«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



طبيبة بمستشفى رابعة:الامن اخلى المستشفى من الاطباء وحرقها بالجرحى
اماكن إصابة الشهداء بدت وكأنها من مدفع

روت الدكتورة فاطمة بياض الطبيبة في المستشفى الميدانى برابعة العدوية والتى انضمت للمستشفى بعد مجزرة الحرس الجمهوري شهاداتها لشبكة رصد على مجزرة رابعة التى ارتكبتها قوات الشرطة والجيش صبيحة يوم الاربعاء الماضى.
وقالت فاطمة "ليلة المذبحة جائتني تحذيرات لمغادرة الميدان و أني طبيبة شابة يجب إلا يضيع عمري في ترهات حسب رأي صاحبة التحذيرو جاءني إنذار من احد أصدقائي من شركاء المهنة و التخصص و يعمل في مستشفي عسكري نصها : فاطمة خلي بالك النهاردة أكيد فيه حاجة لأنهم طلبوني أكون جاهز و لا أسافر أو انشغل قلت له شكرًا ع التحذير لكن أنا لن أغادر مكانيمصيري مرتبط بمصير إخوتي".
و أضافت فاطمة "وجدت وجوه متطوعة من زملائي لم أتوقع في يوم من الأيام أن تتطوع في ظروف خطر كالتى نتعرض لها فضلنا لغاية الفجرصلينا وعدت الركعة التانية اللي دائماً بيغدروا فيها و ما حصل شئ قلت يبقي إنذار خاطئ وحرب نفسية كالعادة "
"كنت متعبة جداً و مرهقة جداً لان قبلها بليلة كنا عملنا تويت ندوة و ما استتبعها من جهد عصبي و بدني في التجهيز قلت أريح ساعتين و يحلها ألف حلال بعد كده ساعة و لقيت الدنيا اتكهربت صحيت نص صحيان و جاني تليفون أن فيه هجوم فرديت بهدوء شديد أن دي شائعات و ما فيش حاجة و بما أن النوم طار من عيني قلت أطل علي التويتر لقيت الكل مجمع علي أن فيه هجوم من ناحية طيبة مول قمت هبيت ابص من الشباك لقيت اثر دخان من ناحية طيبة مول فعلا و بدأت اسمع زخات الرصاص !! مش عارفة ازاي ما كنت منتبهة لها !", حسبما ذكرت فاطة التى عاصرت مجزرة الفض.
وقالت "نزلت طيران علي قاعة المستشفي الميداني لقيت الكل لبس ماسك الغاز دورت على الماسك و لبسته و اتخذنا وضع الطوارئ لاستقبال الجرحي , بعض الاطباء تم توزيعهم في مدخل المستشفي من تحت للتعامل مع طلقات الخرطوش و حالات الاختناق بالغاز علي ان تستعمل قاعة المستشفي الميداني في حالات اصابات الرصاص الحي !!"
و أكدت الطبيبة أن "اول فوج وصل من الجرحي كانوا كلهم شهداء جايين مصفيين الروح و ما في شئ في يدنا نعملها لهم كلهم واخدين طلقات رصاص مدخلها غريب كأنه فوهة مدفع مش بندقية لا أفهم في تصنيف الأسلحة و لم اعمل بالجيش سابقا لكن منظر الجروح كان غريب كلها دماغ متفجرة و الجرح مفتوح بما لا يقل عن 20 سم و المادة الدماغية خارجة منه بعضهم كان يلبس درع الحماية و البعض لا ما فرقش كتير كلهم كانوا مذبوحين أدمغتهم متهتكة" .
