مستشفى 15 مايو التخصصي ينظم ورشة تدريبية فى جراحة الأوعية الدموية    الفراخ البيضاء اليوم "ببلاش".. خزّن واملى الفريزر    اليوم، رئيس كوريا الجنوبية يلتقي السيسي ويلقي كلمة بجامعة القاهرة    اليوم.. محاكمة المتهمة بتشويه وجه عروس طليقها فى مصر القديمة    تحذير عاجل من الأرصاد| شبورة كثيفة.. تعليمات القيادة الآمنة    اليوم.. عرض فيلم "ليس للموت وجود" ضمن مهرجان القاهرة السينمائي    شاهد، أعمال تركيب القضبان والفلنكات بمشروع الخط الأول من شبكة القطار الكهربائي السريع    سيد إسماعيل ضيف الله: «شغف» تعيد قراءة العلاقة بين الشرق والغرب    ترامب يرغب في تعيين وزير الخزانة سكوت بيسنت رئيسا للاحتياطي الاتحادي رغم رفضه للمنصب    أخبار فاتتك وأنت نائم| حادث انقلاب أتوبيس.. حريق مصنع إطارات.. المرحلة الثانية لانتخابات النواب    حركة القطارات| 45 دقيقة تأخيرًا بين قليوب والزقازيق والمنصورة.. الخميس 20 نوفمبر 2025    تحريات لكشف ملابسات سقوط سيدة من عقار فى الهرم    انتهاء الدعاية واستعدادات مكثفة بالمحافظات.. معركة نارية في المرحلة الثانية لانتخابات النواب    زكريا أبوحرام يكتب: هل يمكن التطوير بلجنة؟    دعاء الفجر| اللهم إن كان رزقي في السماء فأنزله    مستشار ترامب للشئون الأفريقية: أمريكا ملتزمة بإنهاء الصراع في السودان    سفير فلسطين: الموقف الجزائري من القضية الفلسطينية ثابت ولا يتغير    بيان سعودي حول زيارة محمد بن سلمان إلى الولايات المتحدة    أدعية الرزق وأفضل الطرق لطلب البركة والتوفيق من الله    كيفية تدريب الطفل على الاستيقاظ لصلاة الفجر بسهولة ودون معاناة    مكايدة في صلاح أم محبة لزميله، تعليق مثير من مبابي عن "ملك إفريقيا" بعد فوز أشرف حكيمي    مصادر تكشف الأسباب الحقيقية لاستقالة محمد سليم من حزب الجبهة الوطنية    فلسطين.. تعزيزات إسرائيلية إلى قباطية جنوب جنين بعد تسلل وحدة خاصة    طريقة عمل البصل البودر في المنزل بخطوات بسيطة    إصابة 15 شخصًا.. قرارات جديدة في حادث انقلاب أتوبيس بأكتوبر    محمد أبو الغار: عرض «آخر المعجزات» في مهرجان القاهرة معجزة بعد منعه العام الماضي    يحيى أبو الفتوح: منافسة بين المؤسسات للاستفادة من الذكاء الاصطناعي    طريقة عمل الكشك المصري في المنزل    أفضل طريقة لعمل العدس الساخن في فصل الشتاء    خبيرة اقتصاد: تركيب «وعاء الضغط» يُترجم الحلم النووي على أرض الواقع    أسعار الدواجن في الأسواق المصرية.. اليوم الخميس 20 نوفمبر 2025    مأساة في عزبة المصاص.. وفاة طفلة نتيجة دخان حريق داخل شقة    وردة «داليا».. همسة صامتة في يوم ميلادي    بنات الباشا.. مرثية سينمائية لنساء لا ينقذهن أحد    مروة شتلة تحذر: حرمان الأطفال لاتخاذ قرارات مبكرة يضر شخصيتهم    خالد أبو بكر: محطة الضبعة النووية إنجاز تاريخي لمصر.. فيديو    إعلام سوري: اشتباكات الرقة إثر هجوم لقوات سوريا الديمقراطية على مواقع الجيش    موسكو تبدي استعدادًا لاستئناف مفاوضات خفض الأسلحة النووي    بوتين: يجب أن نعتمد على التقنيات التكنولوجية الخاصة بنا في مجالات حوكمة الدولة    إطلاق برامج تدريبية متخصصة لقضاة المحكمة الكنسية اللوثرية