»المخرج«.. هو صاحب القرار ! حقيقة جديدة قدمتها كاميرات التصوير والنقل التليفزيوني للأحداث الرياضية.. لم يعد دور المخرج وفريقه خاصة من المصورين يقتصر علي مجرد نقل ما يدور في الملاعب للمشاهدين في البيوت والمقاهي والأندية وغيرها.. بل أصبح لاعبا أساسياً في الاحداث. فهو الوحيد القادر علي ابراز صورة ما. والايحاء بموقف معين.. وتقديم لقطة خاصة.. سواء داخل الملعب أو في المدرجات. ومع اعتماد شرائط المباريات كوثائق يمكن الأخذ بها من قبل الاتحادات المختلفة المحلية والدولية. أصبح المخرج هو صاحب القرار الفعلي الذي يمليه علي مسئولي الاتحاد المجبرين علي اتخاذه حتي لو لم يكتبه المراقب في تقريره.. فقد شاهده الجميع ولا يمكن افكاره.. وهنا يأتي الدور الأخطر للمخرجين في المباريات وباقي الأحداث.. فزاوية الكاميرا هي التي تحدد مدي صحة قرار حكم ما في لعبة ما.. وهي التي ترصد انفعال المدربين وتكشف - مثلا - خطأ لاعب لم يره الحكم.. وتوضح بدقة اذا كان الهدف الذي احرزه لاعبا صحيحا أم لا.. اذاً باختصار.. المخرج هو صاحب القرار الاول.. أو علي الأقل يمكن ان يقيم الدنيا ويقعدها بما يملك من لقطات.. هذا الدور الخطير للكاميرا .. هل يدركه المخرجون والمصورون عندنا.. هل يقومون به بمنتي الحرفية والنزاهة ام تتدخل ميولهم لتنقل صورة غير حقيقية أحيانا.. هل يتعاملون مع اللاعبين والمدربين بحيادية.. أم يتربصون ويتصديون للبعض ؟ الحقيقة ان المخرجين عندنا يجدون صعوبات كثيرة عندما يحدث في الخارج.. بداية من عدد الكاميرات إلي أماكنها.. إلي تعامل الجماهير معها بصورة استفزازية أحيانا. كل هذا يقودنا إلي أهمية تأهيل واعداد المخرجين علي أعلي مستوي.. نحن نملك بالفعل مخرجين مميزين.. ولكن استمرار توفير الامكانيات والدورات الفنية والدعم التكنولوجي ضرورة ليقوموا بعملهم علي أفضل وجه.. لان كل وسائل الاعلام المختلفة يقوم دورها علي عملهم هذا.