دعا الباحث المصري الدكتور أحمد فؤاد باشا إلى تأسيس اتحاد عربي لتاريخ العلوم وتحقيق التراث العلمي ونشره وحماية المخطوطات العلمية ومراجعة الخطاب العلمي العربي والإسلامي من أجل تنمية التفكير العلمي وبناء مجتمع المعرفة والمهارة. جاء ذلك خلال ندوة التراث العلمي بمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، التي نظمتها المدينة بالتعاون مع مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، وذلك ضمن فعاليات المؤتمر السعودي الدولي للثقافة العلمية 2013 المنعقد حاليا بالرياض. وافتتحت الجلسة الأولى للندوة بورقة علمية للباحث المصرى الدكتور أحمد فؤاد باشا من جامعة القاهرة بعنوان “التراث العلمي بين الأصالة والمعاصرة” أوضح من خلالها أن الماضي العربي والإسلامي لازال متواجدا ، وأن في وجوده دروساً وثروات يجب أن يستفاد منها في العصر الحاضر، مبيناً أن الجمع بين الماضي والحاضر، أو الأصالة والمعاصرة، يسهم في صنع المستقبل الذي سيتحدث فيه المسلمون مرة أخرى بكل فخر عن إنجازاتهم الحضارية في مختلف مجالات النشاط الإنساني. ودعا الدكتور باشا من خلال ورقته إلى تأسيس اتحاد عربي لتاريخ العلوم وتحقيق التراث العلمي ونشره وحماية المخطوطات العلمية، فضلاً عن مراجعة الخطاب العلمي العربي والإسلامي من أجل تنمية التفكير العلمي وبناء مجتمع المعرفة والمهارة، مشيراً إلى ضرورة إدخال مقررات مناسبة في تاريخ العلم وفلسفته لطلاب الجامعة العربية وإعداد معجم مفاهيمي كبير للمصطلحات العلمية والتقنية في التراث الإسلامي. ثم استعرض الباحث لطف الله قاري ورقة علمية عن بعض منجزات العرب والمسلمين وابتكاراتهم تحت عنوان “تراثنا العلمي والحياة المعاصرة” التي لازالت تطبق حتى يومنا هذا مثل استعمال البخار لتوليد الطاقة الميكانيكية والرسم الهندسي وتطوير النظريات الفلكية ومكافحة التلوث والنظارات الطبية وغيرها التي يرجع أصل ابتكارها إلى العرب والمسلمين، مؤكداً ضرورة تدريس تاريخ العلوم في الثانويات والجامعات للمحافظة عليه. وأوصى لطف الله قاري من خلال ورقته إلى ضرورة إنشاء المزيد من المتاحف العلمية التي تبسط العلوم وتحببها للنشء، وتشجيع القطاع الخاص على تصنيع الدمى والقصص المصورة من وحي التراث العلمي الإسلامي والعربي، فضلاً عن إنتاج المزيد من البرامج الشيقة والجذابة حول التراث العلمي العربي. وقدم كبير مستشاري العلوم والتقنية للتنمية بالأمم المتحدة الدكتور محمد مراياتي ورقة علمية بعنوان “الجديد في اكتشاف المدرسة العربية في علوم التعمية: الشفرة وكسرها” استعرض من خلالها عدداً من مدراس الفكر العلمي العربي الإسلامي، وبداية نشأة علم التعمية والمدرسة العربية، موضحاً أن العرب وضعوا أسس علوم التعمية وطوروها إلى مرحلة ناضجة بدءاُ من القرن الثاني للهجرة. وأضاف مراياتي أن العرب عالجوا اللغة العربية كمياً من النواحي الإحصائية والصوتية والصرفية والنحوية والدلالية ووضعوا عدداً من النظريات والنماذج التي تشكل مدرسة مهمة جديرة بالدراسة والتحليل، مشيراً إلى أنها أتت على نظريات في هذه المجالات أعيد اكتشافها في القرن العشرين.