وأوضحت " بدأ توافد الجرحي وبدأنا نتعامل معهم بخطة الطوارئ اللي تدربنا عليها البعض تم تركيب أنبوبة حنجرية له علي أمل تحويله الي رعاية المركزة و الآخرين تم التعامل مع جروحهم حسب احتياجها لكن معظم الإصابات كانت عنيفة و حاولنا التواصل مع سيارات الاسعاف لكن اتضح استحالة تحويل الاصابات العنيفة للمستشفيات وبدأت الحالات الخطيرة تتراكم لدرجة أننا أصبحنا نختار بين من يمكن أن يستفيد من تركيب أنبوب حنجرية و من هو ميت بلا محالة و لا داعي بتضييع الوقت معه و تلونت الأرض الدماء واصبح واضحا تجاوز المجزرة لحدود مجزرة المنصة عند جامعة الأزهر من درجة الإصابة و نوعية الأسلحة المستخدمة".
وأضافت "فقدت الإحساس بالوقت لكن في حدود ساعتين لقينا الأطباء اللي في الساحة طالعين بيستنجدوا بينا أن الجيش رمي عليهم قنابل غاز مسيل للدموع و لقيت أختي طبيبة جراحة التجميل المتطوعة معهم يحملها اثنان يحاولون افاقتها و تمزقت بين رغبتي في الاطمئنان علي شقيقتي و بين إكمال واجبي وانتصر صوت العقل و أكملت مع جرحاي".
"كان في المصابين اطفال مصابين بالاختناق وقفت بهم امهاتهم امام المراوح عسي ان يقيفوا و اقفلنا شبابيك قاعة المستشفي الميداني عشان اتخنقنا من الغاز بالرغم أننا كنا لابسين القناع في نفس التوقيت أرسلت لي صديقتي طلب نجدة عند طيبة مول ! طب أروح لهم ازاي !!, شوية و بعتت لي أن القوات الخاصة اعتقلتهم و الجرحي تركوهم وراءهم ليكونوا في عداد الشهداء من عدم الرعاية الطبية", حسبما ذكرت الشاهدة .
و تابعت "لا انسي جريح كان فاقد الوعي و دماغه مفتوحه برصاصة مباشرة للرأس و لكن الحدقة متفاعلة بمقاييس جراحة الأعصاب لابد اركب له أنبوبة حنجرية وانقله لرعاية مركزة و بما أن الصورة اتضحت انه لا نقل للجرحي يبقي ضياع للوقت انك تعمل أي إجراءات إسعافية و يكون قرارك بعدم لمسه و رفيقه يستنجد بك اعملي له حاجة يا دكتورة و الله فيه الروح أصعب وقت يمر عليك في عملك لما تقف عاجز و تبقي مجرد حانوتي أو اقصي امانيك تلقنه الشهادة مع أنهم ما شاء الله كلهم داخلين رافعين السبابة بالشهادة و جاهزين للقاء".
وأضافت "تعبأت الأرض فضلا عن الأسرة و اصبح راس شهيد مقابل اخر و وصل الامر ان كنا نضع شهداء فوق بعضهم عشان نفضي مكان نداوي فيه الجرحي و أصبحت امارس الإسعافات الأولية و ليس مجرد تخصصي لان العبث اتضح في عدم وجود سبيل لإنقاذ جرحاي فاعمل ما هو ممكن".
و" فجأة بدأ صوت زخات الرصاص يقترب وأصبحت المستشفي و القاعة ذاتها مستهدفة بدأت طائرات الهليوكوبتر ترمي علينا قنابل الغازوكما كانت خطة الطوارئ التخلص من كل ما يدل علي هويتك الطبية و لبس الملابس المدنية بدل السكراب (لبس العمليات للأطباء) وطلبوا منا التخلص من كروت الذاكرة للكاميرات و التليفونات بس حيث أني طول عمري مشاغبة و مش ب اسمع الكلام احتفظت بهم و أجليت مع باقي الأطباء علي أن يجلي الجرحي الي قاعة الإعلاميين المجاورة و من هنا تفرق الزملاء", حسبما قالت الطبيبة .
