يتوجه وزير الخارجية الفرنسى لوران فابيوس غدا الثلاثاء إلى العاصمة تونس فى زيارة رسمية تستغرق يوما واحدا يلتقى خلالها عددا من المسئولين. وذكرت مصادر دبلوماسية اليوم الاثنين أن فابيوس سيعقد أول إجتماع له خلال الزيارة مع نظيره التونسي عثمان الجندارى ويمتد على غذاء عمل بمقر وزارة الخارجية التونسية، قبل أن يتوجه رئيس الدبلوماسية الفرنسية إلى مقر رئاسة الوزراء ليعقد جلسة مباحثات مع رئيس الوزراء التونسى على العريضى. وأضافت أن وزير الخارجية الفرنسى سيتباحث بعد ذلك مع مصطفى بن جعفر رئيس المجلس الوطنى التأسيسى، قبل أن يستقبله الرئيس التونسى المنصف المرزوقى بمقر رئاسة الجمهورية بقصر قرطاج. ويعقد رئيس الدبلوماسية الفرنسية خلال الزيارة التى تختتم مساء اليوم نفسه سلسلة من اللقاءات مع قيادات الأحزاب الرئيسية المعارضة فى تونس، بالاضافة إلى الجالية الفرنسية وذلك بمقر السفارة الفرنسية بالعاصمة التونسية. ومن المتوقع أن ترتكز المباحثات الفرنسية-التونسية على العلاقات الثنائية فى مختلف المجالات، بالاضافة إلى عملية الانتقال الديمقراطى الجارية بتونس بعد عامين من قيام الثورة. كما تتطرق المحادثات بين الجانبين إلى الاعداد للزيارة التى من المتوقع أن يقوم بها الرئيس الفرنسى فرانسوا أولاند فى شهر يوليو القادم على الأرجح. وكشفت المصادر الفرنسية عن أن فابيوس سيؤكد مجددا للجانب التونسى ثقة باريس فى عملية الانتقال الجارية بتونس وتضامنها مع البلاد "في هذه المرحلة الحاسمة من تاريخ البلاد"حيث من المنتظر أن يسلط رئيس الدبلوماسى الفرنسية الضوء على حتمية أن تسود روح المسئولية بين جميع الأطراف التونسية بحيث يتم الانتقال (السياسى) بطريقة سلمية وديمقراطية. وأوضحت مصادر دبلوماسية فرنسية فى تصريحات لعدد من الصحفيين والمراسلين اليوم أن باريس عازمة على دعم السلطات التونسية فى عملية الانتقال السياسي الجارية والتى يتم خلالها صياغة الدستور الجديد للبلاد والاعداد للانتخابات القادمة بشكل ديمقراطى لتلبية تطلعات الشعب التونسى التى نادى بها خلال ثورة الياسمين. وأكدت المصادر على أهمية الزيارة المرتقبة للرئيس الفرنسى أولاند إلى تونس حيث من المتوقع أن تجرى الانتخابات قبل نهاية العام الجارى..مشيرة إلى أن العام الماضى شهد عدة زيارات قام بها مسئولون تونسيون بما فى ذلك الرئيس التونسى المنصف المرزقى إلى باريس "وبالتالى فانه من المنطقى أن يقوم رئيس الدولة الفرنسى بزيارة تونس" لاسيما وانه سبق وأن قام بزيارتين ممثالتين إلى كل من المملكة المغربية والجزائر. وأعربت المصادر الدبلوماسية الفرنسية عن إعقتادها بأن الدستور الجديد لتونس والذى يتم صياغته حاليا سيسفر عن نظام برلمانى مختلط يتقاسم من خلاله رئيس الدولة إدارة شئون البلاد مع رئيس الحكومة. واعتبرت ان صياغة الدستور "عملية صعبة" فى مجتمع متعدد ..مشيرة إلى انها قامت قبل ثلاثة أسابيع بزيارة إلى العاصمة تونس حيث أكدت جميع الأحزاب " المشاركة فى صياغة الدستور" رغبتها الانتهاء من تلك العملية بحلول فصل الصيف القادم. وعن الوضع الاقتصادى بتونس فى مرحلة ما بعد الثورة..ذكرت المصادر نفسها أن الوضع الاقتصادى بتونس ومصر وليبيا يعانى بعض الصعوبات بسبب المرحلة الانتقالية..مشيرة إلى أن رئيس الوزراء التونسى العريضى أكد ضرورة العمل على إستعادة الاقتصاد وتحفيز السياحة. ولفتت الي أن المشكلة الحقيقية التى يواجهها رجال الأعمال بتونس حاليا تكمن فى عدم وجود عطاءات حتى الان. وأشارت إلى أن فرنسا تدعم تونس إقتصاديا لاسيما عبر شراكة "دوفيل" حيث قدمت لها حتى الآن 125 مليون يورو، وكذلك تعتزم باريس إقامة مشروعات كبرى مشتركة مستقبلية "ولكن العطاءات لم تطرح بعد". وعن الرسالة التى توصلها باريس إلى السلطات التونسية..أكدت المصادر الفرنسية أن باريس لا تتدخل فى الشئون الداخلية لتونس أو غيرها من البلدان ولكنها تقوم بتوصيل رسائل تدور حول "القيم العالمية" التى تشمل الديمقراطية، حقوق الإنسان، ووضع المرأة، والحريات العامة. وتابعت المصادر :"نرى أن الرئيس التونسى المرزوقى لديه نوعا من البرجماتية الإسلامية.