شيعت فى موكب مهيب فى ساعة متاخرة من ليلة امس جنازة الشهيد مجند مصطفى عزمى عبدالعظيم محمود 21 سنة بمقابر اسرته بقرية بياض العرب شرق النيل والذى استشهد فى حادث انقلاب لورى شرطة بمنطقة رفح بشمال سيناء .. فوجى المشيعون بعد صلاة الجنازة بمسجد السنى (جد الشهيد) بان منزل الشهيد مقام وسط مقابر السبيل بالقرية وتقيم اسرته فى المقابر منذ اكثر من 30 عام حيث تمت مراسم الدفن على ضوء الكشافات ولمبات اجهزة المحمول الصغيرة نظرا للظلام الدامس الذى تعيش فيه المنطقة. تقدم الجنازة مندوب من القوات المسلحة النقيب محمد عودة والذى احضر الجثمان من القاهرة فى سيارة تابعة للقوات المسلحة وسلم الجثمان الى اسرته فى حضور النقيب احمد مشرف معاون مباحث مركز بنى سويف مندوبا عن مدير الامن اللواء عطية مزروع مدير الامن شارك فى تشيع الجنازة عمدة عبيد محمد عبيد وسيد حسين رئيس مجلس محلى القرية السابق وبهيج محمود عضو مجلس محلى ووفد من الحرية والعدالة ضم امين التثقيف بدر مرزوق وامين الاعلام الدكتور ناصر سعد وقبل صلاة الجنازة طلب عم الشهيد من الشقيق الاكبر محمد التحقق من جثمان الشهيد نجلهم الشهيد مصطفى وقام محمد الشهيد الاكبر برفع غطاء الكفن وتحقق من وجه شقيقه وشهدت مراسم الدفن خطبة للشيخ محمود مخلوف امام المسجد فى المقابر حيث اكد ان القوات المسلحة تحمى مصر وان جنودها هم رجال يؤدون واجبهم ويحملون ارواحهم على اكتافهم ونحسبهم عتد الله شهداء مثل شهيدنا مصطفى رحمه الله. وقدمت المصرى اليوم العزاء لاسرة الشهيد وقال محمد الشقيق الاكبر 34 سنة حاصل على دبلوم ويعمل فى مطعم فلافل بمدينة بنى سويف ان شقيقه الشهيد كان فى اجازة حتى يوم الجمعة الماصية وانه سافر الى وحدته العسكرية بمنطقة رفح بعد ان قضى معنا 10 ايام واضاف ان مصطفى هو الشقيق الاصغر بيننا حيث هناك محمود 31 سنة واحمد 27 سنة ونسرين 23 سنة ومتزوجة ولها طفلان حيث نعمل فى مطعم جدنا فتحى السنى بعد وفاة والدنا الذى كان يعمل فى مصنع نسيج بنى سويف وخرج على المعاش المبكر. وقال محمود الشقيق الاوسط للشهيد ان مصطفى اتصل يوم السبت بوالدته عبر المحمول وطلب منها الدعاء له وقال لها ارجو ان تسامحينى يا امى فقالت له (مسمحاك يابنى وقلبى تعبنى عليك )وقال ان والدتى اتصلت به وقت الحادث الا ان محموله كان خارج نطاق الخدمة وعاودت والدتى الاتصال بصديقه الذى استشهد معه الا انه لم يرد هو الاخر وبعدها فوجئنا بعمدة القرية عبيد يدخل علينا منزلنا وقال ان مصطفى تعبان شوية فردت امى عليه لا مصطفى مات انا قلبى حاسس بكده قول يا عمدة فما كان من العمدة الا ان خرج باكيا من امام والدتى فعرفنا انه استشهد وقال محمود ان اخى الشهيد كان يتبقى على انهاء خدمته فى القوات المسلحة 6 اشهر بعد ان قضى عام ونصف فى منطقة سيناء واضاف ان هناك قطعة ارض مساحتها 100 متر هى ورثنا من والدنا كنا سنقوم ببنائها بعد ان ضاقت الشقة التى نعيش فيها علينا وان الوحدة المحلية التابعة للمجلس القروى رفضوا اصدار ترخيص لنا بالبناء لمجاورتها للمقابر فى حين اننا نعيش فى المقابر منذ 30 عام.