و تابعت "رحنا قاعة الإعلاميين و وجدت الشهدا معبيين الأرض و تروح تنقذ واحد تلاقي رجلك تعثرت في شهيد و ترقد رأس شهيد جنب راس جريح و في الفسحة وسطهما شهيد ثالث, المنظر مأسوي فوق الوصف .. بدأنا نجنب الشهدا عشان نركز علي الجرحي ومن غير إمكانيات المستشفي الميداني !! آخرنا كان نركب كانيولا .. ندي مسكن ضد الألم ! نربط علي مكان نزيف !! و لا يفوتني شكر الأبطال المتطوعين اللي رجعوا للمستشفي الميداني يجيبوا لنا مواد إسعافية تحت الرصاص و قنابل الغاز".
و أكملت "جالنا الخبر أننا ممكن نحول الجرحي علي مركز رابعة الطبي و اول ما بدأنا التحويل سمعنا زخات رصاص مع قنابل غاز علي كل من يقترب من الباب الأمامي للمركز الطبي أضطررنا الي استخدام باب المركز الخلفي و إحنا موطيين رأسنا عشان لا تطولنا عيار طائش و دخل الأطباء المتطوعين من المستشفي الميداني و شمروا سواعدهم لان المركز أصلا كان عنده خبر باحتمال عملية الفض و مش فيه غير طبيب واحد و ممرض واحد و طبعا اول ما الخبر وصل أننا نقلنا رابعة الطبي تحول الجرحي علينا تلقائيا أغلب الإصابات كالعادة قاتلة لكن وجود غرفة عمليات أعطي امل لمن يحتاج تدخل جراحي"
و أكدت " لما وصل الأمر الي أن تم وضع سريرين عمليات داخل الغرفة الواحدة لما طلعت فوق لقيت جريح علي كل سرير و علي الأقل ثلاث جرحي على الأرض في نفس الغرفة انتظارا لدورهم في الجراحة و طبعا عدد الجراحين لا يكفي و لا إمكانيات الغرفة تغطي ما يحدث خرجت من غرفة العمليات وجدت طرقة العمليات أمام غرف العمليات مرصوصة جرحي بمختلف درجات الإصابة بين متوسط و عنيف لكن بالمقاييس الطبية و الجراحية جرحي مرجو فيهم امل الشفاء".
و تابعت "كان من نصيبي احد الجرحي راسه مفلوقة و دماغه خارج منها و للإعجاز البشري كان مقياس جلاجس و حسب مقاييس جراحين الأعصاب حوالي 11 و هو رقم جيد يعطي فرصة جيدة للنجاة إذا تم العلاج ما كان فيه طبيب تخدير فخيطت جرحه علي الصاحي بدون بنجو الجلد كان غير قابل للتقارب فكل اللي عملته أن قربت أطراف الجرح بدون أن أتمكن من غلقه تماماً ... ده طبعا مش بنتكلم علي ال bone defectو لا dural defectاللي المفروض اغطيهم قبل ما اغطي الجلد لكن مش موجود و لازم أقفل الجرح عشان النزيف .. لكم أن تتخيلوا هذه الجراحة علي الصاحي و هو كل اللي بيقوله الله الله .. و بدأ وعيه يتدهور طبعا !!و كل اللي عملته أن علقت له محاليل و سحبت له عينة دم لتعليق اكياس دم علي امل تحويله للمستشفي و الرعاية المركزة لاحقا !!".
وأضافت" كان يرقد بجانبه مصاب آخر أخد يناديني يقول بي أنا أن شاء الله شهيد و أنا مستبشر و أنا زي الهبلة أقول له ليه بتقول كده أن شاء هتخرج علي رجليك ! ابتسم ابتسامة مشفقة أحسست معها ببلاهتي و قال لي يا دكتورة أنا كل اللي طالبه مسكن قوي عشان مش قادر أتحمل الألم !! دورت له علي بيثيدين ما لقيت لغاية ما لقيت شبيه له و أن اقل تأثيرا !!".
