من أصول العقيدة الإسلامية أن محمد (ص) هو خاتم الانبياء والمرسلين .. ومن يعتقد أن نبيا بعث أو سيبعث من بعد محمد (ص) فقد خرج من ملة الإسلام لمخالفته صريح الكتاب والسنة وإجماع الأئمة .. كما أن بشارات الرسل والأنبياء قد ظهر تأويلها بظهور محمد (ص) .. ولهذا لم يرد فى الدين الإسلامى أى بشارة بنبى آخر يأتى من بعد محمد (ص) .. ولكن وردت نبوءات بأنه فى آخر الزمان سيطرأ على الأمة فساد ينحرفون به عن كتاب الله ويصيبهم الضعف والفرقة .. فيظهر رجل من آل بيت النبى يلقب بالمهدى .. يحيي الدين ، يقيم العدل ، يوحد المسلمين ، يقهر الأعداء .. ويكون ظهوره له علامات .. وقد إختلف أهل المسلمون فى المهدى ما بين النفى والإثبات والتأويل .. إلا أن الإثبات فيه أقرب إلى الصواب. المهدى عند الشيعة : إختلف الشيعة فيما بينهم حول الإمام المهدى المنتظر .. فمنهم من ينكر عقيدة المهدى ومنهم من يؤمن بها .. والذين يؤمنون بمجئ المهدى إختلفوا فيما بينهم فيمن يكون هذا الإمام : أولا : فرقة الشيعة الجعفرية – الإمامية الإثنى عشرية : يعتقدون بأن المهدى هو إمامهم الثانى عشر والأخير "محمد بن الحسن العسكرى" .. قائلين أنه إختفى داخل سرداب بدار أبيه بمدينة سمراء وعمره 9 سنوات .. وأنه قائم هناك إلى أن يظهر فى آخر الزمان ليملأ الأرض عدلا. ثانيا : فرقة الشيعة الزيدية – الإمامية الخمسية : لا يؤمنون بعقيدة المهدى .. فالإمامة عندهم إنقطعت بإستشهاد الإمام زيد بن علي زين العابدين .. ومنذ تلك اللحظة ترك الأمر شورى بين المسلمين .. ويقولون بجواز خروج إمامين فى قطرين مختلفين فى وقت واحد .. طالما أنهما يستجمعان شروط الإمامة. ثالثا : فرقة الشيعة الكيسانية : يعتقدون بأن المهدى هو إمامهم الرابع والأخير – محمد بن على بن أبى طالب الملقب بابن الحنفية .. قائلين أنه إختفى بجبل رضوى قرب المدينة .. وانه قائم هناك إلى أن يظهر فى آخر الزمان ليملأ الأرض عدلا. رابعا : فرقة الشيعة الإسماعيلية – الإمامية السبعية : 1- الشيعة الإسماعيلية النزارية – الأغاخانية : لا يؤمنون بعقيدة المهدى .. فالإمامة ممتدة فى نسل الإمام إسماعيل بن الإمام جعفر الصادق إلى يومنا هذا .. ويلقبون إمامهم بالأغاخان .. وإمامهم الحالى هو الأغاخان كريم على محمد خان. 2- الشيعة الإسماعيلية المستعلية – البهرة : يقولون بأن المهدى هو الحاكم بأمر الله .. وبأنه لابد سيظهر آخر الزمان ليعيد الخلافة .. ويقولون بأن سلطان البهرة هو نائب الإمام الغائب .. وسلطان البهرة الحالى يدعى السلطان محمد شاة. خامسا : الشيعة الجارودية : يعتقدون بأن المهدى هو محمد بن عبد الله بن الحسن بن على بن أبى طالب الملقب بالنفس الزكية .. والذى ولد عام 100 هجرية ، وقتله أبو جعفر المنصور عام 145هجرية .. وجدير بالذكر أن النفس الزكية كان يعتقد حقا بأنه المهدى. المهدى عند أهل السنة والجماعة : إختلف أهل السنة والجماعة حول الإمام المهدى المنتظر .. فهناك فريق ينكر ظهور المهدى قائلين بأنه عقيدة تسللت إلينا من الفكر الشيعى ولا يوجد لها سند صحيح من الكتاب أو السنة .. وعلى رأس هذا الفريق : (الإمام المجدد محمد عبده – العالم الجليل أبو الأعلى المودودى) .. وفريق آخر يعتقد بظهور المهدى قائلين أن عقيدة المهدى ليست خاصة بالشيعة بل هى ثابتة عن الرسول (ص) .. وعلى رأس هذا الفريق : (الإمام الأعظم أحمد بن حنبل – شيخ الإسلام بن تيمية – الإمام بن كثير – الإمام السيوطى – الإمام الشوكانى – محى الدين بن عربى – ابن حجر الهيثمى) .. وفريق ثالث يعتقد بظهور المهدى الرمز لا المهدى الشخص .. قائلين بأن المهدى الذى سيظهر فى آخر الزمان لن يكون رجلا وإنما هو رمز لقوى الخير .. كما أن المسيخ الدجال أيضا رمز لقوى الشر .. وعلى رأس هذا الفريق : (الإمام محمد متولى الشعراوى) ويجب الأخذ فى الإعتبار أن المهدى الذى إختلف حوله الرأى عند أهل السنة والجماعة ليس هو المهدى الذى ينتظره الشيعة على إختلاف فرقهم .. فالمهدى الذى يعتقد به أهل السنة والجماعة .. هو رجل من آل البيت يظهر فى آخر الزمان يوحد الأمة ويقيم الخلافة ويقهر الأعداء .. وبناء عليه فنحن لا ننتظر شخصا بعينه غائبا منذ زمن ونرجو رجعته لأن المهدى ابن زمانه .. ولأن المهدى شخصا لا نعرفه .. فقد حدد لنا رسول الله (ص) بعض العلامات التى تسبق ظهورة لنستدل بها على أوانه .. كما حدد لنا بعضا من صفاته لنستدل بها عليه .. هذا وقد إجتهد عدد من الصحابة والتابعين لتحديد علامات وصفات أخرى للمهدى.