كنت في رحلة عمل قصيرة الي الكويت وطني الثاني عندما فاجأني الأستاذ أيمن بدرة رئيس تحرير »أخبار الرياضة» بملخص لمقال صديق العمر الجميل الأستاذ محمد رجب الذي نشر الأسبوع الماضي وفيه يعلن الاعتذار عن عدم مواصلة مقاله »زملكاوي..وغاوي » لأنه كما قال -» ولأني لا أحب أن أخسر صديقا طوال حياتي ولا أحب أن تتحول سخونة المقالات إلي كتل نارية تلقي بها الأقلام في وجوه الأصدقاء ».. والحقيقة أنني أعرف عن رجب عاطفيته وحساسيته المفرطة لكنني أيضا أعرف أنه صحفي محترف.. وأنه يدرك أنه مهما جري من اختلافات في وجهات النظر مهما كانت سخونتها فيما بيننا بسبب انتماء كل منا لواحد من الكيانين الرياضيين الأكبر في مصر والعالم العربي وهما الأهلي والزمالك فإن شيئا لا يمكن أن يفسد للود قضية في علاقة زمالة وصداقة طويلة لعقود. أقصد أن كلا منا يعرف الآخر ويدرك مدي تقديره واحترامه لدي الطرف الآخر. الأساس اذن قوي ومتين يا صديق العمر مهما كانت سخونة ما تحمله من السطور. ولا أريد أن أدخل تفصيلا في النقاط التي أوردها الصديق العزيز حامل لواء نادي الزمالك »الشقيق» علي صفحات »أخبار الرياضة» والدليل أنني حرصت علي أن اكتب في مقالتي الأسبوع قبل الماضي أن الصديق رجب كان أول من اتصل بي مهنئا علي فوز الأهلي علي فريق روما الايطالي في العين 4-3 بعد عرض قوي.. وأضفت مازحا أنني وأنا استقبل التهنئة انتقدته بعنف علي ما كان كتب قبلها في اطار هجومه »الطبيعي» علي الأهلوية بصفة عامة والذي ينسحب »منطقيا» علي شخصي باعتباري من يعتبر الأهلي أسلوب حياة. وهي عبارة أبدا لا تستدعي كل هذا الغضب. لقد كتبت من قبل أن اختيار الأستاذ أيمن بدرة للصديق محمد رجب لكي يبارزني علي الأوراق في صفحة »أهل القمة» كان اختيارا صائبا لأنه يعرف أن المبارزة ستكون في النهاية بين صديقين مقربين لا يمكن أن ينزلقا في اطار الاختلاف أو المبارزة الي ما لا يتسق مع الروح الرياضية. لكني لم أضع في اعتباري مطلقا أن حساسية الأستاذ رجب يمكن أن تدفعه الي مغادرة الحلبة لمجرد فهم خاطيء لمعني أو لجملة.. ونظرا لرغبتي الشديدة في أن يتراجع الصديق القديم جدا عن اعتذاره فلن أعلق أكثر من ذلك علي أي شيء ورد في مقال الأسبوع الماضي وأحمل الأستاذ ايمن بدرة رئيس التحرير المسئولية الكاملة عن هذه الحالة من السخونة والتسخين التي أوصلت الأمر الي هذه النقطة المفصلية. وأؤكد أنني لن أسمح بفتح باب للشيطان للوقيعة بيني وبين صديقي رجب وانني لم أطلق رصاصات طائشة أو غير طائشة ببساطة لأنني كنت أرجأت الرد عليه أصلا.. وأقول إن صداقتنا أهم كثيرا من أي مساجلات فهي صداقة أبدية وستظل كذلك.. وعليه فإنني أدعوه لعودة الحوار بين الأصدقاء.. مع الاشارة الي أن المساجلات والمبارزات علي الأوراق هي أولا وأخيرا في صالح القاريء الذي نحتكم اليه جميعا بعد أن يوضح كل طرف موقفه ووجهة نظره. وأؤكد أنني أيضا سأطلب السماح بالأعتذار عن عدم الكتابة ما لم يستجب »زملكاوي.. وغاوي » لرجائي له بالتراجع..وسامحك الله يا بدرة.