بالتعاون مع المعهد القضائي الفلسطيني    تأجيل محاكمة المطربة بوسي في اتهامها بالتهرب الضريبي ل3 ديسمبر    ضبط صانعة محتوى بتهمة نشر مقاطع فيديو خادشة للحياء ببولاق الدكرور    تقرير: بسبب مدربه الجديد.. برشلونة يفكر في قطع إعارة فاتي    ديلي ميل: أرسنال يراقب "مايكل إيسيان" الجديد    فتح باب حجز تذاكر مباراة الأهلي وشبيبة القبائل بدورى أبطال أفريقيا    أرسنال يكبد ريال مدريد أول خسارة في دوري أبطال أوروبا للسيدات    "مفتاح" لا يقدر بثمن، مفاجآت بشأن هدية ترامب لكريستيانو رونالدو (صور)    ضمن مبادرة"صَحِّح مفاهيمك".. أوقاف الفيوم تنظم قوافل دعوية حول حُسن الجوار    خالد الغندور: أفشة ينتظر تحديد مستقبله مع الأهلي    دوري أبطال أفريقيا.. بعثة ريفرز النيجيري تصل القاهرة لمواجهة بيراميدز| صور    لربات البيوت.. يجب ارتداء جوانتى أثناء غسل الصحون لتجنب الفطريات    عصام صاصا عن طليقته: مشوفتش منها غير كل خير    تصل إلى 100 ألف جنيه، عقوبة خرق الصمت الانتخابي في انتخابات مجلس النواب    أمريكا: المدعون الفيدراليون يتهمون رجلا بإشعال النار في امرأة بقطار    ماييلي: جائزة أفضل لاعب فخر لى ورسالة للشباب لمواصلة العمل الدؤوب    خالد الجندي: الكفر 3 أنواع.. وصاحب الجنتين وقع في الشرك رغم عناده    أهم أحكام الصلاة على الكرسي في المسجد    مواقيت الصلاه اليوم الأربعاء 19نوفمبر 2025 فى المنيا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



طبيبة بمستشفى رابعة:الامن اخلى المستشفى من الاطباء وحرقها بالجرحى
اماكن إصابة الشهداء بدت وكأنها من مدفع

روت الدكتورة فاطمة بياض الطبيبة في المستشفى الميدانى برابعة العدوية والتى انضمت للمستشفى بعد مجزرة الحرس الجمهوري شهاداتها لشبكة رصد على مجزرة رابعة التى ارتكبتها قوات الشرطة والجيش صبيحة يوم الاربعاء الماضى.
وقالت فاطمة "ليلة المذبحة جائتني تحذيرات لمغادرة الميدان و أني طبيبة شابة يجب إلا يضيع عمري في ترهات حسب رأي صاحبة التحذيرو جاءني إنذار من احد أصدقائي من شركاء المهنة و التخصص و يعمل في مستشفي عسكري نصها : فاطمة خلي بالك النهاردة أكيد فيه حاجة لأنهم طلبوني أكون جاهز و لا أسافر أو انشغل قلت له شكرًا ع التحذير لكن أنا لن أغادر مكانيمصيري مرتبط بمصير إخوتي".
و أضافت فاطمة "وجدت وجوه متطوعة من زملائي لم أتوقع في يوم من الأيام أن تتطوع في ظروف خطر كالتى نتعرض لها فضلنا لغاية الفجرصلينا وعدت الركعة التانية اللي دائماً بيغدروا فيها و ما حصل شئ قلت يبقي إنذار خاطئ وحرب نفسية كالعادة "
"كنت متعبة جداً و مرهقة جداً لان قبلها بليلة كنا عملنا تويت ندوة و ما استتبعها من جهد عصبي و بدني في التجهيز قلت أريح ساعتين و يحلها ألف حلال بعد كده ساعة و لقيت الدنيا اتكهربت صحيت نص صحيان و جاني تليفون أن فيه هجوم فرديت بهدوء شديد أن دي شائعات و ما فيش حاجة و بما أن النوم طار من عيني قلت أطل علي التويتر لقيت الكل مجمع علي أن فيه هجوم من ناحية طيبة مول قمت هبيت ابص من الشباك لقيت اثر دخان من ناحية طيبة مول فعلا و بدأت اسمع زخات الرصاص !! مش عارفة ازاي ما كنت منتبهة لها !", حسبما ذكرت فاطة التى عاصرت مجزرة الفض.