و أوضحت "يرقد بجانبهم جريح مصاب بطلق نار حي في الكلية و بدأ ينهج و العرق يتصبب منه ! و كل اللي قاله لي يا بنتي بس اسندي لي ساقي علي حاجة عشان مش قادر احركها و لو تجيبي لي مسكن يبقي كتر خيرك ساعدته و سبت غرفة العمليات و جراحين الجراحة العامة الله يعطيهم ألف عافية شغالين ب يدهم و أسنانهم و ما ملاحقين "
"نزلت لمدخل المستشفي اللي حولناه لاستقبال طوارئ و حاولت المساعدة علي قدر الإمكان و هو ما فشلت في معظمه و اقصي ما استطعناه مع حالات التجبير للكسور و تخييط الجروح مع أن اغلبها كان عميق"
"جالنا مرة واحدة كم عجيب من الجرحي بإصابات مباشرة و لما سألت جايبيبنهم منين .. قالوا لي العمارة اللي تحت الإنشاء فشارع الطيران طلع لها الهليكوبتروعليها اثنين قناصة و دوروا الضرب الحي و صفوا اللي هناك و تساقطوا زي العصافير واللي وصل لنا المستشفي ده غير الشهداء اللي قضوا في الحال و لم يصلوا إلينا لم اصدق هي حرب الإبادة وصلت لكده لدرجة أني حسيت أني باحضر تصوير احد أفلام الحروب الأمريكية وان اللي بيحصل ده مش حقيقي أكيد أنا في كابوس وهاصحي كمان شوية" ,حسبما اكدت الشاهدة .
"شوية و اتصل بيا احد أصدقائي فاطمة أنتو فين ؟؟ قلت له إحنا محاصرين فمركز رابعة و الوضع كيت و كيت و كيت ! قال لي طب نيجي ننقذكم ما عرفت ارد عليه لانه صادق في عرضه بس هينفذه ازاي !!!"
و" أثناء ما إحنا شغالين في احد الغرف الي في ظهر المستشفي اللي بتطل علي حديقة المسجد لقينا طلقة اخترقت الحائط الحمدلله لم تصب احد لكن أثارت فزع عميق و انبطح الجميع على الأرض و كان المنظر كأنك في احد أفلام ستيفان سيجال مع فارق التطبيق علي ارض الواقع و أكملنا تضميد جراح من استطعنا و نحن في هذا الوضع مع صيحات التثبيت و التكبير واليقين بدنو الأجل و بدأ التذكير بتجديد النية عشان ما تبقاش خربانة دنيا واخرة احد الأخوة كان يقرأ بصوت عالي هنالك زلزل المؤمنون زلازلا شديدا و معها يردد حسبنا الله و نعم الوكيل"
و روت الشاهدة"كان معنا عبدالله الشامي مراسل الجزيرة محتجز معنا و حاول التواصل مع قناته بس الشبكة كانت سيئة جداً !! و طليت من شباك الغرفة الخلفية لقيت الأرض تحتها (حديقة المسجد) مرشوقة جرحي منتظرين دورهم يدخلوا ساحة المستشفي و الطوارئ و أهليهم بينادوني ارمي لهم اي حاجة يتداووا بيها فرميت لهم شاش و بيتادين و اربطة ضاغطة لوقف النزيف و بلاستر كاجراء مؤقت لغاية ما نشوف هنعمل ايه".
"وفجأة جدران المستشفي اهتزت بقنبلة لا اعرف نوعها و لقينا قنابل الغاز بتترمي جوه مدخل المستشفي و ايقنا بالهلاك طليت من الشباك الخلفي لقيت كلهم جرحي و أهاليهم ، قلت لهم فيه اقتحام للمستشفي و هيقبضوا علينا قال لي نطي و احنا هنتلقفك بس كنت لابسة جيبة فاستحيت اتكشف فرميت شنطتي و موبايلي من شباك الغرفة الخلفية لأهالي الجرحي و قلت لهم لو ما جئت أخدهم منكم وصلوها لأهلي و أعطيتهم رقم تليفون أهلي كان عندي تخوف أنهم يمسحوا الصور على التليفون لو تم القبض علينا".
