توجهت قافلة دعوية من الرابطة العالمية لخريجي الأزهر الشريف، بالتنسيق مع مجمع البحوث الإسلامية إلى مدينة سانت كاترين تهدف القافلة إلى نشر وسطية الأزهر الشريف ومنهجيته التي تنبذ العنف والتطرف. تأتي القافلة في إطار نشاط الرابطة العالمية لخريجي الأزهر برئاسة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف لدعم جهود الأزهر في تجديد الخطاب الديني. وبناءً على طلب أعضاء القافلة عقدت مدينة سانت كاترين مؤتمرها الجماهيري الأول تحت عنوان "القيم المُشتركة بين الأديان" بحضور المهندس السيد عبد الصادق رئيس المدينة، والشيخ صلاح الدستاوي إمام وخطيب مسجد الوادي المُقدس بالمدينة، وشارك من الأزهر الشريف أعضاء القافلة كل من الدكتور محمد عبد العزيز علي عضو إدارة الدعوة بمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، الشيخ فتحي السيد محمود واعظ أول بمنطقة وعظ القاهرة. تضمنت فعاليات المؤتمر كلمة المهندس رئيس مدينة سانت كاترين؛ الذي أكد على أهمية تجديد الخطاب الديني، والاعتماد على المصادر الرسمية والأصلية للحصول على المعلومات في ديننا الإسلامي الحنيف، والأزهر هو المرجعية الإسلامية الوحيدة للمسلمين ،أضاف الشيخ عبد المنصف إبراهيم مدير إدارة التوجيه بمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف عضو القافلة؛ أن الدين الإسلامي هو دين التسامح والعفو، ودين احترام الآخر هو الدين الذي أمرنا الله به، هو الدين الذي جعلنا جميعًا نؤمن بجميع الأنبياء والمرسلين ،مشيراً إلى أن سماحة الإسلام تتماشي مع الآخر وتتمثل في العديد من الأمور، ابتداءً من بيانها بأن الله خلقنا من نفس واحدة؛ وسماحة الإسلام ترجع أصل الخليقة لنفس واحدة. قال إن الإسلام يأمر بالتعايش مع الآخر , وهذا يدل على التعايش السلمي في كل الأمور وعلى التكاتف والتوحد في وطن واحد. أوضح الشيخ عبد المنصف أن الإسلام يبين أن كل الخلق متساوين، فمن عاش معك على أرض له حقوق وعليه واجبات؛ وأمر الإسلام بمعاملة الآخر بسلم وسلام، وأمن وأمان؛ فالإسلام لا يفرق بين الأنفس لأي اعتبار كان. وأشار الراهب المطران أرمانيوس وكيل دير سانت كاترين إلى أن الديانات خاصة بالله فكل إنسان مدعو إلى عبادة الله كيفما يراها، إلا أن الحساب متروك لله في الآخرة لا للبشر في الحياة الدنيا،مؤكدا أن دير سانت كاترين على مر التاريخ كان مثالا للتعايش السلمي والتآخي مع المسلمين بسيناء ،حيث يحتفظ الدير بالعهدة العمرية التي تحفظ للرهبان في الدير، والتي تمثل وتعبر عن خط عمل الإسلام على مر العصور. وقال :فخر كبير لمصر تواجد الأزهر الشريف فيها، فالمسيحيون مطمئنون بوجود الأزهر كمرجعية أولى للإسلام في العالم الإسلامي، حيث يحمل الفكر المستنير، ويطبق الإسلام الصحيح بوسطيته واعتداله ضد الجهات والجماعات التي تشوه حقيقة دين الإسلام؛ فالجهاد الحقيقي هو جهاد النفس، لا حمل السلاح وقتل الأنفس دون وجه حق.