هذا السؤال تبادر إلى ذهنى مع إعلان نتيجة الثانوية العامة من أيام قليلة وما صاحبها – كالمعتاد – من إعلان قائمة طويلة عريضة بأسماء الأوائل على مستوى الجمهورية، وهو: أين رابطة أوائل الثانوية العامة؟.. تلك الرابطة التى كانت من مهامها تسجيل أسماء هؤلاء الأوائل سنويًا وتلقائيًا بمجرد إعلان النتيجة ورعايتهم وتتبعهم وتذليل الصعاب أمامهم؛ لضمان مواصلتهم التفوق.. لما يمثلونه من ثروة قومية يجب الاستفادة منها وعدم إهدارها أو التفريط فيها.. باعتبارهم نواة مشروع "عباقرة صغار". .. تلك الرابطة التى كان قد قام بتأسيسها د. حسين كامل بهاء الدين، وزير التربية والتعليم الأسبق فى منتصف التسعينيات.. وأسند رئاستها – وقتها – لأحد النوابغ وهو د. صديق عبد السلام، أستاذ الأنف والأذن والحنجرة بطب الإسكندرية الذى كان أحد أوائل الثانوية العامة عام 1973. وما أتذكره أنه كان لهذه الرابطة المهمة العديد من الأنشطة بجانب رعاية هؤلاء المتفوقين، منها قيامها بدراسة لتتبع أوائل الثانوية العامة من 10 سنوات إلى أين وصلوا؟ وغيرها. إلا أنه مع الوقت لم نعد نسمع شيئا عن هذه الرابطة.. ولا أعرف إلى أين انتهى بها المطاف، هل هى لا تزال موجودة وقائمة بعملها.. أم أنها أصبحت حبرا على ورق.. أو أنها أصبحت لا وجود لها؟ والحقيقة أنه شىء مؤسف للغاية أن أى عمل أو فكرة أو مشروع ناجح مثل هذه الرابطة أنه يرتبط باسم صاحبه وينتهى معه سواء برحيله أو تركه للمنصب. وهو ما يجعلنى أطالب بإحياء هذه الرابطة مرة أخرى لما تحمله من أهداف قومية وهو رعاية التفوق والنوابغ.. على أن تكون تبعيتها هذه المرة لرئيس الجمهورية شخصيًا، أو لرئيس الوزراء على الأقل، لما يمثله الاهتمام بها من أهمية تتعلق بالأمن القومي. فنحن فى مصر لدينا أعداد كبيرة من المواهب والنوابغ سنويا أمثال هؤلاء الأوائل، خاصة فى مجال العلوم والرياضيات يحتاج أن نستفيد منهم. .. علينا أن نخطط لرعايتهم ووضعهم على مسار التأهيل لعلوم المستقبل وخاصة العلوم "السيبرانية"؛ لاستثمار هذه العقول فى إحداث التنمية. وأقترح إنشاء أكاديمية خاصة تتولى رعاية وإعداد هؤلاء النوابغ وصقل تفوقهم.. وأقترح أن تتبنى الأكاديمية العسكرية هؤلاء النوابغ بتخصيص قسم لهم بالأكاديمية لتنمية تفوقهم وإعدادهم وتسليحهم بعلوم المستقبل.. خاصة العلوم "السيبرانية". فالاهتمام بالتفوق والنبوغ قضية أمن قومى، فدائمًا ما يقاس تقدم الدول بما تملكه من عقول ومبدعين وعلماء.. باعتبار أن هؤلاء الأوائل هم "كريمة المجتمع" ومشروع "عباقرة صغار"، الذى يحتاج لرعاية خاصة من الدولة.. فهل من مجيب؟!