لم يتخيل أحد في مصر كلها وفي بورسعيد علي وجه التحديد أن يرتبط اسم المدينة المعروفة بأنها المدينة الباسلة وخط الدفاع الأول ضد الغزاه أن يرتبط اسمها المرصع بحروف ذهبية ومن نور في سجلات التاريخ العالمي ببقعة سوداء ستظل عالقة بهذا السجل وفي ذاكرة المؤرخين إلي ما شاء الله. ومازالت المدينة الحرة تعيش أجواء هذا الكابوس ومازالت أثار الفجيعة هي الشغل الشاغل وحديث الليل والنهار علي كل المستويات الرسمية والشعبية وقد اتحدت كل المشاعر والتحركات نحو هدف واحد سواء من أبناء المدينة أو رجال النيابة والأمن للوصول إلي الجناة الحقيقيين ومن يقف وراءهم وتقديمهم في أسرع وقت للعدالة مع التأكيد علي أن بورسعيد التي رفضت ظلم وعدوان المعتدين ترفض الظلم علي نفسها من داخل مصر أو خارجها بالفصل بين أهل بورسعيد الشرفاء وعناصر الاجرام المتواجدين في أي مكان وليس في بورسعيد وحدها. ولأن اللواء سامح رضوان قد حمل أرثأ ثقيلا بعدما جاء ليكون مديرا لأمن بورسعيد بعد اللقاء بيوم واحد فهو يقضي الآن يومه ليل نهار باحثا عن الجناة في أي مكان ويقضي في الشارع مع رجاله أوقاتا طويلا ساعيا وراء أي خيط يفيد القضية. يقول اللواء سامح رضوان مدير الأمن شغلنا الشاغل هذه الأيام يرتكز علي محورين.. الأول هو استكمال أركان القضية وتحديد الفاعلين الاصليين وتقديمهم للعدالة من خلال أدلة وتوثيق لا يقبل الشك وذلك حتي يستريح أهالي بورسعيد الشرفاء من الصاق هذه التهمة الشنعاء بهم وكذا باقي المصريين عموما الذين روعهم هذا الحدث الاجرامي والأهم من كل ما سبق هو أن تهدأ نفوس أهالي الشهداء والمصابين ولو قليلا مع العلم أن كل كنوز الدنيا لن تعوض أسرة عن فقد ابن أو أخ لها. ويضيف مدير الأمن المحور الثاني في عملنا منذ جئت لبورسعيد هو زيادة التواجد الأمني داخل المدينة وتكثيف الكمائن والدوريات لضبط الخارجين علي القانون والذين قد يكون لهم دور في هذه القضية وقد أفرزت تلك الأكمنة والحملات عن ضبط 58 متهما ثبت ضلوعهم في الاعتداء علي مدرج جماهير الاهلي ورصدت تحريات المباحث وتحقيقات النيابة وموثق ذلك بال سي دي أو بكاميرات المراقبة هجوم كل هذا العدد علي جماهير الاهلي كانوا في البداية 54 متهما ارشد بعضهم علي الباقين فارتفع العدد الي 58 متهما وكلهم اعترفوا تفصيليا في النيابة بالاعتداء وأن نفوا قيامهم بالقتل وقد تم ضبط هؤلاء في مسرح الاحداث فور انتهاء المباراة واستكملنا العدد بالتحريات والأكمنة كما قلت. وقال اللواء سامح رضوان ان مسألة غلق الأبواب لا توجد فيها تعمد فأبواب جماهير الفريق الضيف علي بورسعيد كما علمت تظل مغلقة حتي تنصرف جماهير بورسعيد من خارج أسوار الاستاد ولان الأمور سارت ضد طبيعة الأشياء في لقاء الاهلي واقتحم عدد كبير من الجماهير أرضية الملعب فلم يفطن أحد إلي فتح باب الخروج وهو خطأ مضاف إلي الاخطاء الأمنية والقصور الذي شاب كل الخريطة الأمنية لتأمين هذا اللقاء. وبسؤال مدير الأمن حول تورط الأمن أو تواطؤه نفي بشدة ذلك وقال اهمال وتقصير ورؤية أمنية خاطئة نعم ولكن التورط والضلوع أمور كلها تنفيها التحقيقات التي أجريناها