جول قال الرئيس عبد الله جول، بات يفضّل الانسحاب من الحياة السياسية على الدخول في مواجهة قاسية ومباشرة مع رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان، الذي يرغب في الترشّح إلى منصب رئاسة الجمهورية. وأكد مصدر تركي في تصريحات لصحيفة "القبس الكويتية" أن جول فضّل هذا الخيار لتفادي معركة قاسية مع أردوغان، قد تؤدي إلى انقسامات عميقة في حزب العدالة والتنمية، وكذلك الأمر بالنسبة إلى قاعدة الحزب الشعبية، نظراً إلى حقيقة أن عبدالله جول يُعدّ إلى جانب أردوغان واحداً من أهم مؤسّسي الحزب، كما أنه يمتلك شعبية جماهيرية، لا تقل عن تلك التي يمتلكها رئيس الوزراء. وكان جول قد أعلن صراحة أنه يرفض تطبيق نموذج بوتين – مدفيديف الروسي في تركيا. ووفق المصدر، فإن ترشّح أردوغان للرئاسة يعني أنه سيستقيل من رئاسة الوزراء، ولن يستطيع جول أن يشغل هذا المنصب، لكونه لا يحظى بالصفة البرلمانية، وفي هذه الحالة سيختار أردوغان رئيس حكومة مؤقتاً من المقربين منه، إلى حين الانتهاء من الانتخابات البرلمانية في عام 2015. تفتح التصريحات التي أطلقها الرئيس التركي عبدالله جول قبل ايام، الباب واسعا أمام التكهّنات حول مستقبله السياسي وعلاقته مع رئيس الوزراء القوي رجب طيب أردوغان في مقبل الأيام. فالرئيس التركي اغلق الباب أمام إمكانية اعتماد نموذج بوتين – مدفيديف، الذي تم العمل بمواجبه في روسيا للمداورة بين الرئاسة ورئاسة الوزراء، وقال جول للصحافيين في غرب البلاد إن هذا النموذج غير مناسب للانظمة الديموقراطية. وتقول مصادر تركية مطلعة ل القبس إن الرئيس بنى قراره – على ما يبدو – على قاعدة وجود خيارين أمامه: فإما ان يدخل في مواجهة قاسية ومباشرة مع رئيس الوزراء أردوغان قد تؤدي الى انقسامات عميقة في حزب العدالة والتنمية، وكذلك الأمر بالنسبة الى قاعدة الحزب الشعبية، نظرا الى حقيقة أنّ عبدالله جول يعدّ الى جانب أردوغان واحدا من أهم مؤسسي الحزب، كما انّه يمتلك شعبية جماهيرية، لا تقل عن تلك التي يمتلكها أردوغان. وإما الانسحاب من المعركة، تفاديا لكل هذه الأضرار، خاصة أن مقامه كرئيس للجمهورية خلال 7 سنوات، وكذلك طبيعته، لا يسمحان له بخوض معارك جانبية. ويؤكد المصدر أن جول يفضّل – على ما يبدو – الخيار الثاني، اي الانسحاب من اللعبة السياسية. ووفق المصدر، فإنه وفي حال قرر أردوغان الترشح لانتخابات رئاسة الجمهورية في اغسطس المقبل، يجب عليه ان يقدم استقالته من رئاسة الوزراء، لتقديم اوراق ترشحه، وهذا يعني أن موقع رئاسة الوزراء سيكون شاغرًا، ولن يستطيع جول أن يشغله، لأنه لا يحظى بالصفة البرلمانية، وفي هذه الحالة سيلجأ أردوغان الى اختيار رئيس حكومة مؤقت تابع له، الى حين الانتهاء من الانتخابات البرلمانية في عام 2015، ومن ثم قد يأتي بعد هذه الانتخابات جول رئيساً للحكومة. وبالتالي، فإن جول سيغيب عن الحياة السياسية خلال الفترة الممتدة من اغسطس المقبل وحتى الانتخابات البرلمانية في 2015. وهذه الفترة قد تشهد ايضا – وكما يرغب أردوغان – تعديلا للنظام السياسي، بحيث تنتقل الصلاحيات التنفيذية إلى منصب رئاسة الجمهورية، مما سيمكّنه حينها من أن يقود البلاد بشكل منفرد، في ظل نظام رئاسي حتى عام 2024 (دورتين رئاسيتين)، ويتحول عندها رئيس الوزراء الى منصب رمزي فقط لا غير، وهو ما لا يفضّله جول على اعتبار أنّ تاريخه السياسي وشخصيته لا يسمحان له بأن يكون مجرّد رئيس وزراء شكلي من دون أي صلاحيات وخاضع لإرادة أردوغان الكاملة. واذ يصطدم اردوغان بمعوقات كثيرة تحول دون تعديل النظام السياسي، لكون هذا الامر يحتاج الى اغلبية الثلثين في البرلمان، وهو ما لا يمتلكه اردوغان، وكذلك من غير المتوقع ان يحصل على هذه النسبة في انتخابات صيف 2015، فإن المصدر لا يستبعد ان يعمد اردوغان الى البحث عن تخريجة ما، يسعى من خلالها الى تعديل النظام الانتخابي لتأمين اغلبية الثلثين في المجلس، حتى ان المصدر لا يستبعد ان يلجأ اردوغان في لحظة ما، الى نسف كل التوقعات، وعدم الترشح للرئاسة، والاستمرار في «الستاتيكو» الحالي