اشتبك محتجون بحرينيون مع الشرطة، اليوم السبت، قبل يوم على بدء سباق فورمولا 1، والذي تأمل المعارضة في المملكة أن يسلط الضوء على حملتهم المطالبة بالديمقراطية. وقال ناشطون حقوقيون وشهود عيان ان الشبان أغلقوا الطرق وأشعلوا النار في اطارات السيارات ورشقوا قوات الأمن بالحجارة التي أطلقت بدورها الغاز المسيل للدموع في عدة قرى حول العاصمة المنامة السبت بعد اشتباكات مماثلة الجمعة. وتقع مثل هذه المناوشات في كل ليلة تقريبا في البحرين خلال العامين الماضيين ودعت المعارضة الى مزيد من الاحتجاجات في الفترة السابقة على بدء سباق جائزة البحرين الكبرى للسيارات والذي يتهم كثيرون في المعارضة الشيعية الحكومة التي يتزعمها السنة باستخدامه في التغطية على المشاكل السياسية وانتهاكات حقوق الانسان. وتنفي الحكومة انتهاك حقوق الانسان وتقول إن أي تقارير بشان ارتكاب اخطاء من جانب قوات الامن يجري التحقيق فيها. وفند ولي عهد البحرين الامير سلمان بن حمد آل خليفة مزاعم المعارضة باستغلال الحكومة للسباق للتغطية على انتهاكات حقوق الإنسان. وقال للصحفيين في تصريحات نادرة لوسائل الإعلام البحرينية في موقع حلبة البحرين الدولية إن المملكة لم تستغل السباق قط للقول بأن كل شيء على ما يرام وان بلاده تعترف بأنها تعاني مشكلات لكن سيتم حلها عن طريق العملية السياسية الجارية الآن. وأضاف أن الحكومة تدعم المظاهرات السلمية لكنها لا ترغب في تشجيع وجود عناصر متطرفة بين المعارضة استخدمت العنف لتحقيق أهدافها. وقال سيد يوسف المحافظة من مركز البحرين لحقوق الإنسان إنه يعتقد أن احتجاجات واشتباكات اندلعت في ما يقرب من 20 قرية يوم السبت. وأضاف أن المحتجين اشتبكوا مع قوات الأمن في حوالي عشرة من هذه الاحتجاجات وأن قوات الأمن استخدمت الغاز المسيل للدموع وطلقات الخرطوش لتفريقهم. واستطرد المحافظة قائلا إن الشرطة تصدت أيضا للمحتجين في أربع قرى كانوا يحاولون تنظيم مسيرة إلى موقع دوار اللؤلؤة حيث تجمع المتظاهرون أثناء احتجاجات عام 2011 لكن جرى تدميره بعدئذ. وقال ان ثمانية محتجين أصيبوا أمس الجمعة أحدهما أصيب بطلقة خرطوش وآخر أصيب بقنبلة غاز مسيلة للدموع. وقال شاهد من رويترز إن عشرات من الشبان رشقوا الشرطة بالحجارة وأغلقوا الطرق المؤدية إلى حي السنابس غرب العاصمة المنامة. وردت الشرطة بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع. وقالت الناشطة المعارضة آلاء الشهابي إنها كانت في مظاهرة حي السنابس عندما أطلقت الشرطة قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع على المحتجين الذين قاموا برشق الشرطة بكل ما طالته أياديهم من عصي وحجارة وقمامة. وأضافت أن عددا من الأشخاص اعتقلوا لكنها لم تستطع تحديد عدد المعتقلين بالضبط. ووردت أنباء أيضا عن اندلاع اشتباكات في منطقة البديع حيث نظمت المعارضة التي يقودها الشيعة مؤتمرا حاشدا مساء الجمعة حضره آلاف المحتجين المطالبين بإصلاحات ديمقراطية. وتشهد البحرين اضطرابات منذ بدء الاحتجاجات المؤيدة للديمقراطية في فبراير شباط 2011 . وألغي سباق فورمولا 1 في ذلك العام وسط اعمال عنف. وذكر تقرير اجرته الحكومة ان 35 شخصا توفوا اثناء الاحتجاجات. وتقول المعارضة إن العدد أكبر من ذلك بكثير. وحذر وزير العدل خالد آل خليفة الأسبوع الماضي من “تسييس” السباق الذي تدفع البحرين 40 مليون دولار سنويا لاستضافته. وقالت وزيرة الاعلام البحرينية سميرة رجب ان الاشتباكات التي وقعت الليلة الماضية كانت من النوع المعتاد وان تقارير المعارضة بشأنها تسعى للتضخيم من تأثيرها. وأضافت لرويترز ان المعارضة تحاول المبالغة في وسائل الاعلام قبل سباق فورمولا 1 ويعملون بجدية شديدة لاظهار صورة سيئة عن البحرين. وتنفي حكومة البحرين أي تميز ضد الشيعة أو إساءة معاملة المحتجزين وتقول انها تلقي القبض على المشتبه بهم وفقا للقانون.