قمة »اللخبطة والهلع»! لن تكون المباراة الأخيرة بين الأهلي والزمالك.. وإنما سيلتقيان في السوبر المصري.. وقد يلتقيان في نهائي الكونفيدرالية لتزيد المواجهات بينهما بصورة لم تكن موجودة من قبل. وإذا كنت أكتب هذه السطور قبل بدايتها، فهذا لن يقدم أو يؤخر كثيراً، لأن الأمنيات التي كان يحملها شريحة ضخمة هي أن تمر علي خير بسبب ما سبقها من أجواء لم تشهدها أي قمة منذ سنوات عديدة.. أجواء »مهيبة»! ومقدماً.. مبروك لمن حقق الفوز. كم أتمني.. أن يتم إغلاق أبواب القلق والتوتر بين إدارتي وجماهير الناديين، وأن تعود المياه إلي مجاريها بين أكبر ناديين في مصر والشرق الأوسط.. وأن تسود الروح الرياضية في أرجاء المعمورة من جديد، وأن تهدأ الأعصاب لتخرج التصريحات والعبارات منطقية بين الكل. حلم الكثيرين الآن.. ألا ينبغي أن يقف عند حدود الفوز في مباراة، وإنما لابد له أن يكون أكبر، وأن يمتد إلي آفاق أوسع تشمل العلاقة بين البشر المنتمين للناديين، خاصة في ظل الدور الذي تلعبه مواقع التواصل الاجتماعي علي الإنترنت والتي تشكل في الوقت الحالي أكبر خطر علي البلد كلها.. وليس علي الملاعب الرياضية فقط. العملية »ظاطت وظروطت».. فعلاً.. والمؤشرات والدلائل تقول إن الدنيا »ملخبطة».. بدرجة تثير »الهلع» نحو مستقبل يتطلع إليه العقلاء في أن يكون أفضل.. ولكن كيف في ظل هذه »الكركبة» غير المسبوقة. والمثير للدهشة فعلاً.. أن رقعة الخلافات والتعصب الأعمي تزداد يوماً بعد يوم، دون أي تدخل من حضرات السادة المسئولين الذين ينبغي لهم أن يتحركوا في أسرع وقت ممكن، لاحتواء تداعيات هذه الكارثة التي تهدد عودة الحياة للمدرجات. الحرب الالكترونية.. عبر »الفيس بوك» كادت تخرب البلد.. والحمد لله تم تجاوزها.. فبدأت حرب أخري عبر بوابة الرياضة الأوسع انتشارا ًوتأثيرا لتحقيق الأهداف الخبيثة والدنيئة، لإعادة الفوضي للشارع المصري. شيء مخيف جداً.. أن يكون البني آدم أداة في يد غيره.. دون أن يدري فيمارس دوراً تخريبياً ضد مصلحة بلده.. أما إذا كان يدري.. فهو حينئذ خائن وعميل. بالفعل.. الأهلي والزمالك.. هما أكبر حزبين في مصر، خاصة في ظل غياب تأثير الأحزاب الكرتونية التي لا تمتلك إلا مجموعة من الأبواق الإعلامية.. دون أن تجد لها مكاناً في الشارع.. وهنا يكمن الخطر الذي يهدد مسيرة التنمية التي يتطلع لها كل من يبحث عن حياة أفضل. يجب ألا أن »يتجرجر» الشباب الواعي لما يجري ويحدث.. وهذا أمر يحتاج إلي سياسة وإلي رؤية من الوزير خالد عبدالعزيز لكي يتحرك علي كل الأصعدة بما في ذلك الأندية ومراكز الشباب التي تحتضن بين جدرانها الملايين ممن يقبعون تحت تأثير اللعبة الخطيرة التي تريد تدميراً.. و»تلويشاً». لا صوت يعلو علي صوت مباريات الأهلي والزمالك.. هو حالها أمس واليوم وغداً.. لذلك ينبغي استثمار الجانب الإيجابي لهذا الصوت، وهو أمر يتطلب وعياً من الحكومة ومن الإعلام ومن القطاع الأكبر الذي يتمثل في المجتمع.. قطاع الشباب. لم يعد مقبولاً أن يبقي الوضع المأساوي الذي يتسبب فيه الأهلي والزمالك.. أو الزمالك والأهلي علي ما هو عليه. كما لم يعد مرضياً لأحد.. أن يظل المجتمع كله بحكومته وهيئاته ومؤسساته جالساً في مقاعد المتفرجين بدعوي أن التدخل ليس من اختصاصاتها.. وتلك سلبية لا تشير إلي ديمقراطية وإنما ضعفً وتراخً في التصدي لأكبر أزمة يمر بها الشارع عموماً. إذن.. لم يكن فوز أحد القطبين هو المهم.. وإنما الأهم هو أن تكون واحدة من وسائل تدعيم أصول المحبة والأخوة بين الشباب الذي أخذ ينجرف نحو تعصب ليس له معني. في أوروبا.. والدول المتخلفة كروياً مثل إسبانيا.. يستثمرون كثرة اللقاءات بين برشلونة وريال مدريد ليحققوا منها المكاسب المادية والاقتصادية.. وليزيدوا من خلالها المتعة للمواطن والمشجع. أما نحن.. فلا نحقق منها للأسف شيئاً بل يزيد من خلالها القلق والتوتر، والخسائر علي كل لون. الطريق مازال مفتوحاً.. لأن ينصلح الحال.. ولا يجب إطلاقاً السكوت علي ما يجري حتي لا يتم إغلاقه.. وتبقي المصيبة فوق »دماغ الكل»!