توشك الساعة علي الخامسة فجرًا، فجأة تسمع أصواتًا غريبة لتتساءل "ما تلك الأصوات؟"، تطُل من شرفة منزلك فتجد شابا ثلاثينيا، يستقل دراجته ويمارس هوايته الوحيدة "الفري ستايل هاند لاند". عبدالله رمضان ، الشاب الذي تجمعت كل أحلامه في عجلتين ودريكسيون، لم تقف ظروفه الحياتية الصعبة التي عاشها أمام حلمه، ولم يمنعه الصعيد الذي نشأ به وترعرع من أن يمارس هوايته المفضلة "ركوب العجل". يبدو الأمر غريبًا بعض الشيء، فعبدالله لم يكمل تعليمه، ولم يعرف للجامعات طريقًا، ورغم ذلك تجده متفتحًا مستنيرًا حافظًا للقرآن الكريم، ولديه بالفعل قدرات غير عادية جعلته يخلق من رحم المعاناة سبيلًا للنجاح والوصول للقمة. محل صغير لعصير القصب، كان ميراث عبدالله أبًا عن جد، تركه له والده ليديره، وليكن له ولأسرته بابًا للرزق، ومصدرًا للدخل. الحكاية بدأت حينما قرر عبدالله السفر مثل أصدقائه إلي الإسكندرية والساحل الشمالي بالدراجة، ومن بعدها أغرم بركوب الدراجات، وبات اليوتيوب معلمه الوحيد الذي يحصل منه علي كل المعلومات الخاصة بركوب الدراجة. شاهد عبدالله تلك الرياضة التي بات يمارسها الآن ببراعة علي موقع اليوتيوب، ليتعلم ويتدرب حتي أصبح أول محترف مصري في مجال "الفري ستايل هاند لاند". الأمر مُكلِّف بالطبع فتلك الدراجة المتخصصة في هذا النوع من الرياضة لا تأتي إلا من الخارج وتكلفتها تبدأ من 5 آلاف جنيه وتصل إلي 10 آلاف جنيه، وتتراوح قطع غيارها بين 2000 إلي 4000 جنيه، الأمر الذي يشكل مُجازفة كبيرة علي صاحبها، خاصة إن كان لا يملك إلا شراء واحدة فقط. الاتحاد الدولي لتلك اللعبة يضم العديد من البلدان مثل فرنسا، والبرازيل، والأرجنتين، والولايات المتحدةالأمريكية، وهذا ما يحلم به رمضان، فهو يريد أن تنظر إليه وزارة الشباب والرياضة، وتتبني تلك اللعبة التي يشاهدها مئات الشباب ممن يرغبون في تعلم تلك الرياضة ولا يمتلكون القدرة المادية. تدريبات صباحية ولياقة بدنية وتمارين ضغط وجري، هذا ما تتطلبه ممارسة تلك الرياضة التي يهواها صغار السن من الشباب، ويقدم عبدالله العديد من الفيديوهات الخاصة بالتدريب علي الرياضة من خلال صفحته علي "فيس بوك" باسم "bmx&stunt". الصور إهداء من /مهاب خالد - عمر جودة