وأجرتها النيابة بمعرفتها. أما العميد كمال قلاوي مدير ادارة البحث الجنائي فبدأ حديثه ل «أخبار الرياضة» بقوله «ملعون الفيس بوك» واستطرد حرب شعواء شنها الالتراس هنا وهناك قبل اللقاء بأسبوع كامل وتوعد كل طرف الفتك بالطرف الثاني ومما زاد الطين بلة أن تدخل أطراف أخري علي بعض المواقع لتسكب البنزين علي النار الموقودة كل ذلك مقدمات وشواهد لم يفطن لها أحد وحتي المبادرة التي سمعنا عنها من جانب العقلاء هنا وهناك لم يستجب إليها أحد. وقال مدير المباحث سيناريو الاحداث بالكامل تم رصده وبقي أمامنا القاء القبض علي كل المتهمين الفارين والذين نلاحقهم في كل مكان ولن يفلتوا من أيدينا ولا مخرج وملاذ ألا تسليم أنفسهم لاستحالة خروجهم من بورسعيد مع التأمين الكامل من رجال القوات المسلحة والداخلية لكل منافذ المدينة.. والمؤكد أن الفراغ الأمني الذي ظل لمدة ليست قليلة بعد اندلاع ثورة 25 يناير قد افرز طبقة من الاجرام والمجرمين انتشروا بشكل مفزع في كل ارجاء مصر وليس بورسعيد وحدها ولا استقرار أمني أو هدوء وسكينة في الشوارع إلا بعد الانتهاء من القبض عليهم. وقال العميد قلاوي نعمل ضمن أربعة فرق الأول يضم ستة ضباط ويتولي بالتنسيق مع النيابة اعادة استجواب المتهمين ال 58 متهما المحبوسين علي ذمة القضية وفحص المقبوض عليهم وقت انتهاء المباراة من الصبية لسرعة الافراج عنهم.. والفريق الثاني والثالث به خمسة ضباط يعملون ليل نهار لمتابعة المتهمين الذين رصدتهم الكاميرات الموجودة بالاستاد وأشرطة الفضائيات وشهود الاثبات وتتوالي عمليات القبض عليهم، اما الفريق الرابع فهو من مصلحة الأمن العام بالوزارة ثم حضورهم لبورسعيد للدعم وسرعة ضبط الجناة وكل هذه التشكيلات لن تدع الجناة يفروا من أيدي العدالة تحت أي ظرف. الحزن يملأ القلوب اما عاطف مبروك نائب رئيس المصري فقد حرص علي التأكيد أن مجلس المصري المستقيل وكل شعب بورسعيد لا يقل حزنا ولا حسرة علي ما جري في الاهلي والاهلاوية.. وقال مبروك نشعر بأسي وألم ومرارة كل أم وكل أسرة فقدت ابن أو أخ أو حتي صديق فقد كانت الفاجعة أكبر منا جميعا وكل بورسعيدي يتمني سرعة تحديد الجناة ومعاقبة مرتكبي هذا الاعتداء الاجرامي والذي لا صلة له بالرياضة وكرة القدم بل والانسانية كلها. وقال مبروك قامت النيابة باستدعاء مجلسنا بالكامل وذهب كامل أبوعلي وأدلي بأقواله ثم ذهبنا كلنا تباعا للنيابة بعد استدعائنا. وأضاف نائب رئيس النادي استقالة المجلس الجماعية لم تكن هروبا من المسئولية كما سمعنا من بعض مثيري الفتنة في بعض الفضائيات فقد اصبنا بصدمة جميعا وشعرنا بعدم القدرة علي الاستمرار في عمل مفترض انه تطوعي. ونفي مبروك رفض ادارة الاهلي تلقي العزاء من النادي المصري كما نشر في احدي الصحف وقال عرضنا السفر الجماعي لتقديم العزاء في سرادق الاهلي فجاءنا الصوت العاقل الذي يقول لنا ان العزاء مقبول ولكن تحسبا من تداعيات ما حدث واحتكاك بعض المشجعين المحترقة أعصابهم - ولهم كل العذر - يمكن أن يسبب المشاكل وقد تفهمنا المسألة تماما ولكن نفكر بشكل آخر في تكريم شهداء المباراة في أقرب وقت ممكن.