"الشعب المصري لم يجد من يحنو عليه"، كلمة قالها عبدالفتاح السيسي، قائد الانقلاب العسكري على أول رئيس منتخب الدكتور محمد مرسي، واعتبرها مؤيدو الانقلاب وعدًا مباشرًا منه بتوفير "الحنية" والرفق بالمواطنين حال تمكنه من السيطرة على الأوضاع واغتصاب كرسي الحكم. وفي الأسابيع الأولى من تنصيب قائد الانقلاب نفسه رئيسًا لمصر، "طفحت" حنية السيسي في وش الغلابة من أبناء الشعب المصري، في صورة ارتفاع مفاجئ وخيالي في أسعار كل شيء، بدءًا من رفع الدعم عن المواد البترولية والسلع الغذائية وفواتير الكهرباء والمياه ومرورًا بزيادة الضريبة على أسعار السجائر والكحوليات، وانتهاءً بزيادة الضريبة على الدخل وقطاع الاتصالات وغيرها، الأمر الذي وضع غالبية الأسر من أبناء الطبقة المتوسطة تحت خط الفقر، وأضاع أمل أبناء الأسر الفقيرة في إمكانية العيش من الأساس. وزادت القرارات الاقتصادية العشوائية من قائد الانقلاب، من ارتباك داعميه من القوى السياسية التي تغنت باسمه وأيدته منذ 30 يونيو وحتى توليه كرسي الحكم، والتي طالما بررت سياساته وجرائمه أمام الرأي العام. ووجدت تلك القوى السياسية نفسها في موقف يصعب معه الدفاع عن سلطة الانقلاب أو قراراتها، واضطرت لإصدار تصريحات رافضة لقراراته لحفظ ماء الوجه أمام المواطنين. وعن أسباب اتخاذ حكومة الانقلاب لقرارات رفع الدعم، يقول الدكتور أحمد عبدالعزيز، القيادي بالتحالف الوطني لدعم الشرعية: "يعني إيه زيادة الاسعار؟ يعني فيه شوية فلوس ثابتين في البلد وما بيزيدوش لأن مفيش إنتاج، شوية الفلوس دول الحكومة بتدفع منهم رواتب، الرواتب زادت في آخر سنتين والحكومة ما عدتش قادرة تدفعها، تقوم تاخد فلوس زيادة من الناس بزيادة الأسعار والضرائب، وبعدين تديهالهم تاني رواتب، يبقى إحنا كبلد فعليا بنزداد فقرا، وكمواطن بيزداد فقرا، ودور الحكومة مش محاولة مكافحة الفقر، لا ، اللي بتعمله هو إعادة توزيع الفقر، ولما بتوزعه ما بتوزعوش بالتساوي، بتشيل الفقير مثلا 100% زيادة مصاريف، والغني يادوب 20%. وأضاف المستشار وليد شرابي، القيادي بحركة قضاة من أجل مصر، ساخرًا، أن رفع الدعم هو دليل قاطع على المائة يوم الأولى للسيسى ستكون عامرة بالإنجازات، متابعًا: "الكهرباء مش موجوده لكن غليت، والبنزين والسولار إرتفعت أسعارهم، ومافيش دعم للمواد التموينية، فاضل إن إللى بيتصل بالموبايل واللى بيستقبل المكالمة هما الإثنين يدفعوا". وأضاف "شرابي: "إوعى حد يعترض أنتم حتاكلوا مصر يعنى، لكن سؤال لشعب 30 يونيو لو دى كانت إنجازات الدكتور محمد مرسى فى أول مائة يوم كان موقفكم حيكون إيه؟، والسيسي في أول أسابيع كانت إنجاراته زيادة سعر السولار والبنزين، وفرض ضريبة عقارية، ورفع اسعار الكهرباء و الغاز، ورفع رسوم الطرق، وفرض رسوم على مغادرة مصر، ورفع قيمة المخالفات المرورية، وتخفيض أعداد الموظفين الحكوميين، وفرض ضريبه على البورصة، وفرض ضريبة على الدخل، ورفع الدعم وإلغاء التموين".