تدخل قرية الميمون بمحافظة بني سويف أسبوعها الرابع من الحصار المفروض عليها من قبل قوات أمن الانقلاب، في إطار القمع الأمني الممنهج الذي يمارسه قادة العسكر على المعارضين لحكمه. الأسبوع الأول من الحصار: فرضت داخلية الانقلاب حصارها على القرية، بعدما اقتحمتها بأكثر من 60 تشكيل أمني من عربات ومدرعات جيش وشرطة، الجمعة 20 فبراير، إذ حدثت اشتباكات في اليوم الأول من الحصار بين الأهالي وقوات الأمن، أسفر عن إصابة أكثر من 15 مواطن، جراء إطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع وطلقات الخرطوش. وكان من بين الإصابات مواطن أصيب مباشرةً في عينيه، ونقل إلى المستشفى لتعتقله قوات أمن الانقلاب و3 مرافقين له منها، قبيل إجراء عملية جراحية. أسفرت الحملات الأمنية في الأسبوع الأول عن اعتقال 30 من أهالي القرية بشكل عشوائي، كما داهمت الداخلية قرابة 30 منزلًا، ومحلين تجاريين وحطمت كافة محتوياتهما، وسرقة مصوغات بلغ سعرها 15 ألف جنيه بحسب روايات الأهالي. ووضعت قوات الأمن حواجز أمنية تمهيدًا لاستمرار الحصار لتفتيش الأهالي، ما تسبب في سخط الأهالي والطلبة لتوقيفهم للتفتيش بشكل يومي. كما طاردت القوات الأمنية الأهالي في الأراضي الزراعية، وأطلقت الرصاص الحي داخلها، وأحرقت المحاصيل الزراعية للفلاحين. واقتحمت داخلية الانقلاب السوق التجاري للقرية، والذي يقام كل خميس، وسرق بضائع التجار. وفي نهاية الأسبوع الأول وصل مساعد أول وزير داخلية الانقلاب ومدير الأمن ببني سويف للقرية لمعاينة الموقف، فيما كانت تحلق الطائرات فوق سماء القرية. الأسبوع الثاني من الحصار: خرجت قوات الأمن للبحث عن شباب تظاهروا في جمعة ال 27 من فبراير تنديدًا باستمرار الحصار، ليفرض بعدها حظر التجوال بالقرية من ال 10 مساءً وحتى ال 7 صباحًا. وصل أعداد المعتقلين من أهالي القرية إلى 50 في الأسبوع الثاني من الحصار، وتسببت زيادة حالات الاعتقال إلى حالة من الهلع والخوف للأهالي. وتوقفت كذلك حركة البيع والشراء في القرية إذ واصلت المحال التجارية إغلاقها خشية تحطيم وسرقة محتوياتها من قبل القوات الأمنية، فيما جائت مصلحة الضرائب لفرض الضرائب على أصحابها. الأسبوع الثالث من الحصار: استمرت التظاهرات الرافضة للحصار في تحدٍ واضح لقوات أمن الانقلاب، بعد دخوله الأسبوع الثالث، واستمرت معها القوات في حملات الاعتقال. وقطع عددٌ من الشباب الغاضب الطريق السريع بجوار قرية الميمون، للتنديد باستمرار الحصار. اقتحمت قوات أمن الانقلاب مركز شباب الميمون المعروف بالنادي الرياضي، لتعتقل 20 شابًا ليس لهم أي انتمائات ساسية، إذ أنه لا تتجاوز أعمارهم ال 16 عامًا، أطلق سراحهم بعد ذلك.
ولقي طفل من أبناء القرية مصرعه، ويدعى "محمود حسن رياض" طالب بالمرحلة الإعدادية، نتيجة حادث تصادم سيارتين أمام المدخل مباشرةً، بسبب التواجد الأمني المكثف أمام المدخل، وإغلاق الطرق ليكون الطريق في اتجاه واحد. الأسبوع الرابع من الحصار: دخلت الميمون أسبوعها الرابع من الحصار، وسط تساؤولات الأهالي عن سبب فرض الحصار، والوقت الذي سينتهي فيه، لتظل التشديدات الأمنية والقمعية مفروضة على أهالي القرية إلى وقتٍ غير معلن.