وقالت "نزلت طيران علي قاعة المستشفي الميداني لقيت الكل لبس ماسك الغاز دورت على الماسك و لبسته و اتخذنا وضع الطوارئ لاستقبال الجرحي , بعض الاطباء تم توزيعهم في مدخل المستشفي من تحت للتعامل مع طلقات الخرطوش و حالات الاختناق بالغاز علي ان تستعمل قاعة المستشفي الميداني في حالات اصابات الرصاص الحي !!"
و أكدت الطبيبة أن "اول فوج وصل من الجرحي كانوا كلهم شهداء جايين مصفيين الروح و ما في شئ في يدنا نعملها لهم كلهم واخدين طلقات رصاص مدخلها غريب كأنه فوهة مدفع مش بندقية لا أفهم في تصنيف الأسلحة و لم اعمل بالجيش سابقا لكن منظر الجروح كان غريب كلها دماغ متفجرة و الجرح مفتوح بما لا يقل عن 20 سم و المادة الدماغية خارجة منه بعضهم كان يلبس درع الحماية و البعض لا ما فرقش كتير كلهم كانوا مذبوحين أدمغتهم متهتكة" .
وأوضحت " بدأ توافد الجرحي وبدأنا نتعامل معهم بخطة الطوارئ اللي تدربنا عليها البعض تم تركيب أنبوبة حنجرية له علي أمل تحويله الي رعاية المركزة و الآخرين تم التعامل مع جروحهم حسب احتياجها لكن معظم الإصابات كانت عنيفة و حاولنا التواصل مع سيارات الاسعاف لكن اتضح استحالة تحويل الاصابات العنيفة للمستشفيات وبدأت الحالات الخطيرة تتراكم لدرجة أننا أصبحنا نختار بين من يمكن أن يستفيد من تركيب أنبوب حنجرية و من هو ميت بلا محالة و لا داعي بتضييع الوقت معه و تلونت الأرض الدماء واصبح واضحا تجاوز المجزرة لحدود مجزرة المنصة عند جامعة الأزهر من درجة الإصابة و نوعية الأسلحة المستخدمة".
وأضافت "فقدت الإحساس بالوقت لكن في حدود ساعتين لقينا الأطباء اللي في الساحة طالعين بيستنجدوا بينا أن الجيش رمي عليهم قنابل غاز مسيل للدموع و لقيت أختي طبيبة جراحة التجميل المتطوعة معهم يحملها اثنان يحاولون افاقتها و تمزقت بين رغبتي في الاطمئنان علي شقيقتي و بين إكمال واجبي وانتصر صوت العقل و أكملت مع جرحاي".
"كان في المصابين اطفال مصابين بالاختناق وقفت بهم امهاتهم امام المراوح عسي ان يقيفوا و اقفلنا شبابيك قاعة المستشفي الميداني عشان اتخنقنا من الغاز بالرغم أننا كنا لابسين القناع في نفس التوقيت أرسلت لي صديقتي طلب نجدة عند طيبة مول ! طب أروح لهم ازاي !!, شوية و بعتت لي أن القوات الخاصة اعتقلتهم و الجرحي تركوهم وراءهم ليكونوا في عداد الشهداء من عدم الرعاية الطبية", حسبما ذكرت الشاهدة .
و تابعت "لا انسي جريح كان فاقد الوعي و دماغه مفتوحه برصاصة مباشرة للرأس و لكن الحدقة متفاعلة بمقاييس جراحة الأعصاب لابد اركب له أنبوبة حنجرية وانقله لرعاية مركزة و بما أن الصورة اتضحت انه لا نقل للجرحي يبقي ضياع للوقت انك تعمل أي إجراءات إسعافية و يكون قرارك بعدم لمسه و رفيقه يستنجد بك اعملي له حاجة يا دكتورة و الله فيه الروح أصعب وقت يمر عليك في عملك لما تقف عاجز و تبقي مجرد حانوتي أو اقصي امانيك تلقنه الشهادة مع أنهم ما شاء الله كلهم داخلين رافعين السبابة بالشهادة و جاهزين للقاء".
وأضافت "تعبأت الأرض فضلا عن الأسرة و اصبح راس شهيد مقابل اخر و وصل الامر ان كنا نضع شهداء فوق بعضهم عشان نفضي مكان نداوي فيه الجرحي و أصبحت امارس الإسعافات الأولية و ليس مجرد تخصصي لان العبث اتضح في عدم وجود سبيل لإنقاذ جرحاي فاعمل ما هو ممكن".