"ورجعت تاني في ساحة المستشفي لقيت ضابط قوات خاصة لابس اسود و معاه بندقية .. يا ريت ما حدش يسألني هيا الي و لا لا عشان جهلي الشديد بالأسلحة لا يفتضح و صرخ فينا اخرجوا فورا فصرخنا إحنا دكاترة و دول جرحي مش هنقدر نسيبهم ورانا فرد بمنتهي الصرامة و القسوة يا تخرجوا يا ترقدوا جنبهم و كان فيهم جرحي كل اللي فيهم كسر من طلق ناري ف احد الاطباء حب يسحبه معه ف الضابط هدده انه لو أخده هيكسر له رجلك و يرقد معه", حسبما أضافت الشاهدة.
"الموقف كان فاشل و الخذلان يسيطر عليه وجدت انه ما في طريقة غير أن أشوف الموقف ماشي لفين لقيته بيخرج الطقم الطبي من الباب الأمامي للمركزواللي بيطل علي شارع أنور المفتي رحت غافلتهم و رجعت تاني لجنينة المستشفي من الباب الخلفي للمركز عشان أكون مع الجرحي اللي في الجنينة لغاية آخر لحظة "
"لقيت منظر مفزع كل حاجة بتتحرق المسجد و المستشفي الميداني و المركز الإعلامي كأنه منظر القاهرة 50 و هي بتتحرق في الافلام و الموسيقي التصويرية صوت الرصاص و انفجارات قنابل الغاز ولقيت اللي واحد بيخبط علي يدي اللى رميت له الشنطة و الموبايل قلت له هافضل لآخر نفس مع الجرحي و توالت صرخات الأهالي اعملي حاجة يا دكتورة ساعديهم بيها !! كانت اول مرة احس بيها بدعاء اللهم اني أعوذ بك من العجز و الفقر !!"
"ما فيش دقائق و نفس الفرقة اللي اقتحمت المستشفي دخلت علينا الساحة و هددت في الميكروفون لو ما خرجنا رافعين الأيادي علامة الاستسلام نقط و أنا قصدت كتابة نقط لأنه لم يكمل التهديد تلكأت شوية يمكن ألاقي أي حد يقاوم أقف معه ما لقيت كله كان بيستسلم عرفوا أنها النهاية ".
"وكان فيه عائلات و أطفال و سيدات الجميع كان ممسك بزجاجة الخل و ماسك بدائي و منهم من تمسك بعائلته ليموت معها و منهم من رقد جانب جريحه يضمد له جراحه و ربما كان يلقنه الشهادة تنازعتني رغبة في عمل بطولي و أني مش ه اخرج من غير الجرحي لكن لقيتني وحدي و الكل في استسلام عجيب خرجت مع الخارجين و خبيت موبايلي و ماسك الغاز و أنا أحس أني خذلت جرحاي "
"لكن تبقي عندي أمل أن يتم نقل الجرحي للمستشفيات بعد اخلاءنا لكن ما سمعته بعد ذلك من أنهم أحرقوا المستشفي بالجرحى و انه لم يحدث إجلاء للجرحي للمستشفيات أحس بصرخاتهم تطاردني و اهاتهم تلاحق نوميكل ذلك أطار النوم من عيني أحسست بالنبي عليه السلام و هو مطارد في الطائف و استشعرت دعاؤه اللهم أني أشكو إليك ضعف قوتي و قلة حيلتي وهواني علي الناس أنت رب المستضعفين و أنت ربي الي من تكلنا إلى بعيد يتجهمنا أم الي عدو ملكته أمرنا ان لم يكن بك علينا من غضب فلا نبالي ".
واردفت الشاهدة " الأمر ليس خلافا سياسيا يا سادة و ليس فض اعتصام عادي فلم نسمع تحذيرات بالاستسلام أو غيرها كانت مجزرة بكل ما تحمل الكلمة من معني حتي في الحروب هناك حق للجرحي و حق ممر آمن لإخلاء الجرحي الي المستشفيات القريبة هل هناك حرب تحرق الجثث و تحرق الجرحي أحياء ذهبت لمسجد الإيمان و رأيت صور الشهداء محروقة منها المحروق تماماً و منها درجات و منهم من ظهر علي وجه و جسمه علامات الفزع ما يعني حرقه حيا ".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.