ذكرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، اليوم الأحد، أن الهجمات الإرهابية التي نُفذت الجمعة في فرنساوالكويتوتونس، والتي لا تبدو منسقة، تعمق المخاوف بشأن قدرة تنظيم "داعش" الإرهابي على تنفيذ هجمات على مستوى العالم. وقالت الصحيفة، إن هجمات الجمعة وفقا لرؤية خبراء مكافحة الإرهاب، جزء من نهج صاعد يستلهم فكر ما يطلق عليها "الدولة الإسلامية" إن لم يكن منسوبا لها بشكل مباشر. وقال مسؤولو مكافحة الإرهاب في أمريكا، إن نشوب العنف بشكل متزامن في 3 قارات، من المرجح أن يزيد من القلق حيال اتساع رقعة نفوذ تنظيم "داعش" الإرهابي. وأضافت الصحيفة أن التنظيم مازال يركز بشكل أساسى على طموحاته الإقليمية فى العراقوسوريا، حيث يواصل إحكام قبضته على أراض واسعة على الرغم من الانتكاسات الحديثة، ويقول المسؤولون الأمريكيون إن التنظيم أقل سعيا إلى إطلاق عمليات إرهابية فى الخارج مقارنة بالقاعدة والأذرع التابعة لها، لكن "داعش" حسب الصحيفة يمكن رؤيته على نحو متزايد فى وسط الحركة الآخذة فى التوسع. وقال بروس هوفمان، الخبير فى الإرهاب فى جامعة جورج تاون: "أصبح الفكر أكثر انتشارا من الناحية الجغرافية، فى بعض الأحيان تجعل الطبيعة غير المنظمة لهذه الشبكة، الأمر أكثر صعوبة، لاحتوائها مقارنة بالقاعدة التى مارست نفوذا يشبه نفوذ الشركات الأم، على فروعها الإقليمية والمخططات الإرهابية". وقال مسؤولون أمريكيون، إنه مازال من المبكر للغاية تحديد ما إذا كانت الهجمات نسقها تنظيم "داعش" الإرهابى أم لا، وأضاف مسؤول أمريكى:"فى الوقت الذى نعمل فيه لتحديد ما إذا كانت الهجمات منسقة أو موجهة من قبل داعش، فهذه الهجمات تحمل بصمات الأيدولوجية العنيفة للتنظيم". وأكدت الصحيفة أن المشتبه به فى هجوم فرنسا، أبلغ السلطات بصلته بداعش، وأعلن التنظيم المسؤولية عن هجوم تونس الذى قتل فيه 39 شخصا على الأقل، وبالنسبة للهجوم الذى نُفذ فى الكويت على مسجد للشيعة، فسرعان ما خرج "داعش" ليعلن المسؤولية عنه. وأشارت "واشنطن بوست" إلى أن أهداف هجمات يوم الجمعة، تعكس النطاق الواسع لأهداف تنظيم "داعش"، فتونس ذات أهمية خاصة بالنسبة للتنظيم، ويرجع ذلك جزئيا إلى الخطوات التى أحرزتها الدولة على صعيد الإصلاحات الديمقراطية، والتى تعد أكبر من أى دولة أخرى فى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا منذ الربيع العربى، كما أن هناك أكثر من 3 آلاف مواطن تونسى سافروا إلى سوريا للقتال فى الحرب الأهلية هناك، وكثير منهم أصبحوا قيادات فى التنظيم. ونقلت الصحيفة عن بول بيلر، النائب السابق لمدير مركز مكافحة الإرهاب فى وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، قوله إن الإصلاحات الديمقراطية التونسية تحمل أخبارا سيئة للمتطرفين، وليس مستغربا أن تكون تونس فى مركز الاهتمام. وقالت الصحيفة إن مسلحى "داعش" احتفلوا بالهجمات على مواقع التواصل الاجتماعى يوم الجمعة، وقال أحدهم:"المسيحيون يحتفلون بإجازات الصيف فى تونس.. لا يمكننا قبولكم فى أراضينا بينما تواصل طائراتكم قتل إخواننا المسلمين".