و" فجأة بدأ صوت زخات الرصاص يقترب وأصبحت المستشفي و القاعة ذاتها مستهدفة بدأت طائرات الهليوكوبتر ترمي علينا قنابل الغازوكما كانت خطة الطوارئ التخلص من كل ما يدل علي هويتك الطبية و لبس الملابس المدنية بدل السكراب (لبس العمليات للأطباء) وطلبوا منا التخلص من كروت الذاكرة للكاميرات و التليفونات بس حيث أني طول عمري مشاغبة و مش ب اسمع الكلام احتفظت بهم و أجليت مع باقي الأطباء علي أن يجلي الجرحي الي قاعة الإعلاميين المجاورة و من هنا تفرق الزملاء", حسبما قالت الطبيبة .
و تابعت "رحنا قاعة الإعلاميين و وجدت الشهدا معبيين الأرض و تروح تنقذ واحد تلاقي رجلك تعثرت في شهيد و ترقد رأس شهيد جنب راس جريح و في الفسحة وسطهما شهيد ثالث, المنظر مأسوي فوق الوصف .. بدأنا نجنب الشهدا عشان نركز علي الجرحي ومن غير إمكانيات المستشفي الميداني !! آخرنا كان نركب كانيولا .. ندي مسكن ضد الألم ! نربط علي مكان نزيف !! و لا يفوتني شكر الأبطال المتطوعين اللي رجعوا للمستشفي الميداني يجيبوا لنا مواد إسعافية تحت الرصاص و قنابل الغاز".
و أكملت "جالنا الخبر أننا ممكن نحول الجرحي علي مركز رابعة الطبي و اول ما بدأنا التحويل سمعنا زخات رصاص مع قنابل غاز علي كل من يقترب من الباب الأمامي للمركز الطبي أضطررنا الي استخدام باب المركز الخلفي و إحنا موطيين رأسنا عشان لا تطولنا عيار طائش و دخل الأطباء المتطوعين من المستشفي الميداني و شمروا سواعدهم لان المركز أصلا كان عنده خبر باحتمال عملية الفض و مش فيه غير طبيب واحد و ممرض واحد و طبعا اول ما الخبر وصل أننا نقلنا رابعة الطبي تحول الجرحي علينا تلقائيا أغلب الإصابات كالعادة قاتلة لكن وجود غرفة عمليات أعطي امل لمن يحتاج تدخل جراحي"
و أكدت " لما وصل الأمر الي أن تم وضع سريرين عمليات داخل الغرفة الواحدة لما طلعت فوق لقيت جريح علي كل سرير و علي الأقل ثلاث جرحي على الأرض في نفس الغرفة انتظارا لدورهم في الجراحة و طبعا عدد الجراحين لا يكفي و لا إمكانيات الغرفة تغطي ما يحدث خرجت من غرفة العمليات وجدت طرقة العمليات أمام غرف العمليات مرصوصة جرحي بمختلف درجات الإصابة بين متوسط و عنيف لكن بالمقاييس الطبية و الجراحية جرحي مرجو فيهم امل الشفاء".
و تابعت "كان من نصيبي احد الجرحي راسه مفلوقة و دماغه خارج منها و للإعجاز البشري كان مقياس جلاجس و حسب مقاييس جراحين الأعصاب حوالي 11 و هو رقم جيد يعطي فرصة جيدة للنجاة إذا تم العلاج ما كان فيه طبيب تخدير فخيطت جرحه علي الصاحي بدون بنجو الجلد كان غير قابل للتقارب فكل اللي عملته أن قربت أطراف الجرح بدون أن أتمكن من غلقه تماماً ... ده طبعا مش بنتكلم علي ال bone defectو لا dural defectاللي المفروض اغطيهم قبل ما اغطي الجلد لكن مش موجود و لازم أقفل الجرح عشان النزيف .. لكم أن تتخيلوا هذه الجراحة علي الصاحي و هو كل اللي بيقوله الله الله .. و بدأ وعيه يتدهور طبعا !!و كل اللي عملته أن علقت له محاليل و سحبت له عينة دم لتعليق اكياس دم علي امل تحويله للمستشفي و الرعاية المركزة لاحقا !!".
