زورق كومار وهو يطلق صاروخ ستيكس إعداد : أحمد عبد الحميد منذ أيام حلت علينا ذكرى إغراق المدمرة الإسرائيلية إيلات فى 21 أكتوبر 1967 بعد أربع أشهر فقط من النكسة، وقد أصبح هذه اليوم فخرًا للبحرية المصرية، وكان لهذا الحادث أصداء قوية فى قلب إسرائيل، فلم تكن تملك سوي مدمرتين هما "إيلات" و"يافو" ، وبقية القطع البحرية كانت أصغر حجمًا، وبعد تلك الواقعة أجرت إسرائيل تغييرًا جذريًا فى منظومتها البحرية، وشرعت تبنى أسطولًا جديدًا أسرع وأصغر حجمًا على مدار سنوات بمساعدة فرنسا. زورق الصواريخ "كومار" اعتمدت البحرية المصرية فى تسليحها على الاتحاد السوفييتى فى تلك الفترة، زورق الصواريخ "كومار" ومعنى اسمه "البعوضة"، هو أول زورق صواريخ سوفييتى من نوعه، تم إنتاجه فى الخمسينات والستينات من القرن الماضى، وكان أيضا أول زورق يغرق سفينة حربية عام 1967. التصميم الأول كان عقب الحرب العالمية الأولى، وكان مسلحًا بقذائف طوربيد من عيار 533 ملم، وقد استخدمته البحرية السوفييتة بأنواع وطرز مختلفة حيث تم تزويده برادار وقنابل الأعماق، إلى أن تم إنتاج أول صاروخ "سطح – سطح" من طراز ستيكس، ومن هنا زادت القوة النيرانية ل"كومار" بسبب هذه الطفرة النوعية فى التسليح ، وتم تصنيع 112 زورق قتالى بين العام 1956 و1965 ، وخدم روسيا وحلفائها حتى الثمانينات. كان لدى مصر 7 زوارق من هذا النوع بين عامى 1961 و 1967، وقد تقاعد فى أوائل التسعينات، بعد أن قامت القوات البحرية المصرية ببناء 6 سفن مزودة بأسلحة وتكنولوجيا غربية فى أوائل الثمانينات تحت مسمى "أكتوبر". الدول المستخدمة ل"كومار" الجزائر، كوبا، مصر، اندونيسيا، العراق، كوريا، سوريا، فيتنام، الصين. الصاروخ السوفييتى "ستيكس" صاروخ ستيكس صاروخ بى – 15 تيرميت ، أو ما يعرف بصاروخ ستيكس ، هو صاروخ مضاد لسفن السطح، تم تطويره من قبل الاتحاد السوفييتى فى الخمسينات من القرن الماضى، وهو ما زال يعمل بالخدمة فى سلاح البحرية الروسية، كما طورته الصين الشعبية بنسخ مختلفة وتم استخدامه فى الدفاعات الساحلية ، وبالرغم من حجمه الضخم ووزنه الثقيل إلا أنه تم إنتاجه بكميات ضخمة لتغطية احتياجات مئات السفن الحربية وقد حقق نجاحًا كبيرًا. النسخة الأولى من الصاروخ كانت بأجنحة جانبية ثابتة و3 أطراف للتوجيه عند الذيل، وراعى المصممون أن يكون رخيص الثمن ويحقق فاعلية فى القتال أيضا، وتم تزويده برادار ماسح يعمل قبل 11 كيلومتر من الاصطدام بالهدف حتى لا يتم كشفه، وبرأس حربى شديد الانفجار وزنه "نصف طن" من نفس المادة التى تصنع منها القذائف الخارقة لدروع الدبابات، وكان يوضع خلف خزّان الوقود، وقد وصل مدى الصاروخ 40 كيلومتر ووزنه بالكامل 2.340 كيلوجرام. صورة توضح كيفية إغراق المدمرة إيلات إغراق المدمرة الإسرائيلية إيلات وفى حرب الاستنزاف عندما اقتربت المدمرة الإسرائيلية إيلات من المياه الإقليمية لبورسعيد قام زورقان من طراز "كومار" بإطلاق صواريخهما وهما متوقفان بالميناء، وتقول المصادر الأجنبية انه بالرغم من قيام المدفعية المضادة للطائرات بإطلاق النار بكثافة تجاه الصواريخ المصرية إلا أنها نجحت فى الوصول لهدفها وتقريبا شطرت إيلات إلى نصفين، حيث غرقت بعد ساعتين من الهجوم الأول، بعد أن استقرت 3 صواريخ "ستيكس" فى بدن المدمرة الإسرائيلية –بريطانية الصنع- ، لتستقر فى أعماق البحر المتوسط أمام مدينة بورسعيد . صاروخ ستيكس فى حرب أكتوبر بالرغم من نجاحات البحرية المصرية فى حرب الاستنزاف المجيدة إلا أن إغراق المدمرة إيلات أدى بإسرائيل إلى الإسراع فى طلب 12 زروق صواريخ حديث من فرنسا تحت اسم "ساعر" والتى كانت أصغر وأسرع وأكثر كفاءة من مثيلاتها العربية، وفى حرب أكتوبر 1973 كانت كفة إسرائيل إلى حد ما راجحة فى معاركها البحرية مع كل من مصر وسوريا، فمع مدى صواريخ ستيكس البالغ 40 كيلومتر والذى يشكل ضعف مدى صاروخ "جابريال" الصهيونى، وقيام البحرية المصرية والسورية بإمطار القطع الحربية الإسرائيلية بالمئات منها فى معركتى بلطيم ، واللاذقية، إلا أن مشكلات جمة عانى منها رادار الصاروخ حال دون دقة التصويب بعكس زوراق "ساعر" فرنسية الصنع.