هدوء نسبي في سوق الخضروات بالإسكندرية: البطاطس ب8 جنيهات والطماطم تصل ل12    الغرامة تصل ل5 آلاف.. الجيزة تحذر من «نقل جلود الهدي» في العيد (تفاصيل)    هالبيرتون تعلن إدخال تطبيقات الذكاء الاصطناعي في عمليات التكسير الهيدروليكي بمصر    وزير الدفاع الإسرائيلي ل ماكرون: اعترافكم بدولة فلسطين مجرد ورق سيُلقى في سلة مهملات التاريخ    مصرع 11 سودانيا بينهم نساء وأطفال في حادث تصادم بصحراء ليبيا    الترتيبات الإعلامية لمباراة بيراميدز وصن داونز في نهائي دوري الأبطال    رسميا.. أليجري مديرا فنيا ل ميلان الإيطالي    ضبط 16 قضية تهريب بضائع وهجرة غير شرعية خلال يوم    تامر حسني يكشف كواليس ألبومه الجديد لينا ميعاد ويعلن موعد طرح أغنية حبيبي تقلان    تجديد الثقة في الدكتور امير التلواني مديرًا تنفيذيًا ل«هيئة الرعاية الصحية»    تحرير 146 مخالفة للمحلات غير الملتزمة بقرار الغلق    بصوت مروة ناجي.. حفل كامل العدد في حب كوكب الشرق أم كلثوم (تفاصيل وصور)    دعاء العشر الأوائل من ذي الحجة لتيسير الأمور وقضاء الحوائج.. ردده الآن    خطيب الحرم المكي يحث الحجاج على الالتزام.. ويشدد: لا حج دون تصريح    «الأعلى للجامعات»: إنشاء مكتب النزاهة العلمية بالجامعات    بن غفير: حان الوقت للتدخل في قطاع غزة بكل قوتنا    بث مباشر.. شعائر صلاة الجمعة من مسجد الشهيد بالقليوبية    ضبط 9 عناصر إجرامية بحوزتهم 33 كيلو مخدرات ب«أسوان ودمياط»    أوكرانيا تُعلن استعدادها لحضور الجولة الثانية من مفاوضات إسطنبول    كأس العالم للأندية.. ريال مدريد يعلن رسميا ضم أرنولد قادما من ليفربول    أجرت مقابلة تلفزيونية بعد يومين من الولادة.. ريا أبي راشد تتحدث عن زواجها والأمومة (فيديو)    ديو "إهدى حبة" يتصدر التريند.. ديانا حداد والدوزي يشعلان الصيف    طهران: تقرير الاستخبارات النمساوية المشكك في سلمية برنامجنا النووي كاذب    جامعة قناة السويس تواصل تمكين طلابها.. الملتقى التوظيفي السادس ب"السياحة والفنادق" يجمع كبرى المؤسسات    ليلة في حب وردة وبليغ حمدي.. «الأوبرا» تحتفي بروائع زمن الفن الجميل    أول تعليق من أسامة نبيه بعد قرعة كأس العالم للشباب    نائب وزير الصحة يتفقد عددا من المنشآت الصحية فى البحر الأحمر    الجامعات الخاصة والأهلية تفتح باب التقديم المبكر للعام الدراسي الجديد.. قائمة بالمؤسسات المعتمدة.. ووزير التعليم العالي يوجه بسرعة إعلان نتائج الامتحانات    نقابة المهندسين تبدأ فى تسفير أفواج الحجاج إلى الأراضي المقدسة    سعر الخضار والفاكهة اليوم الجمعة 30 مايو 2025 فى المنوفية.. الطماطم 12جنيه    جيش الاحتلال يعلن انضمام لواء كفير إلى الفرقة 36 للقتال في خان يونس    3 ملايين جنيه في أول يوم عرض.. «ريستارت» لتامر حسني يحقق انطلاقة قوية    رئيس التنظيم والإدارة يستعرض التجربة المصرية في تطبيق معايير الحوكمة    تكبير ودعاء وصدقة.. كيف ترفع أجرك في أيام ذي الحجة؟    إمام عاشور يحسم الجدل: باقٍ مع الأهلي ولا أفكر في الرحيل    ريا أبي راشد: أجريت مقابلة تلفزيونية مع مات ديمون بعد ولادة ابنتي بيومين فقط    ماسك يكشف عن خلاف مع إدارة ترامب    حملة للتبرع بالدم بمديرية أمن البحر الأحمر    "الشربيني": بدء إرسال رسائل نصية SMS للمتقدمين ب"سكن لكل المصريين 5" بنتيجة ترتيب الأولويات    ملاكي دخلت في موتوسيكل.. كواليس مصرع شخص وإصابة 3 آخرين بحادث تصادم بالحوامدية    غدا.. وزير الصناعة والنقل يلتقي مستثمري البحيرة لبحث التحديات الصناعية    رئيسة القومي للمرأة تلتقي الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف    القومي للبحوث يرسل قافلة طبية إلى قرية دمهوج -مركز قويسنا- محافظة المنوفية    ضبط كيان مخالف لتصنيع