وأضافت" كان يرقد بجانبه مصاب آخر أخد يناديني يقول بي أنا أن شاء الله شهيد و أنا مستبشر و أنا زي الهبلة أقول له ليه بتقول كده أن شاء هتخرج علي رجليك ! ابتسم ابتسامة مشفقة أحسست معها ببلاهتي و قال لي يا دكتورة أنا كل اللي طالبه مسكن قوي عشان مش قادر أتحمل الألم !! دورت له علي بيثيدين ما لقيت لغاية ما لقيت شبيه له و أن اقل تأثيرا !!".
و أوضحت "يرقد بجانبهم جريح مصاب بطلق نار حي في الكلية و بدأ ينهج و العرق يتصبب منه ! و كل اللي قاله لي يا بنتي بس اسندي لي ساقي علي حاجة عشان مش قادر احركها و لو تجيبي لي مسكن يبقي كتر خيرك ساعدته و سبت غرفة العمليات و جراحين الجراحة العامة الله يعطيهم ألف عافية شغالين ب يدهم و أسنانهم و ما ملاحقين "
"نزلت لمدخل المستشفي اللي حولناه لاستقبال طوارئ و حاولت المساعدة علي قدر الإمكان و هو ما فشلت في معظمه و اقصي ما استطعناه مع حالات التجبير للكسور و تخييط الجروح مع أن اغلبها كان عميق"
"جالنا مرة واحدة كم عجيب من الجرحي بإصابات مباشرة و لما سألت جايبيبنهم منين .. قالوا لي العمارة اللي تحت الإنشاء فشارع الطيران طلع لها الهليكوبتروعليها اثنين قناصة و دوروا الضرب الحي و صفوا اللي هناك و تساقطوا زي العصافير واللي وصل لنا المستشفي ده غير الشهداء اللي قضوا في الحال و لم يصلوا إلينا لم اصدق هي حرب الإبادة وصلت لكده لدرجة أني حسيت أني باحضر تصوير احد أفلام الحروب الأمريكية وان اللي بيحصل ده مش حقيقي أكيد أنا في كابوس وهاصحي كمان شوية" ,حسبما اكدت الشاهدة .
"شوية و اتصل بيا احد أصدقائي فاطمة أنتو فين ؟؟ قلت له إحنا محاصرين فمركز رابعة و الوضع كيت و كيت و كيت ! قال لي طب نيجي ننقذكم ما عرفت ارد عليه لانه صادق في عرضه بس هينفذه ازاي !!!"
و" أثناء ما إحنا شغالين في احد الغرف الي في ظهر المستشفي اللي بتطل علي حديقة المسجد لقينا طلقة اخترقت الحائط الحمدلله لم تصب احد لكن أثارت فزع عميق و انبطح الجميع على الأرض و كان المنظر كأنك في احد أفلام ستيفان سيجال مع فارق التطبيق علي ارض الواقع و أكملنا تضميد جراح من استطعنا و نحن في هذا الوضع مع صيحات التثبيت و التكبير واليقين بدنو الأجل و بدأ التذكير بتجديد النية عشان ما تبقاش خربانة دنيا واخرة احد الأخوة كان يقرأ بصوت عالي هنالك زلزل المؤمنون زلازلا شديدا و معها يردد حسبنا الله و نعم الوكيل"
و روت الشاهدة"كان معنا عبدالله الشامي مراسل الجزيرة محتجز معنا و حاول التواصل مع قناته بس الشبكة كانت سيئة جداً !! و طليت من شباك الغرفة الخلفية لقيت الأرض تحتها (حديقة المسجد) مرشوقة جرحي منتظرين دورهم يدخلوا ساحة المستشفي و الطوارئ و أهليهم بينادوني ارمي لهم اي حاجة يتداووا بيها فرميت لهم شاش و بيتادين و اربطة ضاغطة لوقف النزيف و بلاستر كاجراء مؤقت لغاية ما نشوف هنعمل ايه".
"وفجأة جدران المستشفي اهتزت بقنبلة لا اعرف نوعها و لقينا قنابل الغاز بتترمي جوه مدخل المستشفي و ايقنا بالهلاك طليت من الشباك الخلفي لقيت كلهم جرحي و أهاليهم ، قلت لهم فيه اقتحام للمستشفي و هيقبضوا علينا قال لي نطي و احنا هنتلقفك بس كنت لابسة جيبة فاستحيت اتكشف فرميت شنطتي و موبايلي من شباك الغرفة الخلفية لأهالي الجرحي و قلت لهم لو ما جئت أخدهم منكم وصلوها لأهلي و أعطيتهم رقم تليفون أهلي كان عندي تخوف أنهم يمسحوا الصور على التليفون لو تم القبض علينا".
