تستفيد دول صغيرة في جنوب المحيط الهادي من التنافس الجاري بين الولاياتالمتحدة والصين على تقديم المساعدات لكسب النفوذ في المنطقة. ويقول محللون إن الزيارة الاخيرة التي قامت بها وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون لجزر كوك الصغيرة أبرزت أهمية المنطقة بعد ان عدلت الولاياتالمتحدة “محور” سياستها صوب اسيا والمحيط الهادي. وجاءت زيارة كلينتون في الوقت الذي زادت فيه الصين من نفوذها ومن برامج المساعدات لترسيخ علاقتها مع دول المنطقة الصغيرة. ويصعب معرفة حجم برنامج المساعدات الصيني وإن جاء في تقرير لمعهد لوي عام 2011 وهو معهد بحثي ان المساعدات الصينية نبلغ نحو 200 مليون دولار سنويا مع الاعتماد الكبير على القروض الميسرة لتمويل الاعمال العامة. وخلال السنوات القليلة الماضية استخدمت المساعدات الصينية والقروض الميسرة في تنفيذ مشروعات في بابوا غينيا الجديدة وجزر كوك وساموا وتونجا وتونجان وفيجي التي قاطعت الدول الغربية حكومتها العسكرية بعد انقلاب عام 2006 . وخلال زيارتها لجزر كوك اعلنت كلينتون زيادة قدرها 32 مليون دولار في برامج المساعدات الامريكية للمحيط الهادي لتحتفظ الولاياتالمتحدة بذلك بالمركز الثاني كأكبر دولة مانحة في المنطقة بعد استراليا. وقالت كلينتون أيضا ان الولاياتالمتحدة يمكن ان تعمل مع الصين في منطقة المحيط الهادي مهونة من الحديث عن تنافس جديد بين القوتين في المنطقة. وتنفق الولاياتالمتحدة حوالي 300 مليون دولار سنويا على دول المحيط الهادي منها نحو 100 مليون دولار كمساعدات عسكرية مقارنة مع حوالي 1.2 مليار دولار سنويا من استراليا. وتقول الصين إنها لا تسعى إلا لمساعدة الدول الفقيرة والنائية بالمنطقة. غادرت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الثلاثاء الى بكين بعد محطة في اندونيسيا اعربت خلالها عن تفاؤلها بشان تسوية النزاعات الحدودية التي تزداد حدة في بحر الصين الجنوبي. واقلعت كلينتون ظهرا من جاكرتا متوجهة الى بكين حيث من المتوقع ان تصل مساء بعدما التقت الرئيس الاندونيسي سوسيلو بامبانغ يودهويونو والامين العام لرابطة دول جنوب شرق اسيا سورين بيتسوان. وقالت كلينتون بعد لقائها مع سورين “نريد بذل كل ما بوسعنا من اجل التقدم على طريق اندماج اسيان لان من مصلحتنا تعزيز قدرتها على مواجهة التحديات الاقليمية بطريقة فاعلة وشاملة”، في اشارة واضحة الى نقاط التوتر في بحر الصين الجنوبي حيث تتواجه بكين مع جيرانها من اجل السيطرة على جزر غنية بالموارد الطبيعية. ودعت كلينتون مساء الاثنين الى تسوية الخلافات الحدودية في هذا الممر البحري الاستراتيجي حيث تدور خلافات بين الصين وفيتنام والفيليبين وكذلك بروناي وماليزيا وتايوان. وقالت كلينتون خلال مؤتمر صحافي مساء الاثنين مع نظيرها الاندونيسي مارتي ناتاليغاوا في جاكرتا “نحن نعتقد بان على دول المنطقة العمل معا والتعاون من اجل حل الخلافات دون اللجوء الى استخدام القوة او الترهيب وبدون تهديدات وبالتاكيد بدون اي استخدام للقوة”. وحضت الصين والدول العشر الاعضاء في رابطة اسيان على احراز “تقدم ملموس” في اتجاه التوصل الى “مدونة سلوك” في بحر الصين الجنوبي تحاول الرابطة الاقليمية منذ اعوام دفع بكين الى الموافقة عليها. ولطالما رفضت الصين مثل هذه المدونة مفضلة تسوية الخلافات عبر مفاوضات ثنائية. وقالت كلينتون “اعتقد ان بوسعنا احراز تقدم قبل قمة شرق اسيا” المقرر عقدها في كمبوديا في تشرين الثاني/نوفمبر. وتسبب مطالب الصين بالسيادة على اراض انقسامات حادة منعت للمرة الاولى منذ 45 عاما تبني بيان مشترك في ختام قمة رابطة جنوب شرق آسيا في تموز/يوليو في كمبوديا. وتجنبت كلينتون توجيه انتقادات مباشرة الى الصين التي تتهم في غالب الاحيان بتصعيد التوتر ولا سيما عبر قرارها الاخير اقامة حامية عسكرية على احدى الجزر المتنازع عليها. وحذرت كلينتون مساء الاثنين من ان “الولاياتالمتحدة تعتقد بوضوح انه يجب على اي طرف يريد الدفع قدما بمطالب تتعلق باراض الامتناع عن اتخاذ اجراءات يمكن ان تزيد التوتر وعن القيام باي خطوة يمكن ان تعتبر ترهيبا”. رويترز ، أ ف ب