بالتأكيد الاهتمام برفع درجات الوعي للشعب المصرى مهمة كبيرة تضعها كل مؤسسات الدولة بعين الاعتبار نظرًا لطبيعة المرحلة التى تشهد يوميًا المزيد من التحديات المبتكرة والمنتشرة على اتساع الأرض وتستهدف الدول والعواصم والمناطق الهشة، ولذا فإن درجات الوعى المرتفعة ضرورة فى الوقت الراهن وحتى على المدى البعيد باعتبارها صمام أمان لحماية الوطن ومقدراته، ورغم ذلك أعتقد أن جينات الشعب المصرى تستوعب بطبيعتها وبالفطرة كل ما يدور حولها من أحداث من خلال المقارنة بين ما يحدث على أرض الواقع وبين ما يحاك وفجأة يخرج من الغرف المغلقة، وكما يقال فى الأمثال (دس السم فى العسل)، ونرى ونشاهد على وسائل التواصل الاجتماعى ما يفيد ويؤكد هذه الرؤية من قضايا عديدة مطروحة للنقاش وكذلك وعي الإعلام فى اختيار الكلمة وما يكمن خلفها وهو ما لفت إليه الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال احتفالية الندوة التثقيفية للقوات المسلحة، قائلاً إن الكلمة إذا لم تكن مناسبة ومنضبطة يمكن أن تشعل حربًا وقال أيضا إن الوضع خلال فترة حرب غزة كان صعبا وكنا نحاول قدر الإمكان إيقاف الحرب والسيطرة على الوضع، متابعًا: "فى وسط هذا الكلمة كانت مهمة.. وتأثيرها خطير.. الكلمة تبقى نور تدخل الإنسان الجنة.. أو تدخله النار"، وأعتقد أن هذه الرؤية حقيقية لأسباب واضحة أن أجندات مختلفة كانت تتبنى كلمات جافة تدفع لانخراط كل دول المنطقة فى الحرب ولكن مصر انحازت بحكمة قائدها المعهودة للسلام وتوسعت فى أهميته ونشر ثقافته باعتباره أقوى وأنفع للشعوب وتجنيبهم ويلات الحروب وسفك الدماء حيث يرى الرئيس السيسي أن ساعة الحرب الواحدة تكون من بين نتائجها استنزاف لمقدرات الشعوب واقتصادياتها وأن السلام عنصر أساسى للبناء والأمن والاستقرار للجميع وبالفعل عكست مشاهد الاحتفالية للندوة التثقيفية المعنى الذى تريد مصر الحفاظ عليه، إن قوة السلام أفضل من الحرب وهو ما يحدث بالفعل ونحن نعيش مراحل لدول من حولنا فلم تعد سوريا إلى ما كانت عليه وظل شعبها فى الشتات على الرغم من الإعلان عن تحرير سوريا من نظام الأسد كما يتردد ولم نشهد أى عودة للشعب السورى إلى بلاده وعلى سبيل المثال المقيمين فى مصر منذ 14 عامًا مازالوا يتمسكون بالبقاء فى مصر ويتقاسمون مع شعبها لقمة العيش لدرجة أن البعض ضاق ذرعا بهذه الظاهرة وهى استضافة مصر لنحو عشرة ملايين من عدة دول كضيوف ويسأل الشعب المصرى هل هناك ضيافة تستمر لكل هذه السنوات ولماذا لم يعودوا إلى أوطانهم ولمجرد مطالبة البعض برحيل هذه المجموعات ارتفعت أصوات أبناء الجالية السورية ضد أبناء البلد الذى استضافهم لسنوات متهمين المصريين بأنهم أكبر مستفيد من وجودهم، وهنا ارتفعت أصوات ترد عليهم "لا لا نريد لكم البقاء فى مصر اذهبوا إلى دولكم واعطوا لها ما لديكم".