اعترف الجندي الأمريكي المتهم بتسريب مستندات رسمية إلى موقع الوثائق السرية (ويكيليكس) بأنه سلم إلى الموقع الآلاف من تلك الوثائق، في محاولة للكشف عما وصفه بانتهاكات من جانب الجيش الأمريكي في العراق وأفغانستان. جاء ذلك لدى إقراره بالذنب في 10 اتهامات غير جسيمة تتعلق بالتسريب. وقال مانينغ أنه حاول، قبل توجهه إلى ويكيليكس، منح تلك الوثائق إلى صحيفتي “واشنطن بوست” و”نيويورك تايمز”، لكنه لم يتلق ردا منهما. وأثناء قراءته طيلة أكثر من ساعة إعلانا صاغه في السجن، أوضح المحلل السابق للاستخبارات في العراق لماذا أصبح مصدر ويكيليكس وقام بين نوفمبر 2009 مايو 2010 بتسريب وثائق عسكرية أميركية حول الحربين في العراق وأفغانستان و260 ألف وثيقة لوزارة الخارجية ما أثار عاصفة في الأوساط الدبلوماسية العالمية. وقال الجندي برادلي مانينغ (25 عاما) في جلسة استماع لما قبل المحاكمة أمام المحكمة العسكرية في مدينة “فورت ميد” بولاية ماريلاند الأمريكية إنه أراد إثارة “جدل عام” بشأن الدبلوماسية الأمريكية والسياسة العسكرية للولايات المتحدة. وقال مانينغ في البيان الذي استغرقت قراءته أكثر من ساعة: “اعتقدت أن البرقيات لن تضر بالولايات المتحدة، ولكنها ستكون محرجة”. وأضاف أن هدفه كان “إثارة جدل داخلي حول دور سياستنا الخارجية والعسكرية بشكل عام”. وأوضح الجندي أنه أراد كشف الانتهاكات الأمريكية في العراق وأفغانستان. وأقر مانينغ بالذنب في اتهامات غير جسيمة مثل تجميع معلومات سرية بشكل تراكمي ومنح تلك المعلومات إلى شخص غير مختص. وما زال مانينغ يواجه 12 اتهاما خطيرا آخرا بما في ذلك مساعدة العدو بينما لم يقر بذنبه في ذلك. وأعرب محاموه عن أملهم في أن يؤدي إقراره بالذنب في تلك الاتهامات إلى صدور حكم مخفف بالسجن عليه.