تشهد الساحة السياسية اللبنانية حلة من الترقب تجاه اختيار الرئيس اللبنانى الجديد الذى سيخلف الرئيس الحالى ميشيل سليمان إذ عقدت جلسة لمجلس النواب الأربعاء الماضى لاحتيار الرئيس المسيحى الجديد وذلك وفقاً للدستور الذى يقر بتولى رئاسة البلاد رجل مسيحى مارونى وأن يتولى رئيس الحكومة مسلم سنى وتؤول والذى يشغل هذا المنصب حاليا تمام سلام ،بينما يتولى رئاسة البرلمان مسلم شيعى والذى يشغل هذا المنصب نبيه برى. وتمميز لبنان بتعدد التيارات والتحالفات السياسية ،أبرزها تحالف "14 آذار" المعارض للنظام السورى والذى يضم كل من تيار "المستقبل" بقيادة سعد الحريرى الرئيس السابق للحكومة اللبنانية ،وسمير جعجع رئيس حزب "الكتائب اللبنانية "والمرشح الأبرز لتولى رئاسة الجمهورية ،و حزب "الكتائب" بقيادة أمين اللجميل . فى المقابل نجد تحالف "8 أذار" الذى يضم كل من "حزب الله" الشيعى الذى يمتلك شعبية طاغية بالجنوب اللبنانى ويوجد له عدد وفير من الأعضاء داخل مجلس النواب ،وتنضم له بالتحالف حركة "أمل" ذات الأغلبية الشيعية بقيادة نبيه برى رئيس مجلس النواب،ويترأس هذا التحالف "التيار الوطنى الحر" بقيادة العماد ميشيل عون الذى ترددت أنباء عن عزمه خوض السباق الرئاسى امام كل من جعجع وهنرى حلو ممثل الحزب التقدمي الإشتراكي ذات الأغلبية الدرزية والذى يرأسه وليد جنبلاط،والذى يعد قائد التحالف الوسطى الذى يطلق عليه اللبنانيين "بيضة القبان" باللبنانى أى"رمانة الميزان" فى عملية اختيار الرئيس الجديد. ويضم التحالف المذكور أيضاً كل من سليمان فرنجية من تيار "المردة" المسيحى المارونى وحركة "التوحيد" الدرزية برئاسة "وئام وهاب" بجانب النائب "طلال أرسلان" أحد أهم القيادات الدرزية فى لبنان. وتشير الأنباء إلى أن التحالف الذى سيدعمه تحالف وليد جنبلاط سيحدد من الفائز بالرئاسة اللبنانية سواء كان جعجع أو حلو أو ميشيل سليمان الذى مازال لم يعلن موقفه بشكل واضح عزمه خوض السباق اللبنانى. وذكرت مصادر مطلعة أنه، قد تم اتفاق غير معلن بين جنبلاط وعون حول دعم الأول للثانى فى التوصيت على تولى الرئاسة اللبنانية مقابل حصول كتلة جنبلاط على عدة حقائب وزارية هامة فى الحكومة التى ستشكل لاحقاً. وأوضحت المصادر أن فكرة التصويت على سليمان فرنجية الجد فى الجلسة الأولى كانت على سبيل السخرية على سمير جعجع من جانب النواب إذ يتهم جعجع بأنه قاتل طونى فرنجية زعيم تيار "المردة" فى الحرب الأهلية التى اندلعت فى لبنان عام 1975. وحول نظام التصويت فى البرلمان على اختيار الرئيس اللبنانى يجب على أن يتم اختياره بنسبة تصويت "النص + 1″ إذ يجب حصول أى مرشح على أصوات 64 عضو بالإضافة لعضو أخر لكى يستطيع الحصول على منصب الرئاسة. وهذا لم يحدث فى الجلسة الأولى للبرلمان الاسبوع الماضى،إذ لجأ غالبية الأعضاء إلى التصويت على الاختيار بأوراق بيضاء ،ما أدى إلى فشل الجلسة لعدم حصول أى مرشح على النسبة المذكوره. وترددت أنباء بأنه فى حالة تولى سمير جعجع للرئاسة اللبنانية ستحدث احتجاجات عارمة بالبلاد إذ توجد الكثير من التيارات السياسية المعارضة لتوليه الرئاسة ،وذلك لدوره السلبى فى الحرب الأهلية فى لبنان إذ اتهم بارتكاب مذابح بحق التنظيمات الفلسطينية والحركة الوطنية اللبنانية ذات الاتجاه الناصرى والمؤيدة لسوريا.