أكد مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية، على ضرورة تركيز القوى الدولية على مخططات القاعدة وهي تدحر تنظيم داعش عسكريًا وتطرده من الأراضي التي يسيطر عليها. وأضاف المرصد في تقرير جديد له، اليوم الإثنين، أنه رغم أن النجاحات التي تحققت ضد تنظيم القاعدة واقعية ومؤثرة، وأدت إلى تراجع التنظيم، فإن الحراك الإرهابي الأوسع الذي يعززه لا يزال قويا ومستمرا، فما زالت جماعات أخرى ومنظمات منبثقة عنه تستفيد من أيديولوجياته وشبكاته التي أنشأها من قبل. وحذر المرصد في التقرير الصادر تحت عنوان "مستقبل تنظيم القاعدة في ظل الأحداث والتداعيات الحالية"، من أن تنظيم القاعدة بقيادة أيمن الظواهري ينتهج استراتيجية ماكرة ومرنة وانتهازية، حيث يحاول الاستفادة من ثغرات السياسات الدولية التي تركز على مواجهة تنظيم داعش وإجهاض تهديداته، فضلا عن الغموض الذي يكتنف مناطق الصراع الملتهبة في سوريا والعراق واليمن وليبيا – لترسيخ أقدامه في تلك المناطق وخلق قواعد قوية يمكن استخدامها لتنفيذ هجمات مستقبلية ضد الغرب وحلفائه في العالم الإسلامي. وأوضح المرصد، أن تنظيم القاعدة يلتزم باستراتيجية طويلة المدى تضمن له البقاء والاستمرارية في ظل الضغوط والانتكاسات التي يتعرض لها، مشيرا إلى أن هذه الاستراتيجية تقوم على أنه سيكون من المستحيل على تنظيم القاعدة إسقاط حكومات الشرق الأوسط وإقامة الخلافة ما دام "العدو البعيد" (المتمثل في الولاياتالمتحدة وحلفائها الأوروبيين) ينشط في المنطقة. وحذر التقرير من خطورة التركيز على تنظيم داعش فقط وتجاهل التنظيمات والجماعات المتطرفة الأخرى في المنطقة، لافتا إلى أنه في حين تستهدف الحملات الدولية تنظيم داعش، يتوارى تنظيم القاعدة عن الأنظار تمهيدا لظهوره من جديد، حيث يحاول التنظيم إعادة لم شتاته على عدة جبهات، اجتماعية وسياسية وعسكرية، وهو أمر ليس بالمفاجيء، فتنظيم القاعدة والجماعات التابعة له كالحرباء يتسم بسهولة التخفي والتكيف مع الظروف المحيطة به.