»من علمني حرفاً صرت له عبداً« تذكرت هذه المقولة في عزاء »عم حسين« كبير مصوري الأهلي الذي وافته المنية هذا الأسبوع.. فبرغم من إختلاف الوسيلة الصحفية حين يتسلح عم حسين حنفي بالكاميرا وانا بالقلم.. ولكن هذا الرجل الذي استقبلني هو وزميلي مصطفي رضا كبير مصوري أخبار الرياضة استقبلوني في بداياتي يستحق أن يقال عنه أنه ليس مصور وانما ضحكة كبيرة، وقلب أبيض رائع برغم أهلاويته الشديدة. فعم حسين الذي كان يناديه مصطفي بهيثم كتدليع له فهو لم يتزوج فكان يعتبر مصطفي ابناً له.. عم حسين لم يكن يقابلك إلا بإبتسامة، وبرغم من استعجاله الدائم وسط عمله في تغطية كل فرق الأهلي ولعباته المختلفة، والأعمار السنية المتعددة إلا أنه كان مدمن ادخال الفرحة علي جميع من حوله بنكتة خفيفة تزرع الضحكة وسط أركان قلبك. وأحياناً تشعر أن عم حسين مثل ابيك أو حتي أمك وهي تجهزك للمدرسة لتضع السندوتشات في حقيبتك، فأثناء السفر لتغطية المباريات كان دائماً ما يطعمنا بسندوتشاته المختلفة التي كانت أشهر سندوتشات الأرز باللحمة وبرغم خجلي إلا أنه كان يصر بشكل لاتستطيع ان ترفض منه أي شيء.. وكذلك صوره التي كان يغدقنا بها ولايحصل نظيرها علي قرش من فرط كرمه. رحل عم حسين مثل السهم كما كان يتحرك في عمله.. رحل ولم يحضر جنازته أو عزائه أي نجم أو مسئول إلا الكابتن زكريا ناصف.. رحل عم حسين بعد أن أصيب بأزمة نفسية بسبب احداث يناير خشي بعدها أن يترك بيته لمدة مائة يوم، ولكن القدر جعله يتركه إلي قبره.. فهل نتعظ ، ونتفكر قبل ان نلحق به. رحم المولي عم حسين أحد من علموني فن الحياة قبل أن يعلموني العمل الصحفي.