فاز حزب “جبهة التحرير الوطني”، الحاكم في الجزائر، بأغلب مقاعد الانتخابات المحلية التي جرت أمس الخميس. وجاء حزب “التجمع الوطني الديمقراطي” – شريك الحزب الحاكم في الحكومة – في المركز الثاني، فيما تلقى الإسلاميون خسارة مدوية، بحسب النتائج الرسمية شبه النهائية التي أعلنها وزير الداخلية دحو ولد قابلية مساء اليوم الجمعة. وشارك 52 حزبًا وأكثر من مائتي قائمة مستقلة في الانتخابات المحلية، التي جرت أمس الخميس، لانتخاب أعضاء 1541 مجلس بلدي و48 مجلس محافظة في انتخابات. وفي مؤتمر صحفي، قال ولد قابلية إن النتائج أظهرت حصول حزب “جبهة التحرير الوطني” على أغلبية تراوحت بين المطلقة والنسبية في 491 مجلسًا من بين 1541 مجلس بلدي جرى التنافس عليها، بينما فاز ب 685 مقعدًا من بين 2004 مقاعد جرى التنافس عليها في مجالس المحافظات. وحل حزب “التجمع الوطني الديمقراطي في المركز الثاني في هذه الانتخابات؛ حيث حصل على أغلبية تراوحت بين المطلقة والنسبية في347 مجلس بلدي، وحصل على 487 مقعدًا في مجالس المحافظات. وحقق حزب “الجبهة الشعبية الجزائرية” – الذي تأسس مؤخرًا – مفاجأة في الانتخابات؛ حيث حصل على أغلبية تراوحت بين المطلقة والنسبية في 99 مجلس بلدي، وفاز ب 103 مقاعد في مجالس المحافظات. وتلقى الإسلاميون – الذي شاركوا في هذه الانتخابات ضمن تكتل الجزائر الخضراء – خسارة كبيرة في السباق الانتخابي، بحسب أرقام الوزير؛ حيث لم تحصل أحزاب التكتل الثلاثة: وهي “حركة مجتمع السلم”، و”النهضة” و”الإصلاح” إلا على أغلبية تراوحت بين المطلقة والنسبية في 10 مجالس بلدية، وفازوا ب 76 مقعدًا في مجالس المحافظات. وتوزعت بقية المقاعد بين عشرات الأحزاب التي شاركت في هذه الانتخابات. وكان التكتل الإسلامي ندد يوم الانتخابات بتسجيل تجاوزات بالجملة شملت التصويت الجماعي لعناصر الجيش لصالح الحزب الحاكم وشريكه في الحكومة. ودافع وزير الداخلية الجزائري على تصويت أفراد الجيش في هذه الانتخابات، وقال خلال مؤتمر صحفي: “أفراد الجيش هم أبناء الشعب”، مضيفا: “أفراد الجيش هم مواطنون كسائر المواطنين ولهم الحق في التصويت لمن يشاؤون دون أن يُفرض عليهم أحد”. وانتقد ولد قابلية الأطراف السياسية التي دعت إلى منع أفراد الجيش من المشاركة في الانتخابات، وقال: “من يقف وراء هذه الدعوات جهات فشلت في هذه الانتخابات”. وكانت حركة مجتمع السلم الإسلامية “حمس” شككت، في بيان لها مساء أمس، في نسب المشاركة المعلنة من طرف وزارة الداخلية، وقالت إن “عناصر الجيش شاركت بقوة في التصويت في هذه الانتخابات في عدة بلديات عبر الوطن”. وكان وزير الداخلية أعلن أن نسبة التصويت في الانتخابات المحلية التي شهدتها الجزائر أمس الخميس، بلغت 44.26 % في انتخابات المجالس البلدية، و42.92 % في انتخابات مجالس الولايات. وجاءت نسبة المشاركة المعلن عنها من قبل المسؤول الجزائري مخالفة لكل التوقعات التي تنبأت بأن تشهد الجزائر “عزوفا غير مسبوق” في هذه الانتخابات، التي جاءت على خلفية “غضب شعبي” من نتائج الانتخابات التشريعية التي جرت في شهر مايو الماضي. وأجريت آخر انتخابات محلية في الجزائر في التاريخ نفسه من العام 2007 وفاز فيها الحزب الحاكم حاليًا “جبهة التحرير الوطني” وحل ثانيًا حزب “التجمع الوطني الديمقراطي” ثم الجبهة الوطنية الجزائرية وحركة مجتمع السلم الإسلامية. -نقلا عن وكالة الأناضول التركية.