أفادت مصادر عسكرية مالية بأن رتلاً من نحو 30 مدرعة فرنسية غادر، مساء أمس الثلاثاء، العاصمة المالية باماكو بإتجاه الشمال ما أثار توقعات بإمكانية بدء هجوم بري فرنسي ضد معاقل الجماعات المسلحة في شمال البلاد. وأوضحت المصادر نفسها ل”الأناضول” أن رتلاً من المدرعات الفرنسية، وهو جزء من قوة “ليكورن” المتمركزة في أبيدجان، وصل باماكو ليل الإثنين الثلاثاء وغادرها مساء أمس حيث توجهت المدرعات إلى الطريق السريع “السادس” الذي يمكن أن يقود إلى معاقل الجماعات المسلحة في الشمال وكذلك إلى ديابالي غربا قرب الحدود الموريتانية التي سيطرت عليها جماعتا أنصار الدين والتوحيد والجهاد في المغرب العربي قبل يومين. ولم توضح المصادر نفسها هدف هذا التحرك البري الفرنسي، الأكبر من نوعه منذ بدء العملية العسكرية الفرنسية في مالي يوم الجمعة الماضي، غير أنها لم تستبعد أن يكون هدف المدرعات الفرنسية مدينة كونا، الاستراتيجية، الواقعة أسفل الشريط الشمالي، والتي أقرّ أمس وزير الدفاع الفرنسي، جان إيف لودريان، في تصريحات صحفية، أنها “لم تحرر بالكامل” بعد من أيدي الجماعات المسلحة خلافًا لما أعلنه قبل يومين. وبالتوازي مع هذا التحرك الفرنسي، عزز الجيش المالي من انتشار قواته على المحور الذي يربط بين منطقتي سيغو ونينو اللتين تقعان على بعد خمسين كيلومترًا جنوبي ديابالي، وهو ما أثار توقعات أخرى في باماكو بأن هدف التحرك البري الفرنسي هو تحرير ديابالي بالتعاون مع الجيش المالي. وفي هذا السياق، أكد أحد سكان مدينة نينو، لمراسل الأناضول، أنه شاهد أربع مدرعات فرنسية فقط تقترب من المدينة. في الوقت نفسه، واصل الطيران الحربي الفرنسي، أمس، قصف معاقل للإسلاميين شمال مالي، وهو ما أدى لمغادرة مقاتلين من أنصار الدين والتوحيد والجهاد عدة مناطق في الشمال مثل جاو وتمبكتو.