قال وزير الخارجية التركي أحمد داود أغلو، في مقابلة تلفزيونية، أمس، أن الأزمة السورية باتت تشكل ” تهديدًا أمنيًا خطيرًا، بالنسبة لتركيا”. وبحسب وكالة أنباء الأناضول ذكر داود أوغلو، في المقابلة التي أجراها معه تلفزيون” بي بي اس”، إلى أن تركيا شعرت بخيبة أمل من موقف الأممالمتحدة، تجاه الأزمة السورية، مضيفاً أن هذه الأزمة، شكلت اختباراً لكل من الأسرة الدولية، ومجلس الأمن الدولي، معتبراً عدم اتخاذ أي قرار بحق الأزمة، فشلاً ذريعاً. وأضاف” أوغلو”:”إن السياسة التي يتبعها النظام السوري غير مقبولة البتة، وإذا استمرت على هذا المنوال، يجب وقتئذ إتخاذ تدابير فعلية ضد هذا النظام”. وتساءل ” أوغلو”، “عن معنى قصف المدن بالدبابات والطائرات والمدافع،رغم إنه في وقت الحروب، يمنع قصف المناطق المدنية، ويعتبر ذلك جريمة، في الوقت الذي تقف فيه الأممالمتحدة عاجزة حتى الآن عن اتخاذ اي قرار، ينقذ السوريين من هذا الظلم”. وأوضح ” أوغلو”، أن الأزمة السورية كلفت تركيا حتى الآن 300 مليون دولار، وهذا الرقم في تزايد مستمر، يوم بعد يوم، منوهاً إلى أن تركيا، ليست منزعجة من تلك الخسائر، التي تعرضت لها، لأنها تعتبر أن مساعدة الشعب السوري، مسؤولية أخلاقية وإنسانية، بالنسبة لها، مشدداً على أهمية التنسيق المستمر بين العناصر الفاعلة على الساحة السورية. وأشار أوغلو، “أنه يوجد تهديد كبير، نظرا لطول الحدود بين البلدين، مشيرا إلى “وجود فراغ في السلطة، في المناطق الحدودية، الأمر الذي يمكن أن تستغله بعض المنظمات الإرهابية لمصلحتها، ولخلق عدم الاستقرار مثل منظمتي “بي كا كا” ، والقاعدة”. وأضاف أوغلو، “أن تركيا تشهد حاليا، عمليات إرهابية كثيرة من قبل منظمة “بي كا كا”، التي تستفيد من هذا الفراغ في الجانب السوري”. وأشار أوغلو إلى التصريحات الصادرة عن طهران، والتي تتحدث علنا، عن دعم النظام في سوريا بشكل لا محدود. وذلك في معرض رده على سؤال حول الدعم الإيراني للنظام السوري . وأكد أوغلو،”أن تركيا لن تتدخل عسكريا في سوريا بمفردها، موضحا أن “رئيس الوزراء التركي طيب” أردوغان، قصد، في تصريح ل “واشطن بوست” مؤخرا، عدم التدخل في الأزمة السياسية السورية، لافتا إلى أن أنقرة مستعدة لاتخاذ كافة الخطوات لحماية حدودها في حال تهديد أمنها، أو تعرضها لخطر الإرهاب.