الإرهاب الذي يضرب الساحة المصرية منذ نجاح ثورة 30 يونيو وسقوط الإخوان تدور وقائعه فى الشارع المصري وتسيل دماء ضحاياه على أرض محافظات مصر، لكن من يدير وينسق هذا الملف الشيطاني يقبع خارج حدود هذا الوطن، فقبل أسابيع من حادث تفجير المنصورة الإرهابي إنتقل "شادي المنيعي" إلى قطاع غزة هربا من ملاحقة أجهزة المخابرات المصرية والتى وصلت إلى مناطق قريبة جدا منه، جعلته يشعر بالخطر الداهم عليه وعلى تنظيمه "أنصار بيت المقدس" إذا إستمرت الملاحقة بهذه الصورة، وصل المنيعي إلى القطاع ودبر له ملاذا آمنا بمعرفة "فتحي حماد وزير داخلية حكومة حماس" قبل أن يعقد معه مجموعة من اللقاءات المطولة، وفيها إستمع حماد لتقييم كامل للأوضاع فى سيناء وبالأخص قدرات الجماعات المسلحة فى مواجهة قوات الجيش الثاني، المنيعي جاء إلى قطاع غزة هربا من الخسائر المتلاحقة التى مني به تنظيمه بقوة وخاصة فى شأن المداهمات المستمرة لمخازن الأسلحة ومواد تصنيع العبوات الناسفه، بقي للتنظيم مجموعة من الخلايا المحترفة الموجودة فى سيناء وفى منطقة غرب المجرى الملاحي بمحافظات الدلتا هي من تقوم بالعمليات القوية ذات الخسائر الكبيرة والصدى الإعلامي، لكن تقييم المنيعي كان يؤكد عدم قدرة هذه الخلايا على إطالة الأمد الزمني للصراع، ولا تحقق إستنزاف أو إرهاق لقوات الأمن وهو التكليف المباشر الصادر لجماعة أنصار بيت المقدس وأن الأمر يحتاج إلى دعم مباشر وتغيير فى التكتيك بسرعة قبل الدخول إلى مرحلة القضاء التام على التنظيم . ما إستمع فتحي حماد له جاء مؤكدا لكل ما لديه من معلومات وصلته من أطراف أخرى بعيدة تماما عن شادي، وكان فتحي حماد قد بدأ بالفعل معالجة هذا الخلل والتراجع الواضح بتكليف "تنظيم جيش الإسلام" بفتح معسكرات تدريبه الموجودة بقطاع غزة لتجهيز مجموعة جديدة من العناصر التى ستضخ فى شرايين أنصار بيت المقدس فى سيناء، وتزامن معه ترتيبات سياسية قامت بها قيادات حماس الأخرى مع الجانب القطري وصلت بمقتضاتها صفقات الوقود لإنعاش حركة حماس داخليا، وخرج أيضا دعم مالي مباشر سيوجه إلى العمل المسلح داخل سيناء للإسراع بتحقيق نتائج على الأرض ونقل مسرح العمليات إلى الداخل المصري إن كان هناك إمكانية لتنفيذ ذلك، وبوصول هذا الأموال العاجلة إمتلكت حماس الدعم الثاني والهام الذي يمكن تقديمه إلى التنظيم لتعويض الخسائر التى مني بها مؤخرا، ما قام به الوزير فتحي حماد صاحب الكلمة العليا الآن فى قطاع غزة بالنسبة للمسائل الأمنية هو ترتيب الدعم الثالث للتنظيم عن طريق تخفيف القبضة الأمنية الحمساوية عن أحد التنظيمات السلفية المسلحة "مجلس شورى المجاهدين"، وقام بترتيب مجموعة من الإجتماعات تحت رعايته المباشرة ما بين قيادات هذا التنظيم وبين شادي المنيعي لبحث كيفية التحالف ما بين التنظيمين لتعويض ما يعاني منه المنيعي من ترنح وإنحسار أمام قوات الجيش فى الفترة الأخيرة، ولفت الأنظار بشدة داخل قطاع غزة بداية السماح لمجلس شورى المجاهدين بالحركة بعد ملاحقة إستمرت طوال الفترة الماضية من قبل قوات أمن حماس بقيادة حماد المباشرة، فمنذ إتفاق الهدنة الذي تم مع الجانب الإسرائيلي برعاية محمد مرسي بعد وصوله للحكم مباشرة وحماس تمنع أى من التنظيمات السلفية من الحركة تماما خوفا من تحركها تجاه إسرائيل وإلتزاما بضمان سلامة إسرائيل من أى أعمال عدائية كما وصفت فى إتفاق الهدنة، سر تحول قيادات أمن حماس ناحية تنظيمات "جيش الإسلام مجلس شورى المجاهدين" هو دعم العمل الإرهابي المسلح داخل مصر بشكل مباشر كما يبدو فى الصورة الآن.