نشرت مدونة "بصاره" عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعى "فيسبوك"، تقريرًا عن "سبيل وكتاب يوسف بك" بشارع مراسينا بالسيدة زينب، ذلك المعلم الأثرى بشوارع السيدة زينب، والذى تجاهلته الجهات المعنية وتركته للزمن يفعل به ما يشاء. "كتاب يسوف بك" أنشأه أمير اللواء الشريف يوسف بك سنة 1634 (1044ه) يعلوه كتاب والحق به زاوية للصلاة وحوضا لسقى الدواب، والسبيل ذو شباك واحد لتسبيل ماء الشرب. قال علي مبارك في الخطط التوفيقية أن سبيل وقف يوسف بك قائم في شارع مراسينا وهو عامر تحت نظر ابراهيم أفندى جركس. وقد اندثرت زاوية الصلاة وحوض سقى الدواب ولم يعد لهما وجود، كما اندثر الكتاب الذي كان يعلو السبيل وما زالت بقايا موجودة في الواجهة الشمالية الغربية، والسبيل عموما حالته متداعية. وقد جرت عادة فاعلوا الخير منذ العصر المملوكي على انشاء أحواض لسقى الدواب بعضها الحق بالأسبلة وكان الحوض يتكون من ايوان مستطيل محاط بجدران من ثلاث حهات أما الجهة الرابعة فكانت مفتوحة بعقدين يرتكزان على عمود في الوسط، وبصدر الايوان دخلات ضحلة متوجه بعقود ويتقدم الدخلات أحواض مستطيلة من الرخام كانت تزود بالماء بواسطة أنابيب مدفونة (قصبات مغيبة) تنقل الماء من الآبار أو من النيل بواسطة سواقي. وكانت الأحواض تسقف بأسقف من الخشب أو بواسطة قباب ضحلة، وفي حالة الحاقها بالاسبلة كانت تفصل بسياج من الخشب ويخصص للدواب مدخل بعيد عن السبيل. حجرة التسبيل مستطيلة يوجد بجدارها الشمالي الشرقي المطل على شارع عبدالمجيد اللبان "مارسينا" دخلة متسعة مستخدمة الشباك الوحيد لتسبيل الماء. يقابل دخلة شباك التسبيل دخلة أخرى مستطيلة تمتد الى أعلى حتى تصل الى أسفل الازار الخشبي الموجود تحت السقف وكانت مخصصة للشذروان،وعلى جانبي هذه الدخلة دخلتان جانبيتان يعلو كل منهما شباك مستطيل يفتح على الملاحق الخلفية للسبيل. وبحجرة التسبيل أيضا عدد من الدخلات يعلو كل منها عتب مزرر ويعلوها عقود مدببة ومسطحة. وجود هذه الدخلات المعقودة يعد محاولة جيدة من المعماري لتجميل حجرة التسبيل وإضفاء شكل زخرفي عليها وذلك لكسر الجمود الذي كان يميز جدران حجرات التسبيل في أغلب الأسبلة القاهرية العثمانية المبكرة. يوجد مدخل السبيل في الطرف الشمالي للواجهة الشمالية الشرقية، وهو مدخل راجع قليلا الى الخلف يؤدى الى طرقه تساقط سقفها، وارتداد المدخل الى الخلف أدى الى بروز واجهة حجرة التسبيل مما أتاح للمعماري عمل دخلتين مستطيلتين في الجدارين الجانبيين يفتحان على الشارع بغرض دخول ضوء النهار والهواء الى الحجرة. فتحة تزويد الصهريج بالماء (البيارة) توجد على يمين شباك التسبيل بالواجهة الشمالية الشرقية للسبيل. سقف حجرة التسبيل تداعت بعض أجزائه من ناحية شباك التسبيل، وتحت السقف إزار من الخشب عليه نص كتابي تأسيسي يتضمن آيات قرآنية من سورة الانسان واسم المنشىء والدعاء له وتاريخ الانشاء، بالرغم من تردى حالة السقف يمكن قراءة النص التأسيسي على النحو الآتى "بسم الله الرحمن الرحيم إن الابرار يشربون من كأس كان مزاجها كافورا، عينا يشرب بها عباد الله يفجرونها تفجيرا، يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا، ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا، إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا، صدق الله العظيم. أنشأ هذا المكان المبارك الجناب الكريم العالي أمير اللوا ء الشريف يوسف بك أعزه الله تعالى بتاريخ اوائل شهر شعبان من شهور سنة أربعة وأربعين بعد الألف من الهجرة" 3. السبيل قائم حاليا بشارع عبد المجيد اللبان المتفرع من ميدان السيدة زينب وكان الشارع يُعرف باسم شارع مراسينا. وناشدت المدونة الجهات المعنية، بسرعة التحريك لانقاذ ذلك المعلم الأثرى، فقد نشبت به بعض الحرائق المحدوده قبيل ثورة يناير،وحديثا تم بناء عمار تكاد تكون مرتكزة فى الأثر بنا يخالف كل القوانين و تهدد سلامة الأثر أو بالأصح ما تبقى منه.