هو ليس شخصا بعينه بقدر ما هى حالة ولدت فى مصر مع الاتحاد الاشتراكى وترعرعت فى رحاب الحزب الوطنى وورثته من الإخوان.. أدوات عبده مشتاق باتت تلتصق بالشخص الذى ينافق آناء الليل وأطراف النهار.. وصولاً للأضواء والسلطة والمال.. دونما مؤهلات ترفعه إلى مقام أصحاب الجاه. ترى عبده مشتاق فى الصحافة والسياسة وحتى الحكومة.. فكثير من الصحفيين والسياسيين تقلب بين أحضان الحزب الوطنى ثم الإخوان.. ومن سمات عبده مشتاق أن يكون متطرفاً فى النفاق وانتقاد خصوم السلطة لجذب أنظار الحكام. لكن هل نجح عبده مشتاق بفهلوته ونفاقه فى الوصول إلى هدفه؟.. قبل أن تصل إلى إجابة عليك أن تتأمل وجوه ومواقف كثيرين الآن منهم من يواصل.. ومنهم من ينتقد. عند تشكيل الحكومات فى بلادنا يتم الاعتماد على العلاقات الشخصية للمكلف بالتشكيل إذا كان مستقلاً لا ينتمى لحزب.. والعلاقات الشخصية ل"عبده مشتاق" ذاته.. وإذا تلاقت العلاقات فيكون عبده مشتاق فى السلطة. هل يكتفى عبده مشتاق بمقعد الوزارة ويستغل الفرصة ليعمل ويغير من خططه وأهدافه؟ الإجابة المباشرة هى يظل المشتاق مشتاقاً حتى وهو على كرسى الوزارة.. ليس طمعاً فى منصب أعلى لا سمح الله.. لكن طلبا لرضا أصحاب المناصب الأعلى.. باستخدام نفس الأدوات وأولاها وأهمها الإعلام.. يستغل الوزير المشتاق للرضا الفساد الذى ضرب وسائل الإعلام والصحافة فى مصر ليروج لمشروعات "غير مدروسة" ستحل أزماتنا في ليلة وضحاها.. ويستخدم موهبة الفهلوة للفت انتباه الجميع إلى قدراته العلمية والابتكارية، حتى تتعلق به آذان السلطة والشعب . عبده مشتاق يستطيع ممارسة الفهلوة على طريقة الإخوان والوطنى وقد ينجح لبعض الوقت لكنه لن يستمر مع الدولة الجديدة.. عبده مشتاق آخر فى الوزارة ربما لم ينكشف أمره بعد.. يروج بين الناس ويهمس فى آذان الصحفيين الكتبة.. أنه يتعامل مع الرئاسة مباشرة.. وأن رئيس الوزارة يخشاه.. وهذا المشتاق ربما هو الوحيد الذى طور أدواته.. لكنه لا يدرى أن أستار النفاق قد سقطت عنه.. عبده مشتاق آخر كان من المقربين لشلة المجموعة الاقتصادية فى أيام نظيف.. بل كان من المنظرين لهم.. حتى أنهم منحوه منصبا هاما.. لكن علاقته فى التيار المدنى كانت أقوى.. وشارك فى حكومة ثورة يونيو التى تم تشكيلها على عجل ربما بسبب خلفياته الاقتصادية وعلاقاته القوية بالتيار المدنى.. الرجل شارك فى حكومة تحملت الكثير من الانتقادات لكنها كانت من أشجع الحكومات التى أصدرت قرارها باعتبار الإخوان تنظيماً إرهابياً.. وهى الحكومة التى أصدرت قرارات فض بؤر الإجرام فى رابعة والنهضة.. بالفعل هى حكومة رغم البطء فقد أنجزت سياسياً. عبده مشتاق وجد غضبة أوربية وأمريكية على مصر بسبب سقوط نظام الإخوان ومشروع القرن بالنسبة لهم فى المنطقة.. فراح يسرب للصحافة ويُسر للمقربين أنه غير راض عن الأوضاع فى مصر وأنه فى طريقه إلى الاستقالة.. وفى الاجتماع الأسبوعى لمجلس الوزراء ننتظر الاستقالة فلا تخرج من فمه كلمة غضب.. أو ورقة الاستقالة ومن لا يصدق فعليه بمحاضر مجلس الوزراء . ولكن هل يستقيل عبده مشتاق؟ الإجابة قطعاً لا.. ربما يلوح بها سرا أو يدفع مريديه للترويج لها دونما أي فعل على أرض الحكومة. الجحيم هى الحكومات التى لا نحمل حقائب فيها.. عبده مشتاق قبل أيام تمت دعوته إلى إحدى المؤسسات الغربية بالقاهرة.. وراح يتحدث عن إفراط الرئيس فى إصدار القوانين.. وعدم قدرة الحكومة-رغم شعبيتها- هذا وصفه، على تجاوز الأزمة الاقتصادية أو جذب المستثمرين.. انتقادات أراها من حقه لو لو يكن قبل أشهر مسئولاً مهما في الحكومة السابقة.. الرجل يستطيع ولديه من العلاقات فى الحكومة بل ولدى الدول الغربية إلى تقديم اقتراحاته تساعد في النهوض بالاقتصاد ، لكنه يظل ينتقد والتجربتان السابقتان له فى السلطة تؤكدان قدرته على التنظير فقط . عبده مشتاق المعارض، هو ينتقد طول الخط انتظارا لمكالمة من الرئيس أو رئيس الحكومة تستغيث بقدراته الفذة.. ولكن نصيحتى ل"عبده مشتاق" سواء كان عضوا بالحكومة أو المعارضة أنه حتى تكتيكات النفاق للسلطة أو للغرب قد تغيرت ولم تعد تجدى.. عزيزى عبده مشتاق فى الحكومة أو خارجها.. نسألك الرحيل فلن تنجح هذه المرة.