قرّرت الأمانة العامة للجامعة العربية عقد مجلس على المستوى الوزاري في دورة غير عادية، يوم الأحد المقبل؛ بعد موافقة البحرين والإمارات على الطلب السعودي، وبعد التشاور مع جيبوتي التي تترأس الدورة الحالية. وفق مذكرة أُرسلت إلى الدول الأعضاء، طلبت السعودية عقد الاجتماع لبحث «ما تعرّضت له الرياض ليلة السبت الموافق الرابع من أكتوبر من عمل عدواني من قبل مليشيات الحوثي التابعة لإيران في اليمن، وذلك بإطلاق صاروخ باليستي إيراني الصنع من داخل الأراضي اليمنية». كما سيُبحث ما تعرّضت إليه مملكة البحرين من عمل تخريبي إرهابي بتفجير أنابيب النفط ليلة الجمعة الماضية، وما «تقوم به إيران في المنطقة العربية (من أعمال) تقوض الأمن والسلم ليس في المنطقة العربية فحسب، بل في العالم بأسره. بيانات معتادة ومن المتوقع أن يحتل التصعيد السعودي ضد لبنان، والأزمة القائمة بعد استقالة رئيس الوزراء سعد الحريري، أولوية النقاشات والبيان الختامي، وفق دبلوماسيين عرب استبعدوا التوصّل إلى صيغة تُرضي جميع الأطراف؛ مستندين إلى التجارب السابقة المشابهة، التي رفضت فيها بيروت وبغداد مرارًا تضمين البيانات الختامية عبارات تنديد ضد إيران. وتتعرّض السعودية إلى ضغط إعلامي كبير بعد حصار اليمن وتهديد الملايين بالموت جوعًا؛ وهو ما تحتاج معه إلى تضامن عربي لمواصلته، بعدما صعّد التحالف الذي تقوده السعودية من أنشطته الجوية ضد الأهداف المفترضة لمليشيا الحوثي وحلفائها عقب الصاروخ الذي استهدف العاصمة السعودية الرياض، كذلك صعّدت قوات الشرعية أنشطتها شرق صنعاء منذ أيام، بعدها قرر التحالف إغلاق منافذ اليمن. ويشهد اليمن منذ 2014 نزاعًا داميًا بين المتمردين الحوثيين الشيعة والقوات الحكومية، وعلى إثره تدخّلت السعودية في 2015 لدعم حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي؛ ما خلّف أكثر من 8650 قتيلًا وأكثر من 58 ألف جريح، بحسب أرقام الأممالمتحدة، وتسبّب في انهيار النظام الصحي، وتوقف مئات المدارس عن استقبال الطلاب، وانتشار مرض الكوليرا، وأزمة غذائية كبرى. وصنّفت الأممالمتحدة اليمن في مقدمة لائحة الأزمات الإنسانية، مع نحو 17 مليون يمني يحتاجون إلى الغذاء وتعرُّض سبعة ملايين إلى خطر المجاعة، فيما تسببت الكوليرا في أكثر من ألفي وفاة. وفي الشهر الماضي، أدرجت الأممالمتحدة التحالف السعودي على لائحتها السوداء؛ بعد تشويه 683 طفلًا ومقتلهم أثناء النزاع في 2016 وتنفيذ 38 ضربة مثبتة على مدارس ومستشفيات.