"ورجعت تاني في ساحة المستشفي لقيت ضابط قوات خاصة لابس اسود و معاه بندقية .. يا ريت ما حدش يسألني هيا الي و لا لا عشان جهلي الشديد بالأسلحة لا يفتضح و صرخ فينا اخرجوا فورا فصرخنا إحنا دكاترة و دول جرحي مش هنقدر نسيبهم ورانا فرد بمنتهي الصرامة و القسوة يا تخرجوا يا ترقدوا جنبهم و كان فيهم جرحي كل اللي فيهم كسر من طلق ناري ف احد الاطباء حب يسحبه معه ف الضابط هدده انه لو أخده هيكسر له رجلك و يرقد معه", حسبما أضافت الشاهدة.
"الموقف كان فاشل و الخذلان يسيطر عليه وجدت انه ما في طريقة غير أن أشوف الموقف ماشي لفين لقيته بيخرج الطقم الطبي من الباب الأمامي للمركزواللي بيطل علي شارع أنور المفتي رحت غافلتهم و رجعت تاني لجنينة المستشفي من الباب الخلفي للمركز عشان أكون مع الجرحي اللي في الجنينة لغاية آخر لحظة "
"لقيت منظر مفزع كل حاجة بتتحرق المسجد و المستشفي الميداني و المركز الإعلامي كأنه منظر القاهرة 50 و هي بتتحرق في الافلام و الموسيقي التصويرية صوت الرصاص و انفجارات قنابل الغاز ولقيت اللي واحد بيخبط علي يدي اللى رميت له الشنطة و الموبايل قلت له هافضل لآخر نفس مع الجرحي و توالت صرخات الأهالي اعملي حاجة يا دكتورة ساعديهم بيها !! كانت اول مرة احس بيها بدعاء اللهم اني أعوذ بك من العجز و الفقر !!"
"ما فيش دقائق و نفس الفرقة اللي اقتحمت المستشفي دخلت علينا الساحة و هددت في الميكروفون لو ما خرجنا رافعين الأيادي علامة الاستسلام نقط و أنا قصدت كتابة نقط لأنه لم يكمل التهديد تلكأت شوية يمكن ألاقي أي حد يقاوم أقف معه ما لقيت كله كان بيستسلم عرفوا أنها النهاية ".
"وكان فيه عائلات و أطفال و سيدات الجميع كان ممسك بزجاجة الخل و ماسك بدائي و منهم من تمسك بعائلته ليموت معها و منهم من رقد جانب جريحه يضمد له جراحه و ربما كان يلقنه الشهادة تنازعتني رغبة في عمل بطولي و أني مش ه اخرج من غير الجرحي لكن لقيتني وحدي و الكل في استسلام عجيب خرجت مع الخارجين و خبيت موبايلي و ماسك الغاز و أنا أحس أني خذلت جرحاي "
"لكن تبقي عندي أمل أن يتم نقل الجرحي للمستشفيات بعد اخلاءنا لكن ما سمعته بعد ذلك من أنهم أحرقوا المستشفي بالجرحى و انه لم يحدث إجلاء للجرحي للمستشفيات أحس بصرخاتهم تطاردني و اهاتهم تلاحق نوميكل ذلك أطار النوم من عيني أحسست بالنبي عليه السلام و هو مطارد في الطائف و استشعرت دعاؤه اللهم أني أشكو إليك ضعف قوتي و قلة حيلتي وهواني علي الناس أنت رب المستضعفين و أنت ربي الي من تكلنا إلى بعيد يتجهمنا أم الي عدو ملكته أمرنا ان لم يكن بك علينا من غضب فلا نبالي ".
واردفت الشاهدة " الأمر ليس خلافا سياسيا يا سادة و ليس فض اعتصام عادي فلم نسمع تحذيرات بالاستسلام أو غيرها كانت مجزرة بكل ما تحمل الكلمة من معني حتي في الحروب هناك حق للجرحي و حق ممر آمن لإخلاء الجرحي الي المستشفيات القريبة هل هناك حرب تحرق الجثث و تحرق الجرحي أحياء ذهبت لمسجد الإيمان و رأيت صور الشهداء محروقة منها المحروق تماماً و منها درجات و منهم من ظهر علي وجه و جسمه علامات الفزع ما يعني حرقه حيا ".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.