اندلعت اشتباكات بين جماعة الشيخ أحمد الأسير والجيش اللبناني عند حاجز للجيش قرب جامع بلال بن رباح معقل الأسير ولكن الاشتباكات ما لبثت أن تحولت الى قتال بين عناصر من سرايا المقاومة التابعة ل"حزب الله" وأنصار الاسير في المنطقة. وأفيد ان الاشتباك بدأ بعد توقيف أحد مرافقي الاسير. وأدت الاشتباكات إلى مقتل 6 من الجيش البناني وإصابة عشرات الجنود . هذا ويسجل انتشار مسلح في مختلف انحاء صيدا ويعمل مسلحون على قطع طريق الاوتوستراد البحري للمدينة فيما يعمد هؤلاء الى رمي مادة المازوت لمنع الحركة. كما افيد ان القوى الامنية ارسلت تعزيزات الى صيدا. ولاحقاً، صدر عن قيادة الجيش – مديرية التوجيه، البيان الآتي: "بتاريخ اليوم قامت مجموعة مسلحة تابعة للشيخ احمد الاسير ومن دون أي سبب بمهاجمة حاجز تابع للجيش اللبناني في بلدة عبرا – صيدا، ما أدى الى استشهاد ضابطين وأحد العسكريين وإصابة عدد آخر بجروج بالاضافة الى تضرر عدد من الآليات العسكرية. وقد اتخذت قوى الجيش التدابير اللازمة لضبط الوضع وتوقيف المسلحين". وأفيد أن الجيش نجح بالسيطرة الكاملة على محيط "مسجد بلال بن رباح" في عبرا حيث يحتمي الشيخ أحمد الاسير مع انصاره، بعد إسكات مصادر النيران التي كانت تطلق من بعض الأبنية المحاذية الجامع. وشهدت بلدة عبرا القديمة حركة نزوح باتجاه قرى وبلدات شرق صيدا وجزين والى مدينة صيدا. وفي وقت لاحق، صدر عن الجيش بيان اخر جاء فيه: "لقد سقط للجيش اللبناني اليوم غدرا عدد من الشهداء والجرحى، والمؤسف أنهم لم يسقطوا برصاص العدو بل برصاص مجموعة لبنانية من قلب مدينة صيدا العزيزة على الجيش وأبنائه. لقد حاول الجيش منذ أشهر إبعاد لبنان عن الحوادث السورية، وألا يرد على المطالبات السياسية المتكررة بضرورة قمع المجموعة التابعة للشيخ أحمد الأسير في صيدا، حرصا منه على احتواء الفتنة والرغبة بالسماح لأي طرف سياسي بالتحرك والعمل تحت سقف القانون. وكذلك فعل حين استهدف ضباطه وجنوده في طرابلس وعرسال. ولم يرد على محاولات زرع الفتنة إلا بالعمل على حفظ الأمن والاستقرار وسلامة عناصره، تارة بالحوار وتارة أخرى بالرد على النار بالمثل والسعي الدائم لتوقيف المرتكبين. لكن ما حصل في صيدا اليوم فاق كل التوقعات. لقد استهدف الجيش بدم بارد وبنية مقصودة لإشعال فتيل التفجير في صيدا كما جرى في العام 1975، بغية إدخال لبنان مجددا في دوامة العنف. إن قيادة الجيش ترفض اللغة المزدوجة، وتلفت إلى أن قيادات صيدا السياسية والروحية ومرجعياتها ونوابها مدعوون اليوم إلى التعبير عن موقفهم علنا وبصراحة تامة، فإما أن يكونوا إلى جانب الجيش اللبناني لحماية المدينة وأهلها وسحب فتيل التفجير، وإما أن يكونوا إلى جانب مروجي الفتنة وقاتلي العسكريين. إن قيادة الجيش لن تسكت عما تعرضت إليه سياسيا أو عسكريا، وهي ستواصل مهمتها لقمع الفتنة في صيدا وفي غيرها من المناطق، والضرب بيد من حديد كل من تسول له نفسه سفك دماء الجيش، وسترد على كل من يغطي هؤلاء سياسيا وإعلاميا". الى ذلك، أفادت الوكالة الوطنية للاعلام أن عناصر من "فتح الاسلام" أطلقت النار من محلة الطوارئ في عين الحلوة باتجاه حاجز الجيش اللبناني في محلة التعمير، فرد عناصر الجيش على مصدر النيران. كما افيد أن مسلحين ملثمين انتشروا على البوليفار الغربي لمدينة صيدا ومثلث المرجان بالقرب من جامع بهاء الدين الحريري على البوليفار الشرقي، وأطلقوا الاعيرة النارية في الهواء، فتوجهت وحدات من الجيش اللبناني المؤللة والراجلة الى الموقعين، وعمدت الى فتح هاتين النقطتين الحيويتين، ويشهد البوليفار الغربي ازدحام سير خانق ويقوم عناصر الجيش بتسهيل مرور المواطنين في الاتجاهين.