أفادت شبكة روسيا اليوم أن القضاة الفرنسيون الذين يجرون تحقيقًا حول سبب وفاة الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات عام 2004 أنهوا عملهم، وأحالوا القضية للنيابة. وأعلنت نيابة " نانتير " قرب باريس ، اليوم الأربعاء ، أن " قضاة التحقيق ختموا عملهم وتمت في 30 أبريل إحالة الملف إلى النيابة " لاتخاذ الإجراءات المناسبة خلال ثلاثة أشهر . وكان ثلاثة قضاة من نانتير قد كلفوا في أغسطس عام 2012 ، بإجراء تحقيق قضائي لكشف ما إذا كان عرفات تعرض "للاغتيال" بناءاً على شكوى تقدمت بها أرملته سهى عرفات ، إثر العثور على مادة البولونيوم على أغراضه الشخصية . وفي نوفمبر من نفس العام ، فتح قبر عرفات في رام الله ، وأخذت من جثمانه نحو 60 عينة أعطيت لثلاثة فرق من الخبراء الفرنسيين والروس ، الذين استبعدوا فرضية التسمم ، والسويسريين الذين اعتبروها " الأكثر انسجاماً " مع نتائجهم . وكانت المدعية العامة الفرنسية " كاثرين دينيس " أعلنت يوم 16 مارس الماضي ، أن الخبراء المكلفين بالتحقيق في وفاة الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات يستبعدون مرة أخرى فرضية موته مسموماً . وأكدت المدعية العامة ، أن الخبراء الفرنسيين دحضوا فرضية تناول الرئيس ياسر عرفات كمية كبيرة من مادة البولونيوم 210 في الأيام التي سبقت ظهور الأعراض عليه ، استناداً إلى نتائج التحاليل الجديدة . من جهته نقل عضو اللجنة المركزية لحركة فتح نبيل شعث ، في حينه عن الأطباء الفرنسيين الذين أشرفوا على علاج الرئيس الراحل ياسر عرفات تأكيدهم مقتله بسم مجهول . وقال شعث، "لا شك لدي بأن إسرائيل مسؤوله عن قتله ، في المناقشة مع الأطباء الفرنسيين في مستشفى بيرسي أكدوا أنه لم يمت بالبكتيريا ولا فيروس ولا سرطان ، إنما بمادة خارجية غريبة لم يستطيعوا التعرف عليها ، قالوا إنه قتل بسمّ لا يعرفون عنه شيئا ، فهو لا يتطابق مع عينات السموم التي عندهم". وأضاف، "كيف يمكن لإسرائيل أن تتهرب من قتله ، عندما كان سجينًا لديهم لمدة ثلاث سنوات فلا يدخل له طعام ولا شراب ولا دواء إلا من خلالهم ، وبالتالي ليس من الصعب تصوّر مسؤوليتهم عن وفاته ، فهم لم يتيحوا له أية فرصة حقيقية بإنهاء حصارهم له". من جهته قال رئيس لجنة التحقيق الوطنية المكلفة بالتحقيق في ظروف موت عرفات اللواء توفيق الطيراوي ، إن " اللجنة مصممه على الكشف عن قتلة عرفات " ، مؤكداً أن " لديها قناعات كاملة بأنه توفي اغتيالاً "، ومشيراً إلى أن " لجنة التحقيق لن تعقد أي مؤتمرات صحافية قادمة سوى عندما تتوصل إلى نتائج حاسمة بشأن المتورطين في اغتيال الرئيس الراحل " كما دعا ناصر القدوة ابن شقيقة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات ، وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح إلى نقل ملف التحقيق في وفاة عرفات إلى الجمعية العامة للأمم للأمم المتحدة، معلنًا، "لسنا بحاجة إلى مزيد من الدلائل.. نحن بحاجة إلى موقف سياسي واضح يدين الجريمة ويطالب بمحاكمة الجناة". وظهرت على عرفات أعراض غثيان يصحبه قيء وآلام بطن ، وبدأت حالته تتدهور ، ولم ينجح في إيقافها أطباء مصريون وتونسيون ، مما إستدعى نقله يوم 29 أكتوبر إلى مستشفى بيرسي العسكري في باريس . الإ أن الأطباء الفرنسيين أخفقوا هم أيضًا في تشخيص حالته، فدخل في غيبوبة ما لبث أن توفي بعدها يوم 11 نوفمبر من العام نفسه عن 75 عامًا. وأثار الاشتباه لدى الجانب الفلسطيني بأن عرفات قد يكون توفي مسمومًا لعدم خضوع جثمانه للتشريح ولم يتحدد سبب الوفاة، وعدم الكشف عن سجله الطبي.