يبدو أن العملية »ظاطت بدري» وأن الدوري المصري أصبح في خطر، حيث لم يعد هناك »لا ضابط ولا رابط».. وأن كل من ينتمي للأسرة الكروية أصبح يقول كل ما علي هواه، و»طظ» في أي حاجة.. وكل حاجة! طريق البطولة، ليس في محاولة الذهاب للقمة أو المقدمة بقدر ما تحول إلي »تلويش» علي كل الأصعدة. إدارات الأندية.. أصابها التهاب الأعصاب، لأنها تنفق »بالهبل»، وتخشي أن تضيع أموالها بالملايين أدراج الرياح، فتطلق الاتهامات والتحذيرات إلي كل من يقف أمام سياستها الجهنمية. المدربون العباقرة، تحولوا إلي نقاد.. إما للحكام أو للاعبين أو اتحاد الكرة.. وكأنهم أساتذة لا يخطئون في برامجهم وخططهم وتكتيكاتهم.. وكم منهم من يدعي المفهومية، ولا أحد غيرهم يفهم. اللاعبون الأفذاذ.. أصبح كل منهم محدد الأهداف والمصلحة.. وهم فقط الذين يعرفون طريقهم إلي عالم الأموال والبيزنس.. والكثير منهم »باشا»، لا يمارس الكرة فقط.. وإنما تاجر وسمسار ورجل أعمال أيضاً.. لذلك التركيز لا يذهب إلي المستطيل الأخضر فقط.. وإنما محلات وشركات يقدمون علي إداراتها.. باختصار.. هو الاغتراف بكل ما تحمل الكلمة من معني. شركات الرعاية.. رفعت شعارها التاريخي: »أنا ومن بعدي الطوفان» ولا داعي للدخول في تفاصيل أكثر. اتحاد الكرة.. أصبح في موقف لا يُحسد عليه، لأنه لم يعد هو المسئول الوحيد عن الفصل بين سلطات اللعبة، وإنما دخل كشريك في المشاكل والقضايا.. جعله محل شك لدي أكثر من جهة أو هيئة. »بالبلدي كده».. اختلط الحابل بالنابل. وما يزيد المسألة »لعبكة».. أن قطاع التحكيم الذي هو في الأصل يمثل العدالة في الملاعب أصبح متهماً من كل الأندية تقريباً، وما لا يعرفه الكثيرون أن أكثر من ناد أرسل إلي لجنة الحكام رسائل.. بعضها مكتوباً والآخر شفهياً يطالب بعدم إسناد مبارياته لهذا الحكم أو ذاك.. ووصل الأمر إلي أن اللجنة لم تعد قادرة علي توفير حكام للمباريات، خاصة بعد إذعة مباريات الممتاز »ب» علي التليفزيون، ومناشدة الأندية المشاركة في هذا الدوري للجنة الموقرة أن تسند منافساتها للدوليين. والله.. الدوري في خطر.. ولا أحد يعلم كيف سيكون الموقف في الأسابيع القادمة، عندما يشتد الصراع علي القمة، ويلتهب الموقف في القاع. تذكروها.. هذا أصعب دوري منذ سنوات، لأن الكبير في الوسط الكروي اختفي ولا أريد أن أقول مات. وإذا كان الأمر كذلك.. فإنني أدعو العقلاء في الأندية أن يسرعوا إلي رأب الصدع القادم.. وأن يبادروا بالتدخل، لإعادة الانضباط للبني آدمين الذين ثبت أنهم وبكل أسف خربوها.. وإلا سيدفع الكل ثمن هذا »البوظان» الذي انتشر في جدران اللعبة الأكثر شعبية، وتحول إلي »السوس» الذي ينخر في جسد كرة القدم التي ينبغي أن تكون أفضل استثمار في المرحلة القادمة. لا يجب أن يتناقص الطموح مع حجم الإمكانيات.. فلا يطمح ناد في لقب ليس بمقدوره أن يحققه، ولا يسعي فريق لمكانة، لا تتناسب مع قدراته المادية والفنية. والسؤال الذي يحيرني.. إذا كان هناك فريق لن يفوز بالدرع، فلماذا ينفعل أو يتهور، وكيف لا يصارع جماهيره مسبقاً بأن كل أمانيه أن يبقي في الأضواء، أن يحتل مركزاً في المنطقة الدافئة. بكل صراحة.. السعي إلي البطولة.. عمل مشروع، ولكن بشرط أن تكون الأدوات والمقدمات موجودة.. وبأمانة شديدة لا يملك هذا إلا الأهلي والزمالك فقط. بعيداً عن كلام »الأونطة» أو المبالغة.. لن تخرج البطولة عن الأهلي والزمالك، وعلي كل الأندية الأخري أن تحدد أهدافها.. وتعمل لأجلها، حتي لا تنفلت الأعصاء أو التوتر.. حينئذ سيتحسن الأداء، ويعتدل المزاج. للمرة المليون.. مايزال المدربون المحليون.. محليون.. يحسبوها »غلط»، ولا يتحركون خطوة واحدة للأمام تشير إلي أنهم ضد المغامرة بمقاعدهم. سيظل عصام الحضري أسطورة حراس المرمي في مصر، وأنه الحارس الذي يستطيع أن يحمي عرين المنتخب في كأس العالم إن شاء الله. الثقة المفقودة.. هي مصدر تذبذب مستوي معظم المباريات في الدوري.. والصدفة التي تحكم الكثير من النتائج. الصدفة.. لا تصنع بطلاً.