لم يستحق الأهلي التأهل لنهائيات دوري أبطال افريقيا لأسباب كثيرة يتحمل جوزيه جزءاً كبيراً منها لأنه لم يكن شجاعاً طوال المشوار.. كما أنه لم يقف بعد علي الأوراتق المتاحة أمامه وراهن علي مجموعة لاعبيه واستبعد عناصر شابة كانت مطلوبة في مثل هذه المواقف الصعبة كما حدث أمام الترجي، كما أن جمهور الأهلي الذي كاد يطير فرحاً لو أحرز نجومه هدفاً واحداً في مرمي الترجي.. هذا الجمهور غاب في بداية دور الثمانية أمام الوداد، ولعل جوزيه والجمهور ينبغي لهما أن يعيدا الكثير من الحسابات حتي يعود النصر. أصبحت الجماهير هي التحدي الأكبر في الساحة الرياضية بسلوكها العصري المتحضر ستضيء الدنيا، وبخروجها عن الأصول والتقاليد سيغطي الظلام علي كل الدروب. الكل يعلم أن الجمهور هو الوقود الذي يحرك دينامو الرياضة بكل ألعابها، وبما أن كرة القدم هي الأكثر شعبية، فإنها تحظي بالقدر الأعظم من الاهتمام، وبالمخزون الأكبر من هذا الوقود. إذن مسئولية كبيرة تلك التي تقع علي عاتق مشجعي الأندية الذين انفلت بعضهم لأسباب غير معروفة، وغير منطقية.. وإذا كانت القلة المندسة بدأت تأخذ طريقها بين الصفوف، فإن علي الغالبية العظمي أن »تفيق« وأن تدرك أن الصورة الجميلة التي رسمتها أمام العالم منذ فترة، وتحاول رسمها الآن هناك من يهددها، ويريد أن يقبض عليها. لقد ثبت، وبلا أدني شك أن العلاقة وطيدة بين ما يجري في الشارع وما يجري في المدرجات.. وإذا جاء الوقت الذي يعود فيه الهدوء التام للملاعب، فسيكون ذلك مواكباً وموازياً ومسايراً للانضباط في كل مناحي الحياة. يجب أن يلعب العقلاء والمفكرون، ومن يطلقون علي أنفسهم »النخبة« دوراً في التوعية بأنه من الأفضل للجميع أن يعود الأمن للبني آدم، حتي يعمل ويهنأ وينتج ويستقر. المسألة ليست كيمياء، وإنما واضحة وسهلة جداً. المنظومة الرياضية في مصر تتراجع، لأن عمليات »التقطيع« تجري بين أفرادها بصورة غير مسبوقة.. والغريب أن كثير من أشكال »التقطيع« هذا لا تقوم علي منطق وإنما لتصفية حسابات شخصية.. وتلك الكارثة الأكبر. إذا كانت هناك نوايا حسنة، فإنه يتعين علي كل من يهمه الأمر أن يحظي حسن شحاتة وحسام حسن وطلعت يوسف ومختار وفاروق جعفر وطارق العشري وطارق يحيي وغيرهم بما يحظي به أي خواجة من اهتمام.. مساندة.. هدوء وغيرهم.. ولا يعني نقدهم!
الخطوة الأولي دائماً صعبة علي الطفل الذي يمشي لأول مرة.. وصعبة أكثر علي كبير لا يعرف طريقه!