثون عن أسباب هروب هؤلاء الشباب مع تشكيل لجنة تقصي حقائق للوقوف عن حقيقة حصول هولاء اللاعبين علي جنسية اسرائيلية، حيث أن هذا يعد خطر علي الأمن القومي وهذا ما جعل الاتحاد الصهيوني يرسل طلب لجميع الأندية التي يلعب لها المصريين للتأكيد علي عدم انضمام أي لاعب منهم إلي المنتخبات المصرية، سواء في مباراة ودية أو رسمية، وفي الوقت نفسه تمسك بعض النواب بإسقاط الجنسية عنهم. لم يستطع أحد الوصول إلي اللاعبين المصريين في اسرائيل، لكن الإعلام الإسرائيلي نشر تصريحا قصيرا للملاكم محمد عباس قائلا إنه حاصل علي الجنسية الإسرائلية لذا فهو ينتمي لهذا الكيان، ولا يشغل باله بالحديث عن المنتخب المصري، مؤكدا أنه يعيش في اسرائيل وليس له علاقة أي بمصر. بمجرد أن تم طرح القضية اتجهت الأنظار إلي اتحاد كرة القدم لمعرفة ماهو تاريخ هؤلاء اللاعبين الذين يلعبوا في الدوري الإسرائيلي، لكن عزمي مجاهد المتحدث الرسمي للجبلاية نفي وجود أي سجلات لهؤلاء الشباب في قوائم اللاعبين المصريين حتي انهم لم يسبق لهم اللعب لأي ناد داخل مصر، قائلا إن الاتحاد لا علاقة له من قريب أو بعيد بأي لاعب مصري محترف في اسرائيل، فهم بدأوا لعب الكرة مباشرة خارج مصر دون الحصول علي بطاقة دولية لهم من الاتحاد المصري، ولم يسبق أن قام ناد أسرائيلي بمخاطبة الاتحاد بخصوص هؤلاء اللاعببين. وطلب مجاهد عدم إقحام اتحاد الكرة في تلك القضية لأن الجبلاية لا علاقة لها بهذا الملف، مؤكدا أن هؤلاء الشباب الذين اختاروا اللعب في اسرائيل لا يوجد لهم أي مبرر للدفاع عنهم، فالعالم واسع أمامهم وهناك الكثير من المسابقات الأكثر قوة، لذا فهو لا يمانع في اسقاط الجنسية المصرية عنهم لأنهم أقدموا علي التطبيع في الجانب الصهيوني الذي يرتكب مجازر شنيعة في حق الفلسطينيين خاصة في قطاع غزة. وأكد المتحدث الرسمي لاتحاد كرة القدم أن هؤلاء اللاعبين وغيرهم من الرياضيين الذي اختاروا اللعب في أسرائيل قطعوا علي أنفسهم طريق العودة إلي مصر، ولن يكونوا قادرين علي تمثيل بلادهم في المنافسات الدولية والقارية، فهم أصبحوا مرفوضين علي المستويين الرسمي والشعبي، وعليهم أن يتحملوا النتائج السيئة لهذا التصرف الطائش. الأزمة أكبر من 6 لاعبين فيما أبدي اللواء محمود أحمد علي - رئيس اللجنة الأولمبية المصرية- رأيه في تلك القضية قائلا إن السبب الرئيسي يقع علي عاتق مسئولي الدولة في جميع المجالات، وما يحدث في الرياضة هي صورة مصغرة لما يحدث في الوطن، فهناك أكثر من 35 ألف شاب يهربون سنويا إلي اسرائيل والعديد من الدول الاوروبية هروبا من الفقر وقلة الموارد وعدم تواجد فرص عمل. ووصف رئيس اللجنة الأولمبية هروب بعض الرياضيين إلي اسرائيل واللعب للمنتخب الصهيوني بالأزمة الكبيرة، لذا يجب علي الجميع أن يقوم بالاهتمام بالشباب وأن يجعل اهتمام الدولة الأول لهم، فكيف يتخرج الشاب ولا يجد فرص عمل وكيف يكون هناك أبطال عالم ويعيشون تحت خط الفقر، فهذا السبب يكون مبررا للبعض للهروب بحثا عن المال والامكانيات والشهرة والنجومية والمعاملة المحترمة حتي إن كانت في اسرائيل، فنحن لا نجيد فن التعامل مع النجوم والأبطال وهذا هو السبب. وأضاف محمود أحمد أن هناك أزمات عديدة في الرياضة يجب أن تجد حلولا حقيقيا، وهذا ليس مسئولية رئيس المجلس القومي للرياضة أو للشباب أو رئيس اللجنة الأولمبية، بل حلها مسئولية اجتماعية لكل أطراف المنظومة المصرية فهذه مآساة رياضية واجتماعية وسياسية ودينية، ويجب إنقاذ الموقف لأن الشباب قنبلة موقوتة ولا نعلم ماذا سيحدث أكثر من الهروب إلي اسرائيل في الفترة القادمة. تهديد للأمن القومي فيما أكد محمد حافظ - رئيس لجنة الشباب والرياضة بمجلس الشوري- وصاحب طلب اسقاط الجنسية المصرية عن اللاعبين المصريين الذين يلعبون في اسرائيل أن هذه القضية تمثل تهديدا خطيرا للأمن القومي المصري، وأضاف أن من الضرورة دراسة أسباب هذه الهجرة والعمل علي منعها من خلال سن التشريعات اللازمة حتي لا نتفاجئ بعد ذلك بآلاف الجواسيس. وأوضح حافظ أن الأيام المقبلة ستشهد عدة اجتماعات مع المسئولين عن الرياضة في مصر، خاصة المجلس القومي للرياضة من أجل الوقوف علي أسباب اندفاع الشباب وتوجههم لهذا الكيان الصهويني. وقال رئيس لجنة الشباب والرياضة إن الشاب المصري، هو أمل مصر في المستقبل ولابد من الحفاظ عليه من أي سوء لأنهم سيحملون راية هذا البلد والأجيال القادمة لابد أن يزرع فيها روح الانتماء للوطن، حتي لا نجد الجميع يحملون جنسيات أخري ولا يهتمون بالجنسية المصرية التي هي أغلي من أي شئ. الملاكمة تتبرئ من صبحي ومن جانبه، أكد وجية ندا رئيس اتحاد الملاكمة أن الملاكم محمد صبحي الذي يلعب في اسرائيل لا يوجد اسمه داخل سجلات الاتحاد ولا يمت بالاتحاد بأي صلة لا من قريب أو بعيد، مضيفا أنه من الواضح أن هذا اللاعب سافر إلي اسرائيل في سن مبكر قبل أن ينتمي لأي ناد مصري تابع لاتحاد الملاكمة. وقال ندا إنه عندما عمل بالموضوع قام بنفسه بالتفتيش في سجلات الاتحاد عن اسم هذا اللاعب، لكنه وجد أن محمد صبحي غير موجود بالمرة ولا نعرف كيف ذهب ولعب باسم دولة هي في الأساس معادية لكل العرب. وأضاف رئيس اتحاد الملاكمة أنه شئ محزن ومخجل لنا جميعا بسبب قلة الانتماء، وهذا ما تسعي إليه الدول الغربية التي دائما تسعي إلي زعزعة أمن واستقرار الدول العربية فتقوم بتجنيس بعض الأشخاص حتي يلعبون باسمها. الجانب المشرق موجود ورغم تلك الأزمة إلا أن هناك وجه آخر للشباب المصري، مثل رمضان درويش بطل العالم وأفريقيا في رياضة الحدود، وهو المثل الحقيقي للشباب المصري، الذي رفض مصافحة أحد اللاعبين الإسرائيليين بعد أن واقف أن يواجهه حتي يفوز عليه، وهذا ما تحقق، وعلق علي قضية سفر بعض اللاعبين للعب في اسرائيل قائلا إن هذا أمر شخصي بهم، ولكن علينا أن نستفيد من هذه الازمة وندرس كيف نغير من الحياة الاجتماعية للشباب في مصر، خاصة أن هناك مواهب تعاني كثيرا من التجاهل وقلة الإمكانيات وعدم الاهتمام من المسئولين عن الرياضة وعن السياسة وعن الاقتصاد، وهذا يجعل هولاء الشباب يبحثون عن الهروب أو الحصول علي جنسيات أخري غير المصرية.