الشيكولاتة مجهولة المصدر بالمنوفية    المضارون من الإيجار القديم: مد العقود لأكثر من 5 سنوات ظلم للملاك واستمرار لمعاناتهم بعد 70 عامًا    مصرع وإصابة 4 أشخاص في حادث تصادم بطريق مصر السويس الصحراوي    انخفاض أسعار الذهب الفورية اليوم الجمعة    رئيس وزراء اليابان يحذر من التوتر بشأن الرسوم الجمركية الأمريكية    «عانت بشدة لمدة سنة».. سبب وفاة الفنانة سارة الغامدي    مصرع شاب و إصابة أخر في تصادم موتوسيكل بأخر في المنوفية    «تعامل بتشدد».. تعليق ناري من طاهر أبو زيد على انسحاب الأهلي من القمة    3 ساعات حذِرة .. تحذير بشأن حالة الطقس اليوم : «شغلوا الكشافات»    موعد مباراة الاتحاد والقادسية في نهائي كأس خادم الحرمين والقنوات الناقلة    "فوز إنتر ميامي وتعادل الإسماعيلي".. نتائج مباريات أمس الخميس 29 مايو    «مالوش طلبات مالية».. إبراهيم عبد الجواد يكشف اقتراب الزمالك من ضم صفقة سوبر    البرلمان يوافق نهائيًا على تعديلات قوانين الانتخابات    "الإفتاء توضح" بعد الجدل الدائر.. حكم صلاة الجمعة إذا وافقت يوم عيد؟    هل يجوز الجمع بين نية صيام العشر من ذي الحجة وأيام قضاء رمضان؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رغم الكرم الألماني في عيد الميلاد.. لاجئون يفتقدون الوطن!

تحاول عائلات ألمانية تخفيف العبء عن اللاجئين خصوصا في فترة أعياد الميلاد فيدعونهم لتناول الطعام والحديث في أجواء تتجمع فيها الأسر والأصدقاء. DW عربية زارت منزلي عائلتين في كولونيا وسجلت اللقاء بينها وبين اللاجئين.إلى مائدة مزينة بأضواء الشموع، ومزخرفة بأنواع من الحلوى الألمانية، جلست صباح الحسن مع ابنتها رنا وابنها كرم ووزوجة الابن، يتشاركون ليلة عيد الميلاد مع إيستر غولدشميت وزوجها، اللذين يساعدان الأسرة السورية في رحلتها للاندماج بالمجتمع الألماني، بعد سنتين من رحلة اللجوء "الشاقة"، التي قضتها على طريق البلقان.
في هذا اللقاء الدافئ في بيت العائلة الألمانية بوسط مدينة كولونيا الباردة في هذا الوقت من العام، ترتسم ابتسامات عريضة على وجه اللاجئة الخمسينية؛ لتزيد من التجاعيد التي رسمها العمر على وجهها. تقول صباح الحسن لDW عربية: "نحن مندمجون وسعداء بالاحتفال مع هؤلاء الناس الطيبين، الذين يساعدوننا، لكننا نشتاق إلى أهلنا في الحسكة"، وتتابع: "هناك كنا نحتفل ونلتقي الأهل والأقارب. الحسكة كانت جميلة جداً، خصوصاً في عيد الميلاد".
"على المرء أن يستمتع باللحظة التي يعيشها"
وكانت صباح الحسن قد وصلت إلى ألمانيا قبل سنتين مع ابنها كرم، المقتصد في الحديث الآن، وابنتها رنا، التي لا تتوقف عن الحديث بالألمانية مع السيدة غولدشميت؛ لتحسن من قدراتها اللغوية، كما تقول.
يقول كرم الحسن، المهندس الشاب، الذي يجلس بين أمه وزوجته، التي جاءت قبل سنة عن طريق لم الشمل: "رغم أنني سعيد أنها (إيستر غولدشميت) تحتفل معنا دائماً وتتشارك معنا اللحظات الجميلة، إلا أنني أتمنى أن أكون في هذا الوقت بين الأهل والأقارب في الحسكة".
تبدي غولدشميت، الألمانية الخمسينية، تفهمها لكلام كرم وأمه، لكنها تتحدث لDW عربية وكأنها توجه كلامها للعائلة السورية وتقول: "من الطبيعي أن يشتاق كل إنسان لعائلته وأحبابه، لكن الحزن بسبب هذا الشوق لا يفيد، فعلى المرء أن يستمتع بكل لحظة يعيشها"، وتضيف محاولةً كسر لحظات الصمت التي يختفي وراءها شوق العائلة للوطن: "كرم يتحدث الألمانية جيدا، لكنه يخجل من تحريك لسانه، بعكس أخته التي لا تكف عن الحديث"، وتبدأ بالقهقهة ليضحك الجميع وتنجح في محاولتها تلك.
تخصيص أحد أيام العيد للاجئين
تقول رنا الحسن، التي كانت معلّمة للغة الإنجليزية في سوريا: "لو لم نتعرف عليها، لكان وضعنا صعبا للغاية، فهي تخفف عنا معاناتنا، وتساعدنا في كل المجالات".
وكانت غولدشميت، المسؤولة في إحدى شركات الاتصالات، قد تطوعت لمساعدة العائلة، التي كانت تقيم في إحدى المخيمات في المدينة، وساعدتهم بإيجاد منزل، بالإضافة إلى اللقاء بهم دورياً لمساعدتهم في تسيير معاملاتهم، وتحسين لغتهم الألمانية. ومنذ ذلك الحين وهي مستمرة بذلك.
يقول أوفى غولدشميت، زوج المتطوعة الألمانية، إنها ليست المرة الأولى التي يحتفلون فيها معاً، ويضيف: "احتفلنا معاً العام الماضي أيضاً. نقوم بتقسيم أيام عيد الميلاد الثلاثة بالتساوي، يوماً لأصدقائنا هؤلاء، ويوماً لأبي وأمي، واليوم الثالث نزور فيه أبناءنا في فرانكفورت"، ويتابع: "أجد أن اللاجئين، الذين أتوا في السنتين الماضيتين يندمجون بسرعة عندما تتوافر لديهم الرغبة بالاندماج. ونحن كمتطوعين سنستمر بمساعدتهم".
التأكيد على ثقافة الترحيب
وعلى بعد بضع كيلومترات (في كولونيا) من بيت عائلة غولدشميت، توجد متطوعة ألمانية أخرى قامت بدعوة لاجئًين سوريين ليشاركوها الاحتفال بعيد الميلاد، رغم أنها لا تعرفهما.
تقول ألفيرا فيبر، التي تعمل عالمة للأحياء في جامعة بون، إنها أرادت أن تدعو لاجئين للاحتفال بعيد الميلاد كنوع من التأكيد على ثقافة الترحيب باللاجئين في المدينة، وتتابع: "من الجميل أن تتعرف على أناس من ثقافة مختلفة، وتعرف كيف يفكرون وكيف تكون حياتهم اليومية، وكيف يطبخون"، وتضيف: "تعرفت على العديد من اللاجئين من خلال مساعدتهم لدى قدومهم منذ سنتين، وأستمتع بتعريفهم بالثقافة والعادات الألمانية".
وقامت الدكتورة الثلاثينية بدعوة اللاجئين السوريين طارق السعيد وأحمد الحميد إلى العشاء، بعد أن حصلت على أرقامهما من إحدى صديقاتها المتطوعات في مبادرة لمساعدة اللاجئين في المدينة.
يعبر طارق -وهو جالس إلى الطاولة المزينة بالشموع- عن سعادته بالدعوة، ويقول: "جميل جداً أن يقوم شخص لا يعرفك بدعوتك للاحتفال، من منطلق إنساني"، ويضيف الشاب السوري، الذي يعيش في بلدة سانكت أوغوستين: "نشعر بالوحدة ونفكر بالأهل، ولذلك نبحث عن أي لقاء نفرح فيه، وأنا سعيد بأن الألمان، الذين نلتقي بهم يتقبلون ثقافتنا ويحترموننا كما نحن عليه".
"يفرحون معنا في مناسباتنا"
تشرح فيبر للاجئين السوريين ولصديقتها وصديقها الألمانيين، اللذين قامت بدعوتهما أيضاً، مكونات الأطباق التي تقدمها لهم، فهناك شوربة البورش المعروفة في روسيا، مسقط رأس والديها، وسلطة السمك السويدية، بالإضافة إلى شوربة البطاطا الألمانية، وطبق الفوندو السويسري، المعد من الجبن المذاب.
يبدي الجميع إعجابهم بالطعام، وبينما يأكلون، يتحدثون عن أغاني عيد الميلاد وعاداته في ألمانيا، ثم يتحول الحديث إلى موضوع اندماج اللاجئين في ألمانيا، وحتى مناقشة أمور سياسية ودينية.
يقول أحمد الحميد، الذي مازال أهله في مدينة إدلب السورية: "في سوريا لم أكن أحتفل بعيد الميلاد، لكن هنا أجد أنه من الجميل أن يقوم شخص لا يعرفك ومن غير دينك بفتح باب بيته لك للاحتفال معه"، ويتابع الشاب، الذي يتحدث الألمانية بشكل جيد: "نريد أن نحتفل معهم في مناسباتهم، كما يفرحون معنا، ففي عيد الفطر، يرسل لي أصدقائي الألمان مباركات العيد".
وبعد خمس ساعات متواصلة من الحديث والمناقشة، انتهى اللقاء الدافئ بوعد من فيبر بأن ترافق اللاجئَين في أحد أيام الكرنفال، الذي تشتهر به مدينة كولونيا، والذي لم يتبقى عليه سوى شهر ونصف. تقول فيبر: "عيد الميلاد بالنسبة لي ليس مناسبة دينية فحسب، بل فرصة لقضاء وقت ممتع مع الأصدقاء"، وتتابع: "من يكون في مدينتنا فهو منا، بغض النظر عن البلد الذي وُلد فيه".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.