الشرطة التركية_أرشيفية لقي المدير السابق لجهاز المخابرات والاستطلاع البحري في القوات المسلحة التركية الكولونيل ايسر شاهان، مصرعه في ظروف غامضة في رومانيا. وكان الكولونيل شاهان (66 عاما) قبل تقاعده من الخدمة قليل الظهور ويحب الحياة بعيدا عن الأضواء كضابط للمخابرات وكان له دور بارز فى عمليات الاستطلاع البحري خلال فترة التسعينيات من القرن الماضي في منظومة المخابرات التركية الوطنية آنذاك. ويقول خبراء أتراك أن أصابع التطرف الإسلامي الحالي في تركيا متمثلة في نظام أردوغان قد لا تكون بعيدة عن واقعة اغتيال ضابط المخابرات التركي في رومانيا للانتقام منه وهو الرجل الذي عارض بشدة سياسات نجم الدين اربكان – زعيم حزب الرفاه الإسلامى، وأدى ذلك إلى إقالته من منصبه في الثامن والعشرين من فبراير1997، في إطار مواجهة بين الجيش المتمسك بمدنية الدولة فى تركيا ومحاولات الأحزاب الإسلامية تفكيك الجيش التركي آنذاك، في محاولة لإحياء خلافة عثمانية جديدة في تركيا. وأضافوا إن نظام اربكان اتهم الكولونيل شاهان بتدبير انقلاب ضد اربكان لكن الغلبة كانت للجيش التركي الذي استطاع إنهاء حكم اربكان بحكم قضائي دستوري بحل حزب الرفاه الإسلامى واستمرار شاهان في عمله كمدير للمخابرات البحرية التركية. وفي العام 2002 تولى رجب طيب اردوغان رئاسة الوزراء في تركيا بدعم من قوى الإسلام السياسي وتجمع حزب الفضيلة – وهو الاسم الجديد لحزب الرفاه الإسلامي لنجم الدين اربكان الذي حلته المحاكمة الدستورية التركية – ليصبح اردوجان نسخة معدلة من سلفه نجم الدين اربكان يعمل على إعادة إحياء المشروع الاربكاني. وبذلك يبدأ أردوغان – إسنادا إلى ترجيحات صحفية تركية – في ملاحقة أعداء اربكان السابقين من قيادات محاولة ما يسميه اردوغان بانقلاب 1997 ومن بينهم الجنرال شاهان الذي أقيل من منصبه، لكنه استطاع الفرار إلى رومانيا قبل أن يعتقله رجال أردوغان. ومثلما كانت حياته غامضة، كانت نهايته غامضه، إذ عثر على جثته مدرجة بالدماء فى أحد شوارع بوخاريست عاصمة رومانيا جراء طلقات نارية أطلقت عليه، وذكرت تقارير إخبارية تركية أنه مات منتحرا بالرصاص.