منذ ثلاث سنوات والنزاع الدامي بين المتمردين الحوثيين والقوات الحكومية في اليمن علي أشده, وقد تحول الغذاء إلي سلاح حرب إلي جانب المعارك التي حصدت أرواح آلاف اليمنيين, بحسب ما قال أمس برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة. أوضحت اليزابيث راسموسن نائبة الرئيس التنفيذي للبرنامج في مؤتمر في الرياض أن اليمن يقف علي حافة المجاعة, والكوليرا تعمق أزمة الغذاء, والغذاء أصبح يستخدم كسلاح حرب. وشهد النزاع تصعيدا مع تدخل السعودية علي رأس تحالف عسكري في مارس2015 بعدما تمكن الحوثيون من السيطرة علي مناطق واسعة في البلد الفقير. بحسب أرقام الأممالمتحدة خلف النزاع اليمني أكثر من8650 قتيلا و58 ألف جريح, وتسبب بانهيار النظام الصحي, وتوقف مئات المدارس عن استقبال الطلاب, وانتشار مرض الكوليرا, وأزمة غذائية كبري. وتقول الأممالمتحدة أن سبعة ملايين شخص من بين27 مليونا يواجهون خطر المجاعة, في وقت تسبب مرض الكوليرا في وفاة أكثر من2100 شخص. وفي المؤتمر المخصص للوضع الإنساني في اليمن والذي تستضيفه الرياض, اعتبر مارك لوكوك, منسق الأممالمتحدة للشئون الإنسانية والإغاثة في حالات الطوارئ, أن علي كل أطراف النزاع أن تسمح بوصول المساعدات. في سياق متصل, أكد وزراء خارجية ورؤساء هيئات الأركان لدول تحالف دعم الشرعية باليمن في ختام اجتماعهم أمس بالرياض إصرارهم علي التصدي للممارسات العدائية لميليشيا الانقلابيين ووقوفهم مع الشعب اليمني, ومع امن واستقرار اليمن ووحدته وسلامة أراضيه وحماية حقوق الإنسان اليمني من الانتهاكات المتواصلة من قبل هذه الميلشيات, والعمل علي مواجهة تنظيم القاعدة والتنظيمات الإرهابية الأخري, وصون امن دول المنطقة واستقرارها. وفي بيانهم الختامي أمس, قالوا إن تحرك دولهم سياسيا وعسكريا جاء تلبية لنداء الحكومة اليمنية الشرعية ممثلة في الرئيس عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية اليمنية ضد ميليشيا الانقلابيين الذين قاموا بانقلاب عسكري لاختطاف الدولة اليمنية واحتلالهم للعاصمة صنعاء وانسجاما مع قرار مجلس الأمن(2216). المجتمعون في مؤتمر وزراء خارجية ورؤساء أركان الدول الأعضاء في التحالف العسكري في الرياض أكدوا دعمهم لتحرك الأممالمتحدة السياسي في اليمن كحل للازمة, فقد اكد وزير الخارجية سامح شكري في كلمته أن الحل هو بالضرورة سياسي ولا يمكن أن يتم إلا وفقا لمرجعيته الواضحة التي حددها قرار مجلس الأمن وكل مراوغة أو محاولة لشراء الوقت أو التنصل من هذه المرجعية لن تفضي إلا إلي إطالة وضع الأزمة وزيادة كلفتها الإنسانية. أما السعودية فقد حملت إيران مسئولية فشل مساعي السلام في اليمن, حيث التحالف العربي في مواجهة المتمردين الحوثيين, مجددة اتهام طهران بتغذية النزاع في هذا البلد الفقير عبر إرسال السلاح.