فشلت الولاياتالمتحدةالأمريكية فى الدفاع عن إسرائيل، وانتفضت لتحشد طائراتها العسكرية "إف 16" لإحراق اليمن، ولم يغمض لواشنطن جفن حتى تثأر لطفلها الوديع، برغم أن منظومتها الدفاعية "ثاد" سقطت سقوطا مروعا أمام صد الصاروخ اليمني علي مطار بن جوريون الاستراتيجي، وفى نفس الوقت كشفت المنظومة الدفاعية الثانية "حيتس"، التي طورتها كذلك العسكرية الأمريكية، عجزها عن تدميره. وتطل علينا حقيقة من حين لآخر تدحض أسطورة الدفاع الإسرائيلية التي لا تقهر، وهذا خلافا عن أسطول المساعدات الممتد من أمريكا وأوروبا، ويهز الصاروخ اليمني أركان تلك الأسطورة، ويصيب إسرائيل بشلل كامل عقب إصابتها للشريان الرئيسي لدولة الاحتلال، ويصدّق عليها قوله تعالي: "وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنْ اللَّهِ". وعلي إثر سقوط الصاروخ اليمني اجتمع رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو فى غرفة العمليات المركزية مع قادة الأجهزة الأمنية، وانتشرت الفوضى فى أهم منشأة فى الكيان الصهيوني، وشاعت البلبلة فى مطار يستقبل 23 مليون مسافر سنويا، وألغت سلطات الاحتلال الرحلات، وتزاحم المسافرون فى الملاجئ، ويعود سبب هذا النفير العام فى إسرائيل إلى وقف حركات الطيران الدولية على مستوى البلاد، وقد اخترق الصاروخ اليمني 4 طبقات للدفاع الجوي، ثم يسقط فى قلب مطار بن جوريون، ويحدث انفجارات هائلة، وفى لحظات يصبح المطار شبه فارغ من البشر. وللأسف لا يمكن أن ننكر الهجوم الأمريكي الهمجي علي اليمن، وتدميره لمساحات كبيرة من مطار صنعاء، وتفجير عدة أماكن متفرقة فى اليمن وإسقاط العدد من الضحايا، ومن الجانب الآخر لا عزاء لذبح أكثر من 170 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، ويتزامن معها إعلان كل الدوافع الدولية من أجل تبرير مواصلة إسرائيل لإبادة وتجويع قطاع غزة بالكامل. وفى صفاقة منقطعة النظير يقول نتنياهو لدي استقباله رئيس قبرص: نحن والعالم بأسره مهددون من قبل الحوثيين.. لن نتسامح وسنتخذ إجراءات مضادة شديدة للغاية ضدهم، وبذلك يسعي إلي تضخيم الأحداث، لكي يظهر للمغيبين صورة إسرائيل الضحية، والعيب ليس فى نتنياهو بل لمن ينصت إليه من أصدقائه حلفاء الصهاينة، المستفيدين من إشعال المنطقة وعدم استقرارها، وطالما الحليف الاستراتيجي للغرب يرفض تماما التعايش السلمي وعدم القبول بحل الدولتين، ومستمر فى إبادة وتدمير غزة والضفة الغربية، سيظل هذا الكيان الأسطوري فى ذعر من أي قذيفة محدودة الانفجار.