لازم نغير نفسنا الكورة لعبة نحبها ونلعبها، تسلينا وتعطي ممارسها الصحة، وتعطي مشاهدها ومتابعها المتعة والاثارة، وهما جانبان مهمان من طبيعة الانسان، ولكنها ليست كل شيء في حياة الانسان، للأسف أنا وغيري وقد أكون ونكون مخطئين ، نري بعض الناس تشكل الكورة كل شيء في حياتهم، يفكرون ومنشغلون بها إلي حد الهوس، ينامون ويصبحون لا حديث لهم الا في الكورة، الأهلي كسب، والزمالك خسر، والمنتخب لم يصل كأس العالم، أو أن حسن شحاتة رحل، وحسام وإبراهيم زعلانين من الطريقة التي تصرف بها مجلس ادارة الزمالك. ثم ان الكورة جزء واحد من الرياضة، في ألعاب كثيرة تلعب بالكرة، وفي ألعاب أخري كثيرة تلعب وتمارس بدون الكرة، فيها أيضاً متعة واثارة وصحة أكثر وأكثر، لكننا منشغلون بالكرة، ربما لانها محببة، ولسنا وحدنا المنشغلون بها، فأغلب الشعوب كذلك، ولكن الواعي منها والمتحضر هو المنشغل بعقل وعقلانية، يلعبها.. ويجيدها وتمتعه وتثيره ولكنها لا تشغل كل حياته.جميل جدا ان عندنا ناديا كبيرا ومحبوبا مثل الأهلي، وجميل أكثر ان له منافسا قويا وعنيدا اسمه الزمالك. وجميل جدا ان دايماً عندنا منتخب معقول ومشرف وبيكسب بطولات أفريقيا، وكثيرا ما كان قريبا من كأس العالم. لكن اللي مش جميل ان يدور كثيرون منا في فلك الكورة، فتصبح كل محاور حياته، وطبيعي اذا كان الأمر كذلك أن يتمكن التعصب من حياتهم، فتجدهم ينفعلون ويغضبون وتسيطر علي حياتهم تصرفات عصبية كالتي نراها في المدرجات كتكسير المدرجات أو السبب والشتم والاعتداء.جزء كبير من المسئولية التي حولت المصريين إلي محبين بزيادة تصل إحيانا إلي التعصب يعود إلي الفهم الخاطيء لكون الكورة مجرد لعبة، مجرد رياضة، وربما ما زادها عصبية وتوترا ما دخل عليها من مال الاحتراف، هذا طبعا بالاضافة إلي الأسلوب المغلوط في التعامل الاعلامي ونحن جزء منه.. والأكيد ان ثقافة ادارة الدولة في مجال الشباب والرياضة علي مدي سنوات طويلة زادت الطين بلة، فخبث السياسيين رأي فيها ما يشغل بال الناس، ويلهيهم عن السياسة والمنافسة والمطالبة بالحقوق. وضع الكورة في اي مجتمع مرتبط بمدي وعي وفهم الناس لطبيعة الاشياء، وبما أننا قمنا بثورة علي الفساد والمفاهيم المغلوطة، فمن الطبيعي ان نعيد النظر جميعاً في الأسلوب الذي نتعامل به مع الكورة باعتبارها اللعبة المحبوبة من جهة، وباعتبارها جزءا من الرياضة عامة، احنا شعب كبير وعريق، ونستاهل أفضل مما نحن فيه، ولازم نتغير.