قال رئيس الوزراء العراقى نورى المالكى “إن كوريا الجنوبية تمثل شريكا مهما للعراق لا سيما فى مجالات التبادل الاقتصادى والتجارى، وننظر إليها كشريك استراتيجى لنا”، معبرا عن شكره لحكومة كوريا على دعم العراق الجديد وعلى مواصلة التعاون معها فى مختلف المجالات. وأضاف المالكى – فى حوار خاص مع وكالة أنباء (يونهاب) الكورية الجنوبية فى بغداد أوردته اليوم الجمعة، بمناسبة عقد منتدى التعاون الاقتصادى بين كوريا الجنوبية والعراق فى أول أبريل – “أن الشعب العراقى يطمح لمزيد من التعاون المشترك بين البلدين على كافة الأصعدة”. وردا على سؤال حول الجهود التى بذلت من قبل الحكومة العراقية لمعالجة حالة عدم الاستقرار فى العراق، قال المالكى “إن الحكومة عملت على تشديد الإجراءات الأمنية والمراقبة إضافة إلى ضبط أمن وحماية الحدود مع دول الجوار لمنع المتسربين الإرهابيين من الدخول للعراق، كما تكثف التدريب للتعاطى والاستجابة الفورية لأى أحداث عنف أو هجمات تستهدف المواطنين والمؤسسات”. وحول موقف الحكومة العراقية من الأزمة السورية وبروز الإخوان المسلمين فى مصر، أجاب المالكى بأن موقف العراق واضح من الأزمة السورية من خلال المبادرة التى أطلقها العراق حينما كان يتولى رئاسة القمة العربية العام الماضى، حيث أطلق (مشروع العراق لإنهاء الأزمة فى سوريا) وهو مقترح لتطويق الأزمة يتألف من 17 نقطة يؤكد على الحل السلمى ورفض التسليح. وفيما يتعلق بالإخوان المسلمين فى مصر، قال المالكى “إن العراق يرحب بتغيير نظام الحكم ويدعم الديمقراطية فى كل البلاد العربية، التى شهدت أول تجربة للتحول الديمقراطى فى العراق، فبروز الإخوان المسلمين جاء من قرار الشعب المصرى الذى أدلى بصوته فى أول انتخابات ديمقراطية حرة ونزيهة ليختار من يجده الأجدر فى تمثيله وقيادته.. ونحن نحترم قرار الشعوب فى تحديد مصيرها واختيار من يمثلها لتولى الحكم”. وحول خطط الحكومة العراقية فيما يخص إعادة إعمار البلد بعد الحرب، قال المالكى “تشير الاستراتيجية الوطنية المتكاملة للطاقة إلى أن كلفة مشاريع تطوير النفط والغاز المصافى والكهرباء مع بعض الصناعات المتصلة كالبتروكيمياويات والأسمدة تبلغ 620 مليار دولار على مدى المرحلة (2012-2030) ينفق معظمها خلال السنوات العشرة القادمة، كما تشير خطة التنمية الوطنية للسنوات الخمس (2013-2017) إلى أن كلفة تطوير كافة القطاعات ستبلغ 350 مليار دولار، يذهب حوالى نصفها لقطاع الطاقة، وسيمول حوالى 80\% من إيرادات الدولة فيما يخطط لتمويل المتبقى من خلال الاستثمار. ونوه بأنه من أجل توفير هذه المبالغ، اتخذت الحكومة الحالية موقفا استراتيجيا يتمثل فى ضغط الإنفاق الاستهلاكى، أى نسبة الموازنة التشغيلية فى قانون الموازنة العامة وتوجيه الزيادات فى الموارد نحو الميزانية الاستثمارية بحيث وصلت حصتها هذا العام 40\% بعد أن كانت 22\% قبل 4 سنوات. وحول مجالات التعاون الأخرى الممكنة بين العراق وكوريا الجنوبية فى المستقبل، بما فى ذلك مجال إعادة الإعمار، قال المالكى “لدينا خطة لإعادة بناء العراق، وإيصاله إلى المكانة التى ينبغى أن يكون عليها خلال العشرة أعوام القادمة، والخطة الخمسية الأولى المعدلة (2013- 2017) والخطة الخمسية الثانية (2018 2022) مصممتان لهذا الغرض. ومن الناحية الاقتصادية، نحن نركز على قطاعات: النفط والغاز، الصناعة، الزراعة، الصحة، التعليم، الإسكان والبنى التحتية، الكهرباء، النقل، الاتصالات، والسياحة وفى جميع هذه القطاعات يمكن للشركات الكورية أن تدخل وتحظى بنسبة جيدة من المشاريع المخطط لها. ودعا الشركات الكورية إلى دخولها العراق.. قائلا “إن الشركات التى تدخل العراق الآن لديها فرص أفضل لتحقيق فوائد وأرباح أعلى” ، مشيراً إلى دخول بعض الشركات الكورية السوق العراقية فعلا ووجدته سوقا واعدا جدا، كما هو الحال مع شركتى (هانوا) و(سى تى أكس) اللتين تعملان وتستثمران فى مناطق مختلفة من العراق، فشركة (هانوا) على سبيل المثال تقوم ببناء مدينة جديدة تضم مئة ألف وحدة سكنية تقع جنوبى العاصمة بغداد (وهى الأكبر من نوعها فى العراق والشرق الأوسط) فضلا عن تقديمها للاستثمار فى معسكر الرشيد لبناء مدينة عصرية أخرى تضم 70 ألف وحدة سكنية فى بغداد .