قال رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي اللبناني وليد جنبلاط " إن الغارة الإسرائيلية على سوريا تشكل في هذه اللحظة السياسية الحساسة عنصر تعقيد إضافيًا على مجريات الأزمة السورية". وأضاف جنبلاط- في تصريح نشره اليوم موقع حزبه الالكتروني – " إن هذا الاعتداء قد يقدم ذريعة جديدة للنظام السوري لإلصاق تهمة العمالة بالمعارضة بما يتماشى مع اللغة الخشبية التي ارتكز عليها في تخوينه لخصومه" – حسب جنبلاط-. واتهم المجتمع الدولي بتخاذل غير مسبوق إزاء الأزمة السورية بحيث يتقاطع من حيث تغاضيه عن المجازر اليومية التي تقع في سوريا مع الأهداف المنهجية التي رسمها النظام السوري الذي دخل في مرحلة جديدة من تنفيذ مخطط تقسيم سوريا. وقال جنبلاط "إن الموقف الدولي المتراخي يتقاطع أيضاً مع النظام السوري من خلال تضخيم خطر المجموعات التي توصف بالتكفيرية عله بذلك يجد ذرائع مقنعة لتبرير إمتناعه عن تسليح المعارضة السورية". وتابع قائلا "إن التمسك الفارغ بمقررات جنيف الغامضة وما يحكى عن إستقالة الأخضر الابراهيمي وإمتناع المجتمع الدولي عن تسليح المعارضة السورية بما يتيح لها تعديل موازين القوى في الداخل ، بالإضافة إلى تجهيل مستخدم الأسلحة الكيميائية كل ذلك يسمح للنظام السوري بالتمادي في مخططه الواضح لتدمير المدن والأرياف لتهجير الأكثرية السورية". وقال رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي اللبناني "إن تطبيق السياسة التطهيرية المشينة تثبت في أحد أوجهها أن كل المواقف التي سبق للنظام السوري أن بنى عليها أمجاد نظرية الممانعة لم تكن سوى شعارات زائفة وغير حقيقية ذلك أن إدعاء حماية الأقليات وحماية التعددية الطائفية تتحطم اليوم من خلال التدمير المنهجي الذي تتضح معالمه يوماً بعد يوم". وأضاف "إن مشروع تحويل المشرق العربي إلى دويلات يشكل مدخلا لإسرائيل بعد أن يكون النظام السوري قد أنجز تقسيم سوريا لتهجير عرب 1948 وقسماً من عرب الضفة الغربية إلى شرق الأردن أو قطاع غزة التي تحدثت بعض الأوساط عن إمكانية توسيعها نحو صحراء النقب وهو ما يصب في نظرية يهودية دولة إسرائيل أي دولة من دون العرب في داخلها". وحذر جنبلاط الدروز في سوريا من أن الانخراط فيما يسمى الجيش الوطني واللجان الشعبية من شأنه أن يضرب عرض الحائط بالدور التاريخي الذي لعبه الدروز في استقلال سوريا وفي الثورة السورية الكبرى إلى جانب أقرانهم من الوطنيين السوريين من مختلف الطوائف والاتجاهات ويعرض الدروز ومصالحهم ووجودهم للخطر. وخلص جنبلاط إلى شجب نبش قبر الصحابي حجر بن عدي ، معتبرا أن المساس بالمحرمات والمقدسات والتراث من أية جهة يعيد إلى الأذهان ما حدث في ليبيا وأفغانستان ومالي وسواها وهدفه الأول والأخير تغذية الصراعات المذهبية والطائفية وتكريس مناخات الحقد والكراهية مما يتطلب التعاطي معه بكثير من الوعي والمسؤولية لتلافي تحقيق الأهداف المرجوة منه.