قال باسم عودة وزير التموين في حكومة الرئيس المعزول محمد مرسي إن مخزون مصر من القمح المستورد يكفي احتياجاتها لأقل من شهرين وهو ما يشير إلى نقص أشد مما كشفت عنه تقارير سابقة. وتحدث عودة إلى رويترز ليل الأربعاء داخل خيمة في اعتصام لآلاف المؤيدين للرئيس مرسي الذين يحتجون على عزله. وقال عودة إن مخزون الدولة من القمح المستورد بلغ 500 ألف طن فقط. ومصر هي أكبر مستورد للقمح في العالم وتوزع نصف وارداتها على السكان البالغ عددهم 84 مليون نسمة في صورة خبز مدعم. وكانت حكومة الرئيس المعزول حذرة فيما يتعلق ببيانات مخزون القمح المستورد حتى عندما توقفت عن الاستيراد بسبب نقص السيولة المالية. وأدت الاضطرابات السياسية على مدى عامين ونصف إلى أزمة اقتصادية شديدة في مصر وأبعدت عنها المستثمرين والسائحين وهو ما قلص احتياطياتها من النقد الأجنبي وصعب عليها استيراد الغذاء والوقود. وقال عودة إنه بعد شراء 3.7 مليون طن من القمح المحلي الذي أشرف حصاده على الانتهاء تملك مصر الآن مخزونا من القمح المحلي يبلغ ثلاثة ملايين طن. ويتم خلط القمح المحلي بالقمح المستورد بنسب متساوية لإنتاج الدقيق (الطحين) الملائم لإنتاج الخبز. وقال عودة إن حكومة مرسي حاولت زيادة نسبة القمح المحلي التي تستخدمها إلى 60 بالمئة. وتستورد مصر عادة نحو عشرة ملايين طن من القمح سنويا. وتوقفت عن استيراد القمح في فبراير ثم عاودت الشراء قبيل الإطاحة بمرسي حين اشترت 180 ألف طن للشحن في أغسطس. وهذه أطول فترة تغيب فيها مصر عن السوق الدولية منذ عدة سنوات. وقالت الحكومة في 26 يونيو حزيران إن المخزون الإجمالي من القمح بلغ 3.613 مليون طن لكنها لم تكشف حجم المستورد منه. وبعد الإطاحة بمرسي الأسبوع الماضي وعدت الإمارات العربية المتحدة والسعودية والكويت بمساعدات لمصر قيمتها الإجمالية 12 مليار دولار في صورة نقد وقروض وإمدادات وقود وهو ما يقول اقتصاديون إنه سيعطي القاهرة متنفسا لعدة أشهر لإصلاح الوضع المالي.