أصيبت الأوساط الرياضية بصدمة شديدة عندما كشفت "المساء" خلال الأسبوع الماضي عن وجود سبعة لاعبين مصريين يلعبون في الدوري الإسرائيلي لكرة القدم. فضلا عن وجود أكثر من عربي ومصري في اللعبات الفردية يمثل الكيان الصهيوني في المحافل الدولية. وهو الكشف الذي استعرضه موقع ميلودي سبورت بأسماء هؤلاء اللاعبين مع قناة النجاح التي تناولته بكثافة فضائياً. ولأنه تصرف غير عادي فقد لفت نظر محمد حافظ رئيس لجنة الشباب والرياضة بمجلس الشوري وتقدم علي إثره بطلب إحاطة لبحث هذا الأمر علنياً. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل التقط الخيط اللواء أحمد اسماعيل الخارفي وكيل لجنة الدفاع والأمن القومي وأبدي اهتمامه البالغ بالموضوع وأعلن عن تقدمه بطلب إحاطة إلي مجلس الشعب بعد أن تجمعت في يديه كل أوراق القضية ومعه ناصر عباس أمين سر نفس اللجنة. وقد أكد اللواء أحمد اسماعيل أنه غير راض عن تصرف هؤلاء اللاعبين بالسفر واللعب في اسرائيل. وقال هذا التصرف يستحق الانتباه إليه. وهو ليس ظاهرة ولكن يستدعي التوقف عنده حتي لا يشجع تصرف هؤلاء آخرين من مصر لتكرار هذه التجربة. وتقدمت بطلب إحاطة حول هذا الموضوع وسأظل أتابعه حتي تتم مناقشته داخل البرلمان. أضاف: ما حدث شيء مشين. ولابد من معرفة اسبابه. وعلي الجهات المعنية في الرياضة الداخلية والخارجية العمل علي بحث اسباب هذا التصرف. وأطالب مسئولي الرياضة بعدم غلق أبوابهم أمام أي رياضي مهما كان الأمر حتي يجد المناخ الملائم للعب في مصر. يقول الإعلامي الرياضي عزت عبدالقادر الذي تولي مع زميله المعد محمد مصلوح حملة حول هذا الحدث بقناة النجاح الفضائية: أرفض بشدة وجود أي مصري رياضي في اسرائيل حتي لو كانوا مقيمين هناك لأنهم بذلك يرفعون علم هذه الدولة التي تسئ إلي إخواننا في فلسطين والجولان. ونحن نرحب باحتراف أو حصول أي لاعب علي جنسية أخري واللعب باسمها إلا إسرائيل. بدليل أنه يوجد مصريون وعرب يلعبون لمنتخبات أوروبية وآسيوية بلا مشاكل. يضيف: لم نستطع أن نتجاهل ما يجري هناك بأنه يوجد لاعبين عرب يلعبون باسم اسرائيل. وفوجئنا بحديث تليفزيوني للاعب عربي اسمه وليد بدير يعلن أنه فخور بانضمامه إلي منتخب اسرائيل. وعندما عرضنا الأمر علي مسئولي القناة أحمد العمري وأحمد الغامدي رأينا ضرورة التصدي لهذا الأمر وكشفه إعلامياً. واستطاعت "المساء" بثقلها في إلقاء المزيد من الضوء علي هذا التصرف وقادت حملة ناجحة أسفرت عن التقدم باستجوابين بمجلسي الشعب والشوري. حول سفر اللاعبين إلي اسرائيل ودوافعه.. سألنا المدرب المصري أيمن اليمني الذي تولي قيادة أربعة منتخبات أفريقية ويجيد خمس لغات بإتقان علي رأيه ففاجأنا بقوله: هذا ليس غريباً.. فأنا شخصيا تلقيت عرضا العام الماضي لتدريب أحد الأندية في اسرائيل. وتوقفت المفاوضات بالطبع في وقتها بسرعة. وهم يبحثون عن كفاءات من اللاعبين والمدربين الذين لا يجدون العمل الجيد في مصر.. وأعلم أن هناك مدربين في لعبات فردية يعلمون هناك بعد أن يأسوا من الحصول علي فرصة عمل هنا!! قال أيمن اليمني: من يصدق انني صاحب سيرة ذاتية ممتازة كما يقول الخبراء الأجانب ولا أعمل في مصر.. فقد كنت مديراً فنياً لمنتخبات مالي وموزمبيق وسوازيلاند وأخيراً إريتريا.. ودربت ثمانية أندية كبيرة في أفريقيا منها هارتس أوف أوك الغاني. وكوستا دوسول الموزمبيقي. والأهلي السوداني. وأجيد بطلاقة التحدث باللغات البرتغالية والأسبانية والفرنسية والانجليزية والعربية. ورغم كل هذا لم تشفع لي خبراتي للعمل في مصر. لا لشيء إلا لأنني من دون "ظهر" في اتحاد كرة القدم. أضاف: ساعدت في نجاح هاني أبوريدة بانتخابات اللجنة التنفيذية للفيفا بعد اتصالات مكثفة قمت بها مع الاتحادات الناطقة بالبرتغالية. وفي عام 2007 دعاني للعمل مدرباً لمنتخب مصر مواليد 1991 وكنت وقتئذ مدرباً لمنتخب موزمبيق تحت 17 سنة وتقدمت باستقالتي للعودة إلي مصر وفوجئت بعدها بأنه وعد وانتهي ويشهد علي كلامي فوزي غانم وعلاء عبدالعزيز وصلاح حسني المسئولين بالاتحاد في ذلك الوقت. وطبعاً أصابني الإحباط الشديد بعد أن فقدت فرصة عمل هنا وهناك. أقول ذلك -والكلام علي لسان أيمن اليمني- لأوضح أن اليأس والإحباط والشعور بغياب العدالة يصيب الكثير من شباب مصر ومنهم بالطبع الرياضيون. ولذلك علي المسئولين أن يحاسبوا أولاً الاتحادات الرياضية ومسئولي الرياضة الذين لم يحتضنوا الشباب الذي سافر إلي اسرائيل وغير اسرائيل.. فالمؤكد أنهم اصيبوا بحالة غضب شديدة دفعتهم للسفر إلي الخارج. والمطلوب تغيير "العقول المتحجرة" في المنظومة الرياضية ومحاربة المحسوبية والمجاملات التي تسببت في هجر الكثيرين. وللأسف ما أراه أن ثورة 25 يناير العظيمة لم تصل بعد إلي الرياضة!! الجدير بالذكر أنه تم الكشف عن مجموعة من اسماء الرياضيين المصريين يلعبون في أندية ومنتخبات اسرائيلية منهم: حسن توفيق بنادي إيلات. وميخائيل يونان وصفوف حليم. وجرجس فوزي بنادي سخينر وأدهم بنادي مكابي تل ابيب ومحمود عباس بنادي هابويل وجورج امسيس بنادي بني يهوذا. وبخلاف كرة القدم يوجد العديد من الرياضيين من أبرزهم الملاكم محمد صبحي الحاصل علي بضعة بطولات أوروبية باسم الكيان الصهيوني. أما الرياضيون العرب فيبلغ عددهم نحو 74 لاعباً في كل اللعبات ومنها كرة القدم النسائية وكمال الأجسام